قال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام إن زيارة وفد رسمي رفيع من قيادة الحزب إلى المملكة العربية السعودية تعد المحطة الأولى ضمن برنامج زيارات سيشمل عددا من المحطات الإقليمية والدولية وإن البداية كانت من الرياض نظرا للدور المحوري الذي تمثله السعودية في المنطقة وفي اليمن على وجه الخصوص، كاشفا عن أن الزيارة تمهد لزيارة نجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح الذي ينظر إليه يمنيا وإقليميا على أنه أحد البدائل الجدية القادرة على إخراج اليمن من حالة الانقسام السياسي ووقف الأجندات الخارجية على أراضيه.
وحسب صحيفة "العرب" اللندنية، أشار القيادي في حزب المؤتمر إلى أن الزيارات التي يعتزم وفد المؤتمر القيام بها تأتي بعد إقرار قيادة الحزب ضرورة التواصل مع دول الإقليم والمجتمع الدولي لطرح رؤية المؤتمر الشعبي العام إزاء الأحداث التي يشهدها اليمن والمنطقة وموقف المؤتمر من عملية إحلال السلام وغيرهما من الموضوعات.
وأعرب عن أمل قيادة الحزب في تمكن وفد المؤتمر من تحقيق اختراق لحالة الجمود السياسي في المشهد اليمني وعلاقات الحزب ودوره مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.

أبوبكر القربي يرأس وفد حزب المؤتمر إلى السعودية
ويقول مقربون من الحزب إن الفرصة صارت مواتية أمامه لاستعادة دوره الفعال في المشهد اليمني، خاصة بعد النجاحات الميدانية التي حققتها المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح بدعم من التحالف العربي، وهي نجاحات أعادت إلى اليمنيين الأمل في الخروج من الأزمة عسكريا، لكنها تحتاج إلى بدائل سياسية جدية لاستثمار تلك النجاحات لفائدة اليمن.
ويشير هؤلاء إلى أن عدم توفق الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي في تحقيق تحالف سياسي وشعبي كبير داعم لمعركة التحرير، وسقوط الحكومة اليمنية في مربع التحالفات والحسابات السياسية قلل من قدرتها على أن تكون طليعة سياسية فعلية لمعركة التحرير، ما يستدعي أن يلعب حزب المؤتمر دورا أكثر فاعلية عبر رموزه وقياداته القادرة على كسب ثقة اليمنيين، وعلى رأس هؤلاء السفير أحمد علي الذي ينتظر أن يحصل على دعم محلي وإقليمي للعودة إلى الواجهة.
ووفق صحيفة "العرب" كشفت مصادر خاصة أن وفد المؤتمر الذي يترأسه وزير الخارجية اليمنية السابق أبوبكر القربي ويتكون من سلطان البركاني ويحيى دويد وقاسم القسادي وناصر باجيل يتواجد في مدينة جدة السعودية وأنه قد يلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى أن برنامج زيارته يتضمن عدة لقاءات مع قيادات في الحكومة اليمنية وقيادات حزب المؤتمر المتواجدة في السعودية.
ولفتت المصادر إلى أن الوفد قد يلتقي بالرئيس عبدربه منصور هادي قبيل مغادرته إلى محطته التالية التي ستكون العاصمة الإماراتية أبوظبي أو بعد عودته منها إلى السعودية في جولة أخرى.
وأكدت المصادر أن تحركات الوفد تحظى بمباركة كافة قيادات حزب المؤتمر بمن فيها تلك المتواجدة في العاصمة صنعاء، لافتة إلى أنه تم التوافق على اختيار كافة أعضاء الوفد من القيادات المتواجدة خارج مناطق سيطرة الحوثيين، حتى لا تتعرض مواقفها لأي ضغوط أو ابتزاز سياسي.
ويسعى المؤتمر الشعبي العام لتجاوز آثار الحرب التي تسببت في تشتت الكثير من قياداته، غير أن استشهاد رئيس ومؤسس الحزب وأمينه العام في ديسمبر 2017 أدى إلى عكس النتائج التي كان يراهن عليها الحوثيون، حيث أصبحت رؤى قيادات الحزب أكثر تطابقا إزاء الموقف من الانقلاب والتحالف العربي.
حقول الألغام اليمنية مازالت مترامية
ويتميز الحراك السياسي الأخير للمؤتمر وفقا لمراقبين بكونه يتعامل بواقعية وبهامش أكثر تسامحا مع مختلف تيارات الحزب وفي مقدمتها قيادات الحزب المتواجدة في صنعاء والتي ينظر إلى مواقفها عادة بأنها خاضعة لسلطة الحوثيين وتهديداتهم.
وترافقت تحركات المؤتمر على المستوى الإقليمي مع مؤشرات جديدة في المشهد اليمني، حيث أطلق الحوثيون حملة جديدة من الاعتقالات طالت عددا من قيادات المؤتمر بتهمة التواصل مع التحالف العربي. وقالت مصادر في المؤتمر إن الميليشيات الحوثية اعتقلت رئيس فرع المؤتمر في محافظة ريمة وعضو اللجنة العامة محمد عبده مراد في العاصمة صنعاء.
وفي ذات السياق ارتفعت وتيرة هروب قيادات المؤتمر من مناطق سيطرة الميليشيات خلال الفترة الماضية، ووفقا للمصادر فقد غادر أكثر من 15 عضوا في مجلس النواب اليمني إلى مناطق الشرعية أو خارج اليمن ومن بين هؤلاء نائب رئيس مجلس النواب ناصر باجيل الذي يتواجد في السعودية ضمن وفد المؤتمر، ومحسن النقيب وزير التعليم الفني والتدريب المهني وعضو اللجنة العامة في المؤتمر.