الإثنين, 09 سبتمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 5 أيام
المشرف العام
شريف عبد الحميد

المال الخيرى.. وإعادة البناء (2)

آراء وأقوال - راضي شرارة | Mon, Jul 9, 2018 4:32 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

تكلمنا في المقال السابق عن أهمية المال الخيري، وعظم شأنه، وكيفية استفادة الآخر (العالم الغربي ) من ذلك، وفقرنا الشديد فى عملية الترشيد وكيفية الاستهلاك.

المال الخيرى في بلادنا، مهمته هو إطفاء حرائق أعدائنا في بلادنا،

فكم من الأموال تنفق، على إزالة الآثار التى نتجت عن جرائم العدوان على شعوبنا باسم الدفاع عن الإنسانية ومحاربة الإرهاب والتطرف، وكم من الأموال تنفق على حروب وهمية خطط لها أن تكون هكذا حتى يتم استنزاف أموالنا، ولا عزاء لشعوبنا.

إن حاجتنا لإعادة توجيه المال الخيرى أصبحت ضرورة ملحة، للحفاظ على الأمة، وإعادة البناء فيها، وذلك لتقدم العالم وتخلفنا، واتحادهم وتفرقنا. وغالبا ما يتم إنفاق المال على أسس غير علمية، وقرارات غير مدروسة، ويتحكم في ذلك تغلب العاطفة، وعظم الحدث، ومحاولة أن نساير سرعة الإعلام في النوازل.

لذلك نجد أن المعايير الموروثة لدينا تحمل في داخلها شح المعرفة في التصرف، لما وصل إليه العالم من حسن التدبير.

إن العالم من حولنا استطاع أن يستثمر المال فى الإنسان أفضل استثمار، وتمكن من بناء كم من العقول للحفاظ على وجوده والحفاظ على مكتساباته وتراثه، فأنتجت أجيال، تمتلك التفكير السليم، وتواكب انجازات الحضارة،

بل وأصبحت الدول التى بلا موارد طبيعية، تصدر منتجاتها وخدماتها للعالم، وذلك بفضل مواردها البشرية والتنمية في الإنسان، واستثمار العقول.

ملحوظة.. (إن مشاريع الاستثمار في الإنسان هى مشروعات دول)،

فكيف للمال الخيرى الذى هو للأفراد والمؤسسات أن يساهم فى ذلك؟

الاستثمار في الإنسان له مراحل كثير تبدأ من تعليمه وهو طفل واختيار البيئه الصالحة، وتوفير الامكانيات المادية، والقطاع الخيرى هذا هو مجال عمله، وبما يملك من إمكانيات مالية وقرارات سهلة غير مركزية، ومن المعلوم أن القرارات الحكومية غالبا ما تكون عقيمة، وتقف مكتوفة الأيدى أمام الجديد، بل هى قاتلة للإبداع، لازالت المنطقة العربية فقيرة جدا في هذا المجال وهنالك محاولات ضئيلة جدا من بعض الدول في مجال  الاستثمار في الإنسان، ولعلها تطور من نفسها، لكن يجب وضع خطة طموحة مستقبلية في ذلك.

إن إعادة التفكير في فرص الاستثمار الصحيح للمال الخيرى (وتحقيق التنمية المستدامة) فيه لأمر مهم، يحتاج إلى مجموعة من المتخصصين في ذلك. نحن نحتاج إلى ضرورة تحقيق التنمية المستدامة، التى تساهم بمفهومها العام في ترشيد استهلاك المال الخيرى، والاستفادة منه وترك ما يمكن النفع منه للأجيال القادمة.

الاستثمار في المال من أهم عوامل بقائه وتنميته وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة لإعادة البناء.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت