الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

المخطط الإجرامي لإبادة أمة الإسلام تحت مسمى خروج الإمام المهدي

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

المقــدمــة:

الحمد لله العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين المبعوث رحمة للعالمين، وسراجاً منيراً إلى يوم الدين، وعلى أله وأصحابه الغر الميامين، الذين كانوا خير أمة أخرجت للناس أجمعين، أَمَروا بالمعروف ونَهوا عن المنكر، وجاهدوا في الله حق جهاده حتى أتم الله نوره على العالمين، وأطفأ الله بهم نيران المجوس، وكسر بهم صليب النصارى وأذل الله بهم الشرك والمشركين، وأعلى بهم منار الحق والدين.

وبعد،،،

 

فإنني أقدم للمسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها المخطط الإجرامي الذي دونته أيدي الزنادقة الحاقدين على أمة الإسلام والمسلمين منذ القرن الثالث الهجري وقد ظل هذا المخطط حبيس الكتب والصدور، ولا يطلع عليه إلا الموثوق بهم من هؤلاء الزنادقة الملحدين، مع التواصي بكتمانه والإدعاء بأنه (من أسرار أل بيت رسول الله الأكرمين).

ولكن المعاصرين من هؤلاء الزنادقة الحاقدين، قد رأو اليوم أن الفرصة قد أصبحت سانحة مهيأة إلى إخراج هذا المخطط إلى عالم الظهور، وأن كل الدلائل عندهم تشير إلى نجاحهم فيه، وقد بدءوا في نشر تفاصيل مخططهم الإجرامي، بل وبدءوا يعلنون أن هذا المخطط الإجرامي الكبير هو إرادة الله العلي العظيم وتحقيق رسالته الخالدة إلى الأرض، والتي لم يستطع أي نبي أو رسول أن يحققها، وأن يطبقها. ولما كان هذا المخطط الإجرامي العظيم يقوم على استئصال المسلمين جميعاً من الأرض، إلا أهل الكفر والزندقة منهم، ممن يدعون زوراً وكذباً أنهم شيعة أل بيت رسول الله وأنهم المسلمون المؤمنون وأنهم خاصة رب العالمين، ويقوم كذلك على هدم المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة ونقل الحجر الأسود إلى الكوفة، وجعلها عاصمة الإسلام وكعبة المسلمين.

وكذلك يقوم هذا المخطط الإجرامي الكبير على نبش القبر الشريف وإخراج أبي بكر وعمر وحرقهما وقتل جميع العرب وقريش في مقدمتهم، والحكم بشريعة غير شريعة الرسول، وغير ما حكم به جميع الخلفاء الراشدين بما فيهم علي بن أبي طالب الذي يدعي هؤلاء المجرمون أنه لم يستطع أن يحكم بالقرآن الحقيقي، ولا الشريعة الحقيقية.

وأما (المهدي الذي ينتظرونه) فهو الذي يأتي بهذا المخطط الإجرامي الكبير فهو الذي سيطبق الإسلام حقاً... وهذا التطبيق هو ما سلف من إخراج قرآن جديد، وشريعة جديدة يُؤمَرُ فيها بخيانة الأمانة والحكم بغير بينة أو شهود، وأعمال السيف هرجاً في أهل الإسلام ثمانية شهور، واستئصال أهل الإسلام جميعاً ومصالحة اليهود والنصارى وسائر الملل الأخرى.

ولما كان هذا المخطط كما يدعي أصحابه المؤمنون به قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من التطبيق، وأنهم فقط ينتظرون ساعة الصفر، لذلك فقد رأيت من واجبي إطلاع إخواني المسلمين على حقيقة هذا الأمر... كيف بدأ؛ وكيف تطور؛ وما هي أبعاده؛ وإلى أين يسير؛ وكيف سيطبق في عالم الواقع؛ ولست في هذا أفشي سراً من الأسرار، ولا أدعي الإطلاع على ما لم يطلع عليه غيري من أخبار، وإنما فقط أقدم لإخواني ما يكتبه هؤلاء المجرمون، وأنقل لهم ما يخططون.

ولعل هذه الرسـالة الكاشفة تكون نوراً وهداية للمسلمين جميعاً في الأرض كلها، وتؤخر أو تهدم هذا المخطط الإجرامي الكبير.

والله المسئول أن يحفظ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يحفظ هذه الأمة التي جعلها خير أمة أخرجت للناس، لتبقى قائمة بأمر الله سبحانه وتعالى حتى يقاتل آخرها الدجال.

ولا شك أن (دجال الشيعة الكذاب) الذي ينتظرونه ويبشرون به، ويدعون الله أن يخرجه صباح مساء هو أعظم – لو كان يتحقق – من الدجال الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم... لأن الدجال الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُغني أهل الإسلام، ولا يدخل مكة ولا المدينة... وأما الدجال الرافضي الكذاب فإنهم يزعمون ويعتقدون أنه يفني أمة الإسلام، ويُلغِي شريعة القرآن ويبدأ إفساده من الحرمين الشريفين حيث يقتل المسلمين فيها خَبطاً بالسيف، بادئاً بقريش وخاتماً بآخر عربي، ثم يعمد فيهدم جميع مساجد الإٍسلام، إلا مساجد الرافضة... ومن أجل هذا لا مقارنة في الفساد والإفساد بين المسيح الدجال وبين مهدي الرافضة الدجال... فالأخير أعظم إفساداً وظلماً.

والحمد لله أولاً وأخيراً أن جعل في هذه الأمة طائفة حقه منصورة لا تزال تقاتل المنحرفين الضالين، والزنادقة الملحدين المتلبسين بلباس الدين حتى يقاتل أخرهم الدجال، وهم ولا شك بحمد الله هم أهل السنة والجماعة، والحديث والقرآن، اللهم اجعلنا منهم بفضلك وكرمك يا كريم، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ونعوذ بك يا أرحم الراحمين أن نغتال من تحتنا أو من فوق رءوسنا، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله الرحماء المبرأين من كل عيب وسوء، وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى من اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

***

أولاً: عقيدة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في المهدي

عرض سريع للصورة التي ترسمها نصوص الرافضة (للمهدي المنتظر) لقد رسم الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في تاريخهم السري الطويل صورة مذهلة لهذا المهدي الذي ينتظرونه، تجعل منه أعظم مجرم عرفته الأرض، وأكبر مبير ومهلك لأمة الإسلام خاصةً – دون غيرها من الأمم – ولقد كانت هذه النصوص تتداول سراً بين كبارهم، ويوحي الذين يفترونها بوجوب كتمانها عن غير الموثوقين منهم، مدعين أنها من أسرار أل بيت رسول الله التي لا يجوز إفشاؤها، ولكنهم بعد أن رفعوا جانباً من التقية بقيام دولتهم المعاصرة في إيران، والتي يطلقون عليها – الحكومة الإسلامية – بدأوا يخرجون هذه الأسرار وينشرونها في العالم، ويتحدثون بها، بل ويعلنها ويفسرها ويؤيدها كتابهم المعاصرون، بل يفخرون بها على الناس، وأنها الحق الذي يجب اتباعه.

ومن هذه الأسرار ما يخجل أي عاقل عن ذكره، وأن ينسب إليه مثله، ومنها ما لا يعقله عقل، ولا يتصوره إنسان سوي سليم، ومنها هذا الإجرام والإفساد العظيم الذي نحن بصدده.

وهذا تصوير لهذا المخلص الذي ينتظرونه ليخلص العالم أجمع ولكن هذا (المخلص) المزعوم يأتي فيرتكب من الجرائم والإفساد في الأرض ما لم يفعله هولاكو ولا جنكيز خان ولا نيرون ولا أحد قط من الذين أفسدوا في الأرض وعاثوا فيها..

ومن ذلك أن هذا المهدي سيقتل جميع المسلمين الذين لم يكونوا ينتظرونه ويؤمنون بمجيئهويعتقدون أنه الإمام بعد الرسول بالنص في اثنى عشر، هو ثاني عشرهم، ويكفر جميع الصاحبة، ويلعن الشيخين أبا بكر وعمر، فجميع المسلمين الذين لم يكونوا يعتقدون هذه العقيدة يقتلهم عن بكرة أبيهم، ولا يبقى منهم أحد قط، ولا يكتفي بذلك بل يحي من في القبور ممن لم يكونوا يعتقدون هذه العقيدة الخبيثة، ثم يقتلهم ويحرقهم، ويخص منهم أبا بكر وعمر فيحيهم ويقتلهم كل يوم ألف مرة ثم يحرقهم بالنار، وينسفهم في اليم نسفاً، بعد أن يحملهم جميع الذنوب التي وقعت في الأرض بدءاً بقتل أحد ابن آدم لأخيه، وإلى آخر معصية وقعت في

الأرض، فكل ذنوب البشر يحملها أبو بكر خاصة:- إي والله هكذا نصوا عن هذا المهدي – (1).

ثم إن هذا المهدي يعمد أول ما يعمد إلى المسجد الحرام، فيهدمه، ويبطل جميع توسعاته ويهدم الكعبة ويزعمون أنه يجعلها على أساسها الأول، وينتقل الحجر الأسود إلى الكوفة (1) التي تصبح عاصمة ملكه !!.

ويعلق كاتب معاصر وهو محمد الصدر على انتقال عاصمة ملك المهدي إلى الكوفة بأن على المستثمرين من الآن أن يبادروا إلى شراء أرضها لأن المتر الواحد سيكون بمبالغ طائلة قريب (2).

وبعد أن يهدم هذا المهدي المسجد الحرام لا يكون هذا بالطبع إلا بعد أن يقتل جميع المسلمين حوله قتلاً بالسيف وهذا القتل – في زعمهم – لن يشترك فيه الأخيار من أنصار المهدي فقط، بل سـيحي هذا المهـدي الأمـوات من الشـيعة، كذلك ليشاركوا في عرس هذا القتل والإجرام، حيث يقول النص المزعوم – جعفر الصادق – (كأني بمحمد بن أيمـن وميسر بن عبدالعزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة) (1) ثم يأمر هذا المهدي بقطع أيدي بني شيبة وهم حجبة البيت من الجاهلية إلى يومنا هذا، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وأراد بعض بني هاشـم أن يأخـذ مفاتيـح الكعبة منهم، قال لهم الرسول: ( خذوها ولا يأخذها منكم إلا ظالم )، ولكن هذا المهدي يعمد إليهم فيأخذ منهم مفاتيح الكعبة، ويقطع أيديهم، ويسميهم سراق الكعبة، ويعلق أيديهم على باب الكعبة، ثم يبيد خضراء المسلمين، ويقتل جميع ذرية أبناء السنة والجماعة، بل وجميع الفرق الأخرى من المسلمين، وبل الزيدية أيضاً، وذلك أن الزيدية لا يكفرون أبا بكر، وعمر ولا يعلنونهما، ثم يعمد كذلك إلى المدينة المنوره فيفني أهل الإسلام فيها قتلاً وينسف القبر الشريف لإخراج الشيخين وحرقهما، ثم يعمد إلى نقل عاصمته للكوفة.

- ومن الكوفة يُسَيِّر جيوشه لإستئصال جميع المسلمين من الأرض عدا شيعته وأنصاره فقط بل إن من لا يوافقه على قتل المسلمين المنسوبين إلى التشيع

يقتلهم كذلك، لأنه سيكون في قلوبهم شيء من الرحمة، والشفقة 000 وأما من يوافقونه فإن يعطي – حسب زعمهم – قوة أربعين رجلاً، ويكون قلبه كقطعة الحديد.

وهكذا يعمل هذا ( المهدي ) القتل في بلاد الإسلام خاصة ( والشرق الأوسط ) بالذات كما يقرر محمد الصدر الكاتب المعاصر، ويترك الهرج في المسلمين ثمانية أشهر يعمل السيف فيهم شمالاً ويميناً دون أن يسأل أو يوقف أنصاره عن القتل، ولا يخص بهذا القتل المحاربين له بل يعم كل المسلمين حتى من ينزوي منهم في بيته ويعتزل، لأن هذا المهدي في زعمهم ما سمي بالمهدي إلا لأن الله يهديه لمعرفة ما في قلوب أعدائه فيقتلهم بهذه المعرفة، بل أنه يقتلهم ببعض الذنوب كالزنا، ومنع الزكاة دون أن يسأله أد عن البينة، وذلك أنه يعرف ما في القلوب والضمائر.

ثم إنه يأمر أتباعه بخيانة الأمانة، وألا يؤدوها إلى لموافقيهم في القتل والإعتقاد، وكذلك يأمرهم بقتل الأسرى، والجرحى، والإجهاز عليهم، وعدم استبقاء أحد منهم ثم إنه يخرج للناس قرآناً جديداً غير هذا القرآن الذي سيتركه ملطخاً بدماء المسلمين في المساجد فإذا راجعه أتباعه في القرآن الممزق قال: ( اتركوه يكن حسرة عليهم لأنهم غيروه، وبدلوه )..

ثم إنه يأتي للناس بقضاء جديد، وشريعة جديدة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وشريعة من سبقه من آل البيت، تقوم على أن المسلمين جميعاً كفار، ومشركون، وأن الأمانة لا يعمل بها، وأن الكوفة وكربلاء هي بدل من مكة، والمدينة، وأن النصارى، واليهود لا يجوز المساس بهم، ولذلك فهو يسير معهم بالمسايسة والملاينة، وانهم يؤمنون سلماً عندما يروا آيات المهدي ومعجزاته الباهرة !!.

هذه ملامح هذا المهدي السفاح الذي يصنع كل هذا الإجرام بحضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجميع الأئمة، فأول من يحيه المهدي هو الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم جميع الأئمة ليشهدوا هذا (العرس العظيم، والفرح الأكبر، والدولة الإلهية المثالية) التي هي آخر الدول، والتي هي حكومة (العدل الإلهية) التي لم يعرف لها الناس مثيلاً في كل تاريخهم.

هذه صورة سريعة للمهدي المنتظر كما ترسمه الروايات الشيعية، وهذا هو المهدي الذي ينتظره الرافضة صباح مساء، قائلين وداعين (اللهم عجل فَرَجَه)، (وأرواحنا وأرواح العالمين له فداء)، وهذا هو المهدي الذي يرفع له الشيعة العزاء كلما مات عالم عظيم من علمائهم حيث يقولون، (نرفع آيات العزاء للإمام المهدي – عجل الله فرجه – بوفاة نائب من نوابه)، فهل وعي المسلمون ما يدبر ويحاك لهم، وما ينتظرهم من شر وبلاء !!.

***

التفصيل والبيان والروايات:

1) المهدي الإمامي المنتظر يقتل جميع المخالفين، ويقتل جميع المسلمين إلا من كانوا ينتظرونه فقط:

هذه أول ملامح هـذا المهدي المزعوم أنه لا يترك مسلماً قط كان لا يقول بإمامته، خالصاً من قبله، قبل أن يخرج، بل إن المتجولين إليه، والمبايعين ممن لم يكن يقول بإمامته قبل ذلك سيقتلهم، ولا يقبل توبتهم، ولا يعفو عما سلف منهم، يقول محمد الصدر وهو كاتب شيعي معاصر في كتابه – تاريخ ما بعد الظهور – وهو كتاب خصصه لرسم الصورة التي يكون عليها المهدي المزعوم، وكيف سيستولي على العالم، ويقيم (الدولة الإلهية العادلة) يقول: (إن المهدي سوف يضع السيف في كل المنحرفين الفاشلين في التمحيص ضمن التخطبط السابق للظهور فيستأصلهم جميعاً) (1)

ومعنى قوله الفاشلين في التمحيص: أي الذين لم يكونوا على عقيدة المهدي قبل ظهوره. ويقرر ويذكر عدداً من الروايات الشيعية في هذا الصدر مفادها: أن المهدي هذا يبيد العرب جميعاً، ويحل دماء سبعين قبيلة منهم، ويبدأ بقريش فيقتلهم، ويخص بني شيبة فيقطع أيديهم، ويعلقها على الكعبة، ولا يعطي العرب إلا السيف، ولا يستتيب أحداً يأتي على آخرهم (1)

وأنه لا يسير بهدى الرسول مع الخالفين، وبسنة علي بن أبي طالب معهم لأنهما سارا باللين، والمسايسه، وأما هو فمأمور بالقتل والإبادة (2) وأنه يذبحهم كما يذبح الجزار شاته (3)، وأن كل من كان قبل ظهور المهدي من المكذبين أو الشاكين فيه، سيقتله المهدي، ولا يستتيبه، ولا يقبل عذره (4) وأنه لا يسير مع المهدي، ولا يكون من أنصاره إلا من يباشر القتل معه، وتحت قيادته، وأن هؤلاء سيعطي كلا منهم قوة أربعين رجلاً، وأنهم لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله (5).

ويقول محمد الصدر نصاً: (سيكون هذا الإجتثاث أو القتل هو أول خطوة رئيسية في التطبيق العادل الذي يهدف إليه التخطيط الإلهي لما بعد الظهور) (1).

محمد الصدر يشرع للمهدي المزعوم سفك دماء الملايين من المسلمين :

ويقول أيضاً: (إن سياسية القتل هذه ليست لمجرد الإنتصار العسكري، بل هي أساس التطبيق العادل، وإقامة دولة الحق، ولأجل ذلك فإن المهدي سيقتل الناس، وإن لم يقاتلوا ويرسل إلى الرجل المنعزل في بيته فيقتله) (2)، ويبرر الصدر ذلك قائلاً: (إن تطبيق الحاكم العقائدي لمبدئه، وعقيدته على دولته يتوقف على استئصاله لكل معارضيه، وكل من يحتمل صدور الخلاف منه استئصالاً تاماً) (3).

ويقول أيضاً: (كيف لا يصنع المهدي ذلك وهو يعلم أن مبدأه هو الحق، وكل مخالف للحق مجرم، وكل مجرم لا يجوز أن يعيش في مجتمع الصالحين) (4).

ويقول أيضاً: (جاز للمهدي قتل المسلمين وإن لم يحاربوا.. فالبرغم من أن ذلك لم يكن جائزاً شرعاً قبل الظهور لأي قائد إسلامي آخر، بما فيهم النبي، وعلي أميرالمؤمينن، وإنما قاتل علي من حاربه من المسلمين خاصة، ولذا سمعنا من الروايات أن سيرة المهدي تختلف من هذه الجهة عن سيرتهما، فإنما سارا بالعفو والملاينة مع الناس المنحرفين والمنافقين، وأما المهدي فهو مكلف من قبل الله تعالى – في الكتاب الذي عنده – باستئصالهم أجمعين، فهو يقتلهم حتى يرضي الله عز وجل، أي حتى يكون ما أمر به مطبقاً ونافذاً ومنتمياً، ومن هنا نسمع في بعض الروايات التأكيد على ذلك كالذي رواه في البحار عن أبي بصير عن أبي عبدالله في حديث عن القائم يقول فيه: (لا يا أبا محمد مَا لَمن خالفنا في دولتنا من نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عندقيام قائمنا، فاليوم محرم علينا وعليكم)، ومن خالفهم هم الفاشلون في التمحيص في أي مذهب كانوا، وسيكون الإستغراب من كثرة القتل، في بعض الأوساط الضعيفة الإيمان موجوداً؛ - حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم – وستكون هذه الكثرةسبباً في بث الرعب في هذه الأوساط وغيرها، الرعب الذي عرفنا أنه يسير أمامه شهراً، ووراءه شهراً، وإلى جانبيه شهراً، وعرفنا أن هذه الكثرة من أسبابه، من أجل ذلك جاز للمهدي أن يقاتل المسلمين إن لم يحاربوا) (1) أ. هـ

وتساءل الصدر قائلاً:(لماذا سيكون القتل في المسلمين فقط دون الكفار؛ وأجاب:أن اختصاص القتل بالمسلمين ليس أمـراً مـروعاً بل هو أمر يمكن أن يكون مطابقاً مع القواعد الإسلامية العامة والتخطيط الإلهي العام) (1)، ويؤكد الصدر أن هذا القتل، والإبادة ستخص ما سماه بالشرق الأوسط فقط، هكذا لأن الدول الكافرة التي لا يعاملها المهدي إلا بالإحسان والسلم، وسيكون فتح المهدي هذا لها دون قتال !! – (هكذا)(2).

ويؤكد أن اتباع المهدي الذي وصفهم بأنهم يتصفون بالحماس العاطفي والشجاعة النادرة سيمارسون القتل بأنفسهم، وسيحملون السلاح على عواتقهم ثمانية أشهر كاملة حتى يتم استئصال المنحرفين من العالم (3).

وينص الصدر هنا على أن المهدي هذا سيفتح القسطنطينية، وفتحه هو أن يأخذها من يد المسلمين المنحرفين لا من الكفار والمسيحيين، ويقول بالنص: (إن بعض هذه الأخبار تدل على أن فتح القسطنطينية يتم من قبل المهدي بأخذها من الكفار والمسيحيين، وهذا غير صحيح لأن هذه الخطوة قد اتخذت من قبل السلاطين العثمانيين، وقد أصبحت القسطنطينية منذ ذلك الحين بلدة مسلمة، وسميت باسلامبول، وأصبحت عاصمة الدولة العثمانية عدة قرون، وسيفتحها المهدي فتحاً ثانياً لكنه سيأخذها من يد المسلمين المنحرفين لا من الكفار والمسيحيين) (4).

2 ) مهدي الرافضة لا يخص بالقتل إلا المسلمين:

وهذا المهدي لا يخص بالقتل – ذبحاً – إلا المسلمين، وأما الكفار من اليهود والنصارى فإن المهدي هذا لا يعاملهم إلا بالسلم، والدعوة بالإحسان فقط!!، فيقول الصدر – (الفتح العالمي في غير الشرق الأوسط سيكون بدون قتال) – هكذا – ويفلسف محمد الصدر سبب فتح المهدي لدول العالم الكافرة سلماً ودون حرب بان مرد ذلك هو رد الفعل العالمي على المجازر والإبادة التي يفعلها المهدي، ويقول إن ذلك طبقاً لقول الشاعر – هكذا -: من حلقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته – هكذا – !! (1)

وكذلك لأنه في – زعمهم – سيقيم مناقشات فكرية وعقائدية مع الكفار... وأقول:كانت هذه المناقشات أولى بها المسلمين !! لا الذبح والإبادة دون اعذار أو استتابة، ولكن الذين افتروا هذه الروايات الإجرامية وألصقوها بآل البيت رحمة الله وبركاته عليهم، أبوا إلا أن يفرغوا حقدهم على المسلمين فقط.

ويقرر محمد الصدر اختصاص القتل بالمسلمين دون غيرهم فيقول: ( إن التخطيط الذي يتخذه المهدي في مناطق العالم المختلفة غير التخطيط الذي يتخذه في منطقة الشرق الإسلامي).

3 ) شعار القتلة حول المهدي: (مت أمت.. و.. يالثارات الحسين)

والشعار الذي سيصرخ به القتلة الذين ينطلقون لإبادة الأمة الإسلامية فقط دون غيرها هو – يالثارات الحسين – ويطل الصدر ذلك بأن هذا لبيان وحدة الأهداف بين حركة الإمام الحسين، وحركة المهدي، وأنه يكون تحقيقاً للأدعية التي يدعو بها الشيعي عند زيارة قبر الحسين (فأسأل الله الذي أكرم مقامك أن يكرمني بك ويرزقني طلب ثأرك مع إمام منصور من آل محمد صلى الله عليه وآله، وكذلك تحقيقاً لعزاء الشيعة في عاشوراء: (عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد) (1).

ولإكمال الحلقة وإتمام الصورة تصور الروايات التي وضعت هذا التخطيط الإجرامي لإبادة الأمة الإسلامية أن الذين سيقومون بحرب الإبادة هذه لا يتصفون بشئ من الرأفة والرحمة، وأن قلوبهم كقطع الحديد، ولا تعرف الشفقة، وأن كلاً منهم يعطي قوة أربعين رجلاً وأنهم سيخرجون من إيران وخراسان معهم الرايات السود، وهذه بعض هذه الروايات:

1- ما كان قول لوط عليه السلام لقومه: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد إلا تيمناً لقوة القائم وشدة أصحابه وهم الركن الشديد، فإن الرجل منهم يعطي قوة أربعين رجلاً، وإن قلب كل رجل منهم أشد من زبر الحديد، ولو مروا بالجبال لتدكدكت، ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله) يلزم من ذلك أن أصحاب المهدي أفضل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قلنا نعم، الأمر كذلك على الأتم الأغلب، ولا حرج في ذلك)(1)

الإعتماد على المباغتة والمفاجأة وأخذ المسلمين على حين غرة وهم غافلون ساهون

لقد نص الذين خططوا لهذا العمل الإجرامي الكبير في إبادة أهل الإسلام وهدم مساجده، وإلغاء القرآن الكريم، وشريعة رب العالمين، وإحلال شريعة اليهود للعمل بها بين المسلمين إلى أن سر نجاح هذا المهدي المزعوم سيكون في أخذه أعدائه بالمفاجأة والمباغتة، والخروج عليهم وهم غارون سادرون لاهون، لا يعرفون شيئاً عنه، ولم يقرءوا شيئاً عن هذه العقائد الإجرامية، وأن الرعب سيشل حركتهم ويبطل فعلهم بمجرد أن يروا السيف يعمل في كل مكان، وأن الدماء ستفجر أنهاراً، والصرخات ستتعالى من حولهم (يالثارات الحسين) والقتلة يقتلون أعداءهم هرجاً وذبحاً من الرقاب كما تذبح الشاه، وقلوب القتلة كقطع الحديد لا يدخلها رحمة، وهذا سيشل تفكيرهم، ويبطل فعلهم، وينتصر (المهدي) عليهم وتقام دولة الإسلام الخالدة التي تمتد إلى آخر الدنيا !!!

يقول منظر الشيعة المعاصر محمد الصدر وهو يشرح ويفسر سر نجاح المهدي وأنه يرجع إلى أن المهدي سيباغت المسلمين بالثورة يقول الصدر: ( عنصر المباغتة والمفاجأة في الهجوم أو بدأ الثورة بشكل لم يحسب له الآخرون أي حساب، وهي (هكذا) عنصر مهم في فوز الجيش وانتصاره، كما أنها عنصر يأخذه العسكريون بنظر الاعتبار في وضع الخطط العسكرية، وأن خطوة عسكرية يتخذها أحد المعسكرين مما لم يكن متوقعاً بالنسبة إلى المعسكر الآخر، تكون هذه الخطوة دائماً ناجحة في مصلحة من يتخذها، وأن أهم عنصر يكون نافعاً في الحرب هو غفلة المعسكر الآخر عن احتمال حدوث الهجوم أو بدأ الثورة أو القتال، وهو معنى المفاجأة،

إذ يكون المعسكر الآخر مأخوذاً على حين غرة بدون استعداد أو اجتماع على سلاح، فيكون احتمال انتصار المعسكر المهاجم أو الجيش الفاتح كبيراً جداً، قد يصل أحياناً إلى حد اليقين (ويضيف الصدر قائلاً) ويمكن القول أنه كلما أمكن للمهاجم ضبط عنصر المفـاجأة أكثر صـار احتمال انتصـاره أكبر حتى مـا إذا أصبحت المفاجأة – مطلقة – أصبح انتصار المهاجم يقيناً، ولكن هذا العنصر سيكون مطلقاً في ثورة القائد المهدي العالمية، وذلك لأن أعداءه من المنحرفين والكافرين والماديين فارغو الذهن تماماً عن قضية ثورته، وعن احتمال حصولها تماماً، فيكون حدوثها مباغتة – مطلقة – وسيؤخذون على حين غرة وعلى غير

استعداد، وقد أكدت الأخبار على هذا العنصر من ضمانات الانتصار.

ثم يعقب الصدر على ذلك بذكر الروايات فيقول: أخرج الصدوق(1) بإسناده المتصل بالإمام الرضا عن آبائه، أن النبي قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ! فقال: مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا الله عز وجل، ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة (2)وأخرج الطبرسي في الاحتجاج (3)رسالة المهدي إلى الشيخ المفيد، وقد سبق أن ذكرناها في تاريخ الغيبة الكبرى، وقد جاء في آخرها: فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا ينفعه توبة، ولا ينجية من عقابنا ندم على حوبة.. الحديث إلى غير ذلك من الأخبار) انتهي (4)

وأقول فليهيأ المسلمون الغافلون بلهوهم، وغفلتهم حتى يأتيهم الذبح على يد هؤلاء الأشرار المجرمين !!

5 ) كيف سيعمل الرعب في انتصار المهدي:

وأما الرعب الذي سيشل حركة المسلمين عن مقاومته فيفلسفه محمد الصدر قائلاً: ( المقصود من كون المهدي منصوراً بالرعب انهدام معنويات أعدائه، واندثار همهم للوقوف تجاهه، وخوفهم من جيشه الصلب الصادق – سيكون كل أعداء الإمام المهدي على وجه الأرض في رعب شامل وخوف دائم من مهاجمة المهدي لـهم) (1) ويذكر الصدر أن هذا الرعب ليس فعلاً إعجازاً دائماً وإنما له مبرراته المادية وذلك راجع إلى خصائص أصحابه في قوة اندفاعهم وحماسهم في إطاعة أمره وتطبيق خططه، ووعيهم للهدف الذي يسعون من أجله، هذا أولاً وثانياً: كثرة قيامهم بقتل أعدائهم بشكل غليظ لا هواءه فيه، الأمر الذي يولد الرعب ويسبب إعادة

التفكير فيما إذا كانت مجابهتهم بالقتال تنطوي على مصلحة أم لا، إنتهى (2).

وكذلك لأن المهدي سيبدأ عمله (الإبادي للمسلمين) هذا بخطبه من المسجد الحرام بمكة المكرمة!!(3) ثم لأن أصحابه سيرفعون شعار (يالثارات الحسين) فيقتلون بذلك ذرية هؤلاء القتلة الذين قتلوا الحسين بفعل آبائهم.

يقول محمد الصدر نصاً: (مطالبته بثأر الحسين عليه السلام، فإنه أمر متسالم على صحته بين المسلمين، بل بين كل المظلومين، وهم أكثر البشرية في عصر الظلم، والإنحراف

وقد سمعنا الروايات الدالة على ذلك وكانت كلها مروية عن طرق الخاصة وأود أن أروي عـن بعض المصادر العامة رواية تمت إلى ذلك بصلة: أخرج القندوزي في الينابيع(1) (عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعي الرضا بن موسى الكاظم رضي الله عنهما: يا ابن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن جدك جعفر الصادق رضي الله عنه، أنه قال: إذا قام المهدي، قتل ذراري قتله الحسين رضي الله عنه بفعال آبائهم، فقال هو ذلك، قلت: فقول الله عز وجل: لا تزور وزارة وزر أخرى، ما معناه، فقال: صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراي قتله الحسين رضي الله عنه يرضون ويفتخرون بفعال آبائهم، ومن رضي شيئاً كمن فعله، ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان شريك القاتل)،

وليس المراد بالثأر مجرد الانتقام كما كان عليه دين العرب في الجاهلية، وبقي عليه المنحرفون الوارثون لتلك العادات إلى الآن، بل المراد به أمران مزدوجان:

الأمر الأول: تطبيق الهدف الذي أراده الحسين عليه السلام، في ضمن ما أراده من أهداف، وهو إزالة الظلم عن الأرض وتطهيرها من الفساد، والسير نحو المثل الأعلى العادل.

الأمر الثاني: قتل كل راض بمقتل الحسين عليه السلام، وطاعن في ثورته، فإن الراضي بذلك يمثل في حقيقة ذلك الإنحراف والظلم الذي ثار عليه الحسين.

وأراد فضحه أمام الرأي العام، وسيثور عليه المهدي ويستأصله عن وجه الأرض، فمن الطبيعي أن يستأصل المهدي أمثال هؤلاء المنحرفين تمكيناً وتهيئة للمجتمع العادل الكامل كما سنوضح. لا يختلف في ذلك بين أن يكون من ذرية قتلة الحسين فعلاً أم من غيرهم، فإن القاعدة الأساسية في ذلك هو: أن الراضي بالشيء كفاعله – ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان شريك القاتل – لا يؤثر في ذلك افتراق المكان واختلاف الزمان، وإنما نصت هذه الرواية على الذرية باعتبار أن الغالب في الذرية المنحرفة هو الافتخار بما اجترح الآباء من مظالم وارتكبوا من مآثم وهدروا من دماء، ونصت أيضاً على القاعدة العامة التي يمكن باعتبارها التعميم من الذرية إلى غيرهم، بل القول اليقين،

بأنه لو كان في الذرية من هو مؤمن يستنكر فعل آبائه، لم يكن مشمولاً للقتل من هذه الجهة.

هذا وينبغي أن نشير إلى أن ثورة الإمام الحسين وإن كانت واقعة في ضمن التخطيط العام لعصر ما قبل الظهور، إلا أن النداء بثأره من قبل المهدي مخطط ثابت بعد الظهور وليس مستنداً إلى التخطيط السابق إلا باعتبار حدوث سببه فيه، ومن هنا جعلناه في الضمانات التي لا تترتب على ذلك التخطيط)(1) انتهى.

وهكذا يبرر هؤلاء المجرمون فعل هذا المهدي الدجال في قتل المسلمين لأنهم هم – في زعمهم – أبناء قتلة الحسين بن علي رضي الله عنهما... وأنهم راضون بفعل آبائهم... ومعلوم أنه لا يوجد مسلم من أهل السنة والجماعة يرضى بقتل الحسين، بل يعلمون أنه قتل مظلوماً، ولكنهم يعتقدون كذلك أن الحسين رضي الله عنه لم يكن يكفر من قاتلوه، وإنما كان قتالاً بين مسلمين مازال بعضهم يوالي بعضاً، فقد كانوا يصلون في مساجد واحدة، ويتزوج بعضهم من بعض، ويجتمع بعضهم مع بعض في قتال أعدائهم من الكفار والمشركين.

***

ثانيا: بين المهدي الحقيقي والمهدي الكذاب والمسيح الحقيقي والمسيح الدجال موسى عليه السلام والبشارة بالمخلص:

لما أنجى الله سبحانه وتعالى قوم موسى من الغرق، ومن فرعون، وأخرجهم الله من ذل الفراعنة إلى سيناء كانوا وهم خارجون من مصر لا يزالون يحملون في نفوسهم وقلوبهم نوازع الشر، وانحراف المعتقد، وفساد التصورات في الرب الإله سبحانه وتعالى، فما كادوا يخرجون من البحر حتى قالوا لموسى عليه السلام وقد مروا بقوم يعبدون أصناماً لهم: (يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة) فغضب عليهم موسى عليه السلام قائلاً: ( إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون، أفغير الله أبغيكم إلهاً وهو فضلكم على العالمين).

مع هذا فإنهم ما إن غاب موسى عليه السلام (عنهم أربعين ليلة حتى أخرج لهم السامري عجلاً صنعه من الذهب الذي سرقوه معهم من مصر فعبدوه، وقالوا هذا إلهنا وإله موسى، وإن موسى نسي أن الله عندنا هنا فذهب إليه في الجبل !! وعاد موسى عليه السلام إليهم فحرق العجل ونسفه في اليم نسفاً، وقال لهم فيما قال: ( إنما الهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما).

وأراد موسى أن يجاهد معه قومه ليدخلوا أرض فلسطين ويطردوا أهلها ليقيموا دولتهم، ولكنهم خافوا وجبنوا وقالوا: (يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) فضرب الله عليهم التيه أربعين سنة يتيهون في الأرض. وأراد الله أن يختار موسى من قومه سبعين رجلاً ليأخذ عليهم العهد أمام الله أن يعملوا بالتوراة، ويكونوا رعاةً ومسؤولين عن قومهم، ولكن لما ذهب موسى بهؤلاء السبعين إلى الجبل للعهد على ذلك أخذتهم الرجفة، وتزلزل بهم الجبل، وكان هذا إعلاناً من الرب سبحانه لهم أنهم غير أكفاء ولا أمناء على حمل رسالة الرب، والقيام بها حقاً قال تعالى: (واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين).

ولما قال موسى ذلك معتذراً عن قومه ومبيناً أن هذا جهده في تربيتهم وتعليمهم وتزكيتهم، وأن الأمر في نهاية المطاف لله، هو الذي يزكي من يشاء ويطهر من يشاء، ويحرم من التزكية والطهر من يشاء كما قال تعالى: (واختار موسى سبعين رجلاً... إلى قوله: إنا هدنا إليك).

وأنزل الله على موسى جملة من التشريعات والأحكام الشديدة من أجل تأديب وتربية هؤلاء الأقوام البطيء الفهم، الغليظي الرقبة، فشدد الله عليهم في الطهارة، والتوبة، والصلاة، والأطعمة، وسائر الأحكام... فلم يقبل الله توبتهم من عبادة العجل إلا بأن يقتل الذينعبدوه بأيدي من لم يعبده، وحرم الله عليهم كثيراً من الطيبات بسبب ظلمهم، وكلفهم كثيراً

من المشاق عليهم في الطهارات، فمن ذلك أن المرأة إذا حاضت لم يكن يحل لهم أن يساكنوها، ولا أن يمسوا شيئاً مسته يدها... وشدد الله عليهم في الصلاة فلا تقبل منهم إلا بترتيبات معقدة شديدة في أماكن خاصة.

وأخبر الله سبحانه وتعالى موسى بأنه سيرسل نبياً بعده يخرج الله به أمة كاملة الصفات، خالصة المواصفات، يعلمها نبي ورسول كامل هو سيد الرسل والأنبياء، وأن أتباعه الذين يتبعونه سيكونون في القمة والغاية عملاً بالدين، واستقامة عليه وأن هذا النبي الذي يأتي في آخر الزمان هو الذي سيخلص بني اسرائيل من هذه الأحكام الشديدة، والعقوبات الكثيرة التي فرضها الله عليهم،

وأنزلها عليهم بسبب ظلمهم وعتوهم وتلكؤهم في اتباع أمر ربهم، وقال الله لموسى: (عذابي أصيب به من أشاء..) الآية. وعاش بنو اسرائيل من بعده موسى ينتظرون هذا (المخلص) الذي يأتي، ليرفع عنهم هذه الأصار والأحكام الشديدة في الطهارة والتوبة والحلال والحرام، والعبادات وسائر الأحكام ويجعلهم أعظم الأمم وأكثرها وأفضلها على البشرية جميعاً ويمكن لهم في الأرض.

اليهود وانتظار المخلص:

عاش اليهود على هذا الأمل، وكانوا ينتظرون هذا النبي بفارغ الصبر، وخاصة عندما غلبتهم الأمم وشتتهم عن فلسطين التي كانوا قد دخلوها على يد تلميذ موسى عليه السلام وهو يوشع بن نون عليه السلام.

عيسى عليه السلام يمهد للمخلص الأكبر الذي يأتي بعده:

وأثناء هؤيمتهم وشتاتهم وغلبة الرومان عليهم في أرض فلسطين أرسل الله فيهم عيسى بن مريم ليكون توطئة وتمهيداً (للمخلص الأكبر) والرسول الأعظم، وأعطى الله عيسى من البيان والحجج ما يقطع عذرهم ولكن الرئاسة الدينية اليهودية خافت على امتيازاتها، وخافت على المال الحرام الذي تكسبه بترؤسها

وخشيت كذلك على نفسها من الرومان الذين يعيشون تحت حكمهم، وتشاءموا ببعثة عيسى عليه السلام الذي ظنوا أن دعوته ستؤلب الرومان عليهم وتتسبب في قتلهم وتشريدهم من فلسطين فما كان منهم إلا أن قاموا عليه ووقفوا ضده... وسألوه: (هل أنت المخلص الذي وعدنا الله به)؟

فقال لهم: لست أنا هذا المخلص وإنما أنا

مبشريه، وممهد له: (وإذ قال عيسى يا بني اسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) فما كان منهم إلا أن قام أكثرهم عليه، ووشوا به للرومان وحرضوا الحاكم الروماني على قتله...

وبشر عيسى بن مريم الذين آمنوا به بأن الله سيرسل لهم نبياً آخر، ويرسله بالسيف، فيقتل أعداءه ويخلص العالمين به، وينصره نصراً عزيزاً، ويملأ الأرض به إيماناً وهداية.... وعاش المؤمنون بعيسى بانتظار هذا (المخلص الأكبر) ورفض الذين كفروا بعيسى أن يكون عيسى نبياً، وانتظروا (المخلص) الذي وعدهم به موسى عليه السلام. محمد صلى الله عليه وسلم (المخلص الأكبر) وأرسل الله عبده ورسوله محمداً رحمةً للعالمين ومخلصاً لليهود ومخلصاً للنصارى ومخلصاً للبشرية جميعاً من الكفر والشرك والنار والعذاب فآمن به اليهود الذين هداهم الله إلى الحق، والنصاري الذين كانوا يعرفونه قبل بعثته كما يعرفون أبناءهم، وآمن به كل من أراد الله به خيراً من جميع الأمم.

وضل عن هذا (المخلص) اليهود الذين كفروا بعيسى أولاً، ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم حسداً وبغياً أن يأتي من العرب وليس من بني إسرائيل، وأن يكون من ولد اسماعيل وليس من ولد إسحاق، وضل النصارى الذين اعتقدوا أن عيسى هو (المخلص) الذي يأتي لأنه بشرهم بعودته وأن محمداً ليس هو النبي (المخلص)الذي بشر به عيسى، وهكذا ظل اليهود إلي يومنا هذا ينتظرون (المخلص) الذي وعدوا على لسان موسى، وبقي النصارى الضالون كذلك ينتظرون عودة المسيح إليهم مرةً ثانية ليحكم العالم بعد أن أزعجه اليهود في حياته، ووشوا به إلى الحاكم الروماني، وحرضوه على قتله فقلته وصلبه – في زعمهم – ولكنه استطاع أن يخرج من قبره ويذهب إلى أبيه في السماء وأنه سيعود إليهم في الأرض مرةً ثانية ليحكم العالم كله !!.

المسلمون والمخلص الأكبر محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وأما المسلمون الذين آمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن فإنهم اعتقدوا أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو (المخلص الأكبر) المبشر به في التوراة والإنجيل، وأنه لا مخلص أعظم منه، ولا رسول مضى ينجح في إخراج أمة كاملة الصفات كما ينجح هو، ولا يأتي بعده رسول آخر ولا نبي آخر يقيم ديناً جديداً يكون أفضل منه أو أعظم في هداية الناس

منه.. أو تشريعاً جديداً أو يخرج أمة جديدة، فهذا هو النبي الذي قال الله عنه لموسى (عذابي أصيب به من أشاء).

ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عم نور دعوته الآفاق، فدانت له الجزيرة العربية كلها بجميع ملوكها وزعمائها من أقصى اليمن إلى جنوب الشام، ومن عمان إلى الحيرة، ومن ساحل البحر إلى شاطئ الخليج، وكانت كتب النبي ورسائله قد وصلت إلى عظيم الفرس، وقيصر وعظيم الروم، والمقوقس عظيم مصر وتهيأ كل ملك ورئيس منهم لاستقبال دعوة الإسلام حرباً أو سلماً، وتوقع أهل البصيرة منهم (كهرقل) أن يملك الرسول موضع قدميه في أرض الشام ولم تمض سنوات قليلة بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه سلم حتى كان أصحابه الغر الميامين يفتحون المعمورة كلها، ويدكون عروش الظالمين جميعاً، ويقيمون العدل على أحسن ما قام في الأرض كلها وفي تاريخ البشرية كله، تصديقاً لوعد الله (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون).

دخول النقص على أمة الإسلام وانحلال عرى الإسلام عروة عروة :

ولكن أخبر الرسول قومه المؤمنين أن المسلمين سيحل به من النكبات والفرقة والاختلاف ما حل بالأمم السابقة، وأنه يأتي وقت تتكالب فيه الأمم وتتداعى على أهل الإسلام كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، وأن المسلمين سيكونون غثاءً كغثاء السيل لا خير فيهم، وأن الشجاعة التي غرست في قلوب الأولين منهم ستنقلب جبناً، وأن الكسب الشريف بالجهاد سيتحول إلى الكسب بالزرع واتباع أذناب البقر وأن الأمة التي عاشت صريحة واضحة دون التواء في أخذ أحكام الإسلام ستتعلم الالتواء والتحايل على أمور الشرع: (إذا تبايعتم بالعينة، واتبعهم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ).

وأنه لا تزال تُنقَضُ عرى الإسلام عروةُ عروة فكلما نقضت عروة تمسك الناس بالتي تليها حتى تنقض عرى الإسلام جميعاً فأول هذه العرى التي تنقض هي الصلاة، وآخرها هي الحكم، وأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تقوم الساعة.

بقاء طائفة من أمة الرسول على الحق ونزول عيسى في آخر الزمان مخلصاً.

ولكن الرسول مع ذلك أخبر هذه الأمة المباركة أنه مع زيادة الشر وتمكين أهل الكفر على أهل الإسلام إلا أن الله سبحانه وتعالى سيهيء من هذه الأمة طائفة قائمة بالحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، وهذا إلى آخر الساعة عندما يخرج الدجال فيقاتلونه فإن هذه الطائفة القائمة بالحق ستكون ظاهرة به، مقاتلةً عليه في كل أجيال المسلمين، وقرون الإسلام وأن الله يكرمها في آخر هذه القرون بظهور مهدي من آل بيت رسول الله يحقق الله على يده من الخير ما يملأ به الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً...

وأن عيسى بن مريم يعود في آخر هذا الزمان فينزل في دمشق فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويحكم بشريعة القرآن، ويصلي خلف رجل من هذه الأمة الإسلامية. ثم يقود عيسى هذه الأمة تتعرض لمحنتين شديدتين وهي محنة الدجال، ومحنة يأجوج ومأجوج، فأما الدجال فإنه رجل يبتلي الله به عباده، يخرج في آخر الزمان، فيدعي أنه هو الله سبحانه وتعالى خالق السموات والأرض،

وأنه يتحكم في العالم علوه وسفله، فينزل المطر، ويفجر ينابيع الأرض، ويخرج معادنها من باطنها بأمره وإشارته فقط، ويحي الموتى. فإذا رأى الناس

ذلك منه عبدوه، واعتقدوا أنه هو الله خالق السموات والأرض... ووجد من يعبده الخير والنماء، والعيش الرغيد، فإن كل من يؤمن به يأمر هذا الدجال السماء أن تنزل مدراراً عليه ويأمر ماشيتهم أن تدر لهم فيسمون بأحسن حال في الدنيا.

وأما من يكذبه ويعتقد أنه دجال كذاب مدع للألوهية والربوبية وأنه ليس إلهاً ولا رباً فإنه يأمر السماء أن تقطع مطرها عنهم، فتبدل أحوالهم وتختفي أرزاقهم ويعيشون بأسوأ حال فيكون هذا من أعظم أسباب افتتان الناس به، وإيمانهم به.

فتنة اليهود بالدجال والظن أنه المخلص الموعود.

وهذا الدجال الكذاب ما إن يراه اليهود المنتظرون (للمخلص)، ويشاهده النصارى المنتظرون لعودة عيسى، ويشاهده ضعاف البصر من المسلمين الجاهلين، وعباد الدنيا إلا ويتوافدون إليه ويقعوا بين يديه، ويفرحوا بدولته، ويطيروا به، ويبشروا بحكمه كل مكان.

وأما أهل البصيرة من المسلمين الذين يعلمون يقيناً أن الله لا ينزل بنفسه إلى أهلالأرض، وأن الكفار محجوبون عنه، وأنه لا يراه إلا أهل طاعته في دار كرامته في الجنة، فإنهم يقولون لهذا الدجال أنت الدجال الذي حذرنا رسول الله منك حتى أنه يقتل رجلاً منهمثم يحيه ويقول الدجال له أتؤمن بي وقد قتلتك وأحييتك فيقول له هذا المؤمن: (ما ازددت فيك إلا بصيرة... أنت الدجال الذي حذرنا منك رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ويكون نزول المسيح عيسى من السماء عوناً لأهل الإسلام على قتل هذا المسيح الدجال الكذاب، فإن هذا الدجال ما إن يرى عيسى ويسمع به حتى يهرب منه ولكن المسيح الحقيقي عيسى بن مريم يتبعه في الأرض حتى يلحقه (بباب لد) من أرض فلسطين فيقتله ويجعل دمه على حربته ويطلع العالم كله على ذلك، وهكذا ينتصر المسيح الحقيقي على المسيح الدجال.

وهكذا هدى الله أهل الإيمان إلى المخلص الحقيقي محمد بن عبد الله فيؤمنون به وأضل الله الظالمين والكافرين من اليهودوالنصارى الذي أتاهم هذا (المخلص) فعموا عنه ولم يؤمنوا به، وظلوا في عمايتهم ينتظرون (المخلص) فإذا رأوا الدجال سارعوا إلى الإيمان به واتبعوه ويكون هذا عقوبة من الله لهم أن ضلوا عن (المخلص الحقيقي) فوقعوا في (المخلص الزائف، والمسيح الدجال)، ويكون نصيبهم ألا يتمتعوا بكفرهم إلا قليلاً فإن المسيح الحقيقي لا شتم كافر نَفًسَهُ وإلا هلك، ونَفًسُهُ ينتهي عند منتهى بصره، وهكذا يطهر المسيح لحقيقي الأرض من المسيح الكذاب الدجال، ومن أتباع المسيح الدجال.

المهدي مخلص آخر في آخر الزمان.

وكما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول المسيح في آخر الزمان، فإنه بر أمته كذلك ن سيكون في آخر الزمان رجل من أمته من أهل بيته يواطئ اسمه اسم رسول الله، واسم أبيه سم رسول الله، أي يكون اسمه محمد بن عبدالله، فيملأ الأرض عدلاً في وقت من أوقاتها كما لئت ظلماً، وأن الله يخرج هذا المهدي من أمة محمد فيجمع عليه القلوب في ليلة واحدة، يلتف أهل الحق حوله دون إراقة دماء، أو إخضاع بسيف بل بهداية ربانية يقذفها الله في لوب أتباعه فيجتمعون إليه عند الكعبة فيبايعهم بين الركن المقام ثم يأتي جيش يريد أن غزوهم فيخسف الله بهم الأرض ثم يمكنه الله في الأرض دون إراقة دماء، ويجمع الله عليه

قلوب أهل الإسلام..

وقد رأى كثير من علماء العقيدة أن هذا المهدي هو الذي يكون على رأس المسلمين في الشام ندما ينزل المسيح بن مريم عليه السلام، وأن المسيح عندما ينزل من السماء في مدينة دمشق قت صلاة الفجر، ويكون المسلمون قد اصطفوا للصلاة خلف هذا المهدي، فإن المهدي يتأخر ليقدم عيسى عليه السلام، ولكن عيسى عليه السلام يقدم المهدي ليصلي بهم صلاة الصبح ليكون هذا تكرمةً وتعظيماً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يصلي رسول الله من أولي لعزم من الرسول خلف رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم يقود عيسى عليه السلام المسلمين بعد ذلك في المسيرة التي ذكرناها آنفاً وهي تتبع لمسيح الدجال، وضرب الجزية على النصارى والأمر بقتل الخنزير والأمر بإقامة الصلاة في ل مكان، وسواء كان هذا الذي يكون مع عيسى عليه السلام هو (المهدي) الذي بشر به النبي لى الله عليه وسلم والذي يصلي خلفه عيسى عليه السلام، أو أن المهدي يكون في زمن آخر ير زمن عيسى فإن المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي رحمةً لأمة حمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: (أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض سطاً كما ملئت جوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، ويقسم المال صحاحاً، قال رجل ا صحاحاً، قال بالسوية ويملأ الله قلوب أمة محمد غناءاً ويسعهم عدله) (1)

وفي حديث أبي هريرة أيضاً قال: ذكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت