تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
سجل الأن
حالة أشبه بالصحوة، تلك التي يشهدها الشارع الشيعي في بعض الدول العربية، بعد أن بدأ تأثير “البنج” الإيراني بالانحسار عن العقول والقلوب.
مركب الطائفية والمظلومية الذي حقق لإيران اختراقًا اجتماعيًّا وسياسيًّا ودينيًّا في بعض بلدان المنطقة، لم يعد يقنع الكثير من الشيعة الذين بدؤوا بحركات تمرد تخرجهم من جلباب الولي الفقيه، الذي جعلهم خصومًا وأعداءً لشركائهم في أوطانهم.
الإرهاب والحروب والصراعات، خدمت طهران في استغلال الشيعة وتخويفهم من صراع وجود مزعوم.
وفي الماضي القريب وضع عشرات بل مئات الآلاف منهم نفسه تحت تصرف تجمعات عسكرية مدعومة وممولة من إيران لمحاربة داعش في العراق، ولكن ما إن وضعت هذه المعارك أوزارها، التفت العراقيون الشيعة إلى أنفسهم وأحوالهم، ليكتشفوا أنهم يعيشون ذلك الواقع المرير، الذي فرضه الفساد الإداري والمالي نتيجة الإهمال والتهميش، فحماسة إيران لمناطق الشيعة تتوقف وتتراجع عند حدود الخدمات والدعم الاقتصادي وسوق العمل، فهي تحصر هذا الدعم بالفئة الحاكمة الموالية لها فقط، بل وتطالب المؤسسة الدينية بفتاوى وخطابات تطالب الناس بإسقاط نظام أبي بكر وعمر والصحابة، وعدم الالتفات إلى المياه النظيفة والكهرباء والصحة، فهي رجس من عمل الشيطان إذا ما زاحمت المطالبة بحقوق آل البيت، بحسب ما يفتي به رجال دين الولي الفقيه.
فكان الغضب هذه المرة بما لا تطيقه إيران وصفعة لولاية الفقيه، مظاهرات أسقطت تلك الرموز والمقدسات، من حرق لصور المرشد إلى إشعال القنصلية الإيرانية في البصرة، وحناجر تصدح بطرد إيران، إضافة إلى خروج رموز دينية من تحت عباءة خامنئي، وفتح قنوات التواصل مع المكونات السنية في المنطقة، وتظهير الخطاب العلماني الذي يبشر بنهاية حقبة الطائفية التي كان النظام الإيراني طرفًا فاعلًا في تأجيجها لما تضمن له من تحقيق.