نفذت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز عملية إطلاق نار ضد العرض العسكري السنوي لقوات الحرس الثوري الإيراني والمقامة بمناسبة ذكري الحرب الإيرانية العراقية (1980 -1988) ، وأدت تلك العملية الكبيرة إلى مقتل أكثر من 29معظمهم عسكريين من القوات المشاركة في العرض .
ما يهمني في تلك العملية هو ما تم من تسليط الأضواء على القضية المنسية في أدراج الجامعة العربية والمرفوعة من جدول أعمال القمم منذ تبناها جمال عبدالناصر وحتى يومنا هذا.
نعم جاءت عملية الهجوم على العرض العسكري بمثابة إزالة التراب على أهم وأخطر القضايا العربية المطوية في ذاكرة النسيان العربية وليضعها مرة أخرى في بؤرة اهتمام الإعلام العربي - رغم أنفه - المُثقل بمتابعة اللاعب ليونيل ميسي والراقصة صافيناز وحق الشواذ في احترام خصوصيتهم!.
الأحواز العربية مأساتها ليست في إحكام الملالي سيطرتهم عليها وفقط، لكنّ المأساة الكبيرة تكمن في حالة انحسار الاهتمام العربي الرسمي عنها رغم عروبتها وسُنيتها وما تملكه من ثروات عظيمة في قطاع البترول والغاز تعتمدُ عليها دولة الاحتلال الايراني أيما اعتماد لاسيما قطاع البترول والغاز بل والحاصلات الزراعية مثل السكر والذرة ويكفي أن نذّكِر بمقولة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي حين تحدث عن الأحواز العربية وأهميتها الكبيرة لإيران فقال: إيران تحيا بخوزستان!!
ولديّ علامات استفهام كبيرة حول السكوت العربي الرسمي والمخزي عن قضية الأحواز "عربستان" والتي يسميها الإيرانيون "محافظة خوزستان".
لماذا لا تحيى الدول العربية تلك القضية الهامة في منتدياتها ومؤسساتها الرسمية بدءاً بالجامعة العربية ومروراً بالمنظمات الحقوقية، ثم ولماذا يُترك المواطن العربي في تلك الحالة المزرية من الجهل بأهم وأعظم قضايا وطنه العربي بعد قضية القدس، أين صناعو السينما والدراما ولديهم تلك المادة الدسمة التي لا تكلفهم سوى تسليط الضوء عليها فقط بدلاً من الإغراق في الأعمال التافهة والمثيرة للغرائز والمُحطمة للقيم والمبادىء .
أين صناعو الدراما من الأعمال الكبيرة التي تقدمها السينما الإيرانية لتعزيز الإرتباط بالمسلّمات الخاصة بهم من ولاية الفقيه وعودة المهدي محمد بن الحسن العسكري المختفي في السرداب منذ قرون خلت.
الجميع هناك يعمل من أجل قضية واحدة يؤمنون بها، أما عندنا فالأدوات المتاحة كلها من أجل محاربة المسلّمات وهدم الثوابت وتضييع الهوية، ولأي معترض عليهم يهاجمونك بأنك ضد حرية الإبداع!
تساؤلات عديدة لا تجد لها إجابة سوى أننا في واقعٍ مرير خلّف من ورائه احتلال القدس وجرءاة المحتل وتدافع القوى الإستعمارية لتوزيع الكعكة الواقعة بين الخليج شرقاً والمحيط الأطلنطي غربا !!
هل تدفع عملية الأحواز بالقضية المنسية منذ عشرينيات القرن الماضي إلى بؤرة الإهتمام، وإلى تبوء موقعها في أولويات الإعلام العربي، وإلى إدراجها على جداول أعمال السادة حكام الدول الناطقة باللغة العربية ؟!
نرجو ذلك!!