<< موقع إيراني مرخص به مهين للعرب على شبكة الإنترنت تحت اسم «اضرب واشتم العربي»!
<< أستاذ بجامعة طهران: هناك حقد إيراني على العرب عموما.. وعرب الأحواز بشكل خاص
<< دراسة سويدية: إيران هي «الثانية عالمياً» في مجال انتشار المشاعر العنصرية ضد الأجناس الأخرى
يعاني عرب الأحواز من العنصرية الإيرانية البغيضة منذ احتلال الإقليم عام 1925، وحتى الآن، وهي العنصرية التي تصاعدت وتيرتها في البلاد عموما مع قيام ثورة الملالي عام 1979، والتي تتجلى في اضطهاد العرب عموما كنوع بشري وثقافة ولغة وعادات وتقاليد، الأمر الذي يمتد إلى الزي العربي التقليدي أيضا، وهو اضطهاد لا مثيل له في التاريخ.
وحسب دراسة سويدية أجريت عام 2016، فإن إيران هي «الثانية عالمياً» في مجال انتشار المشاعر العنصرية ضد الأجناس الأخرى، ولا تسبقها في ذلك سوى الهند، وفق استطلاع شمل نحو 80 دولة، قامت به مجموعة من الباحثين السويديين، للتعرف على تعامل الدول مع الأعراق المتنوعة فيها.
وفي أواخر مارس الماضي، اندلعت في مدينتا «الأحواز» و«عبادان» مظاهرات شعبية واسعة النطاق على خلفية بث التلفزيون الرسمي الإيراني برنامجين عنصريين مسيئين للعرب، ظهر في أحدهما وهو مخصص للأطفال واسمه «القبعة الحمراء» 4 أشخاص مرتدين الزي العربي مرسوماً عليه نخلة، وهم يطلقون صوتا يشبه مواء القطط.
وخلال التظاهرات التي استمرت حتى مطلع أبريل الماضي، تجمع الآلاف من المواطنين العرب أمام مبنى فرع منظمة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني في مدينة الأحواز، ثم انتقلت المظاهرات إلى الشوارع المركزية، وهتف المتظاهرون «الأحواز لنا.. ولا للعنصرية».
اضرب واشتم العربي!
ولا تقتصر الإساءة لعرب الأحواز على ذلك، فقد عرض موقع «ساجو» الإيراني المختص بألعاب الكمبيوتر، والمرخص من وزارة «الثقافة والإرشاد الإسلامي» التابعة للنظام، لعبة عنصرية ومهينة للعرب على شبكة الإنترنت تحت اسم «اضرب واشتم العربي»!
وفي مناسبة ما، تهجّم الشاعر الإيراني الشهير مصطفى بادكوبه ئي، على العرب بوابل من الشتائم والعبارات المسيئة في مقطوعة شعرية ألقاها بجامعة همدان الحكومية غربي إيران، وقال الشاعر مخاطباً الله تعالى: «خذني إلى أسفل السافلين أيها الإله العربي شريطة ألا أجد عربياً هناك. أنا لست بحاجة لجنة الفردوس لأنني وليد الحب، فجنة الحور العين والغلمان هدية للعرب».
وأطلق بهزاد بكس مغني الراب الإيراني أغنية بعنوان «قتّال العرب»، وهي مليئة بالألفاظ والتعابير العنصرية والمسيئة للجنس العربي، تمجيدا للواء الدموي قاسم سليماني قائد ما يسمى «فليق القدس» في الحرس الثوري الإيراني.
فضائح التمييز العنصري
كشفت دراسة أجرتها لجنة الدراسات والبحوث في «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» عن فضائح التمييز العنصري الذي تمارسه السلطات الإيرانية منذ احتلال إقليم الأحواز العربي الذي بدأ عام 1925.
ويؤكد التقرير أن الشعب الأحوازي يعاني من تمييز عنصري واضح، وتعود أهم مسوغات التمييز العنصري في الأحواز إلى انتماء الشعب العربي الأحوازي للأمة العربية وانتمائه الديني ولغته العربية ورؤيته السياسية لمستقبله، والتي تتلخص برفض الاحتلال الأجنبي من دولة إيران. وفي المقابل، حسب التقرير، يتمتع الشعب الفارسي في المحافظات الفارسية بجميع الحقوق لأنه ينتمي إلى القومية الفارسية ولغته فارسية.
كما لا يتمتع الشعب العربي الأحوازي بضمان اجتماعي ولا ظروف مناسبة للخدمات الطبية، وفي المقابل ينعم الشعب الفارسي بالضمان الاجتماعي والمستشفيات العامة والخاصة والعلاج اللازم والمتوافر في جميع الأوقات، وما يزيد معاناة الشعب العربي الأحوازي هو منع تدريس اللغة الأم لدولة الأحواز وهي اللغة العربية من قبل المحتل الفارسي، ومنع استخدامها في المؤسسات والدوائر العامة.
وفي ذات الوقت، تُفرض اللغة الفارسية في المناهج الدراسية، ويُلزم الأحوازيون باستخدامها في المدارس والمؤسسات العامة، مما أدى إلى انتشار ظاهرة التسرب المدرسي في الأحواز، وارتفاع نسبة الأمية بين أبناء الإقليم.
ويفضح التقرير ذاته سياسة المحتل الإيراني العنصرية الهادفة لطمس الثقافة العربية من خلال منع استخدام اللغة العربية، وحظر ارتداء الزي العربي في المدارس والدوائر المؤسسات العامة، ويكون مصير من يخالف تلك الأنظمة الاعتقال الفوري الذي يصل أحيانا إلى عدم معرفة مصير المواطن الأحوازي.
وتطارد الجهات الأمنية كل من يساهم بنشر العلم والثقافة بين الشعب العربي الأحوازي، أما في المحافظات الفارسية فجميع إمكانيات الدولة وأدواتها مسخرة لنشر الثقافة الفارسية، وجميع شرائح المجتمع الفارسي يشاركون في نشر ثقافتهم ولغتهم داخل البلاد وخارجها، ويتلقون جميع أنواع الدعم من الدولة ومؤسساتها.
واشتملت الدراسة على احصائيات تؤكد ما آل عليه الوضع في دولة الأحواز العربية نتيجة الفاشية الفارسية، وقد احتوت هذه الإحصائيات على مقارنة بين عدد السكان حيث تبين أن عدد سكان دولة الأحواز العربية 10 ملايين نسمة، وبالمقابل هناك أقل من 6 ملايين نسمة في إقليم أصفهان، 6 ملايين في إقليم خراسان رضوي، وأقل من 6 ملايين نسمة في أقليم فارس، مما يبرهن على أن دولة الأحواز العربية والتي يعتبرها المحتل إقليماً إيرانياً هي الأكبر من حيث الكثافة السكانية، وبالمقابل تمنع السلطات الإيرانية الشعب الأحوازي من الحصول على حقوقه الطبيعية ليتمكن من العيش بكرامة.
ومن مظاهر التمييز العنصري في مجال الخدمات العامة، تشير الدراسة إلى أن أغلبية مستشفيات الأحواز قديمة ولا تتوافر فيها الأجهزة والمعدات الكافية والضرورية لمعالجة المرضى، وهذه المستشفيات لا تستوفي المعايير المعتمدة في أقاليم دولة الاحتلال الإيراني في الأقاليم الأخرى للرعاية الصحية.
ويؤكد الدكتور إسماعيل إيدني، رئيس جامعة جندي سابور للعلوم الطبية، أن «جميع مستشفيات الأحواز المحتلة بحاجة ماسة إلى الصيانة والترميم وتوفير المعدات والأجهزة الطبية، وأن مستشفيات شمال الأحواز بحاجة إلى 3500 سرير لسد جانب من النقص الذي تعاني منه، وفي بعض المدن الأحوازية بنيت هياكل لمستشفيات منذ أكثر من عشرين سنة ولم يتم إكمال بنائها كمستشفى مدينة الخفاجية، وبعض المدن الأخرى ما زالت تفتقد المستشفيات والمراكز الصحية الصغيرة مثل مدن ميناء خور موسى وقصبة النصار والحويزة والبيسيتين وميناء دير ونخل تقي وميناء الصيراف وعسلو والقابندية والأحواش».
وفي إحصائية نشرتها في الدراسة ذاتها بخصوص عدد الأطباء، تبين أن الأحواز المحتلة رغم أنها الأكبر من حيث الكثافة السكانية والمساحة، إلا أن عدد الأطباء لا يتجاوز 2200 طبيب، وبالمقابل هناك أكثر من 2400 طبيب في إقليم أصفهان، و2541 في إقليم خراسان رضوي، و2500 طبيب في إقليم فارس.
من جانبه، قال الدكتور صادق زيبا كلام، الأستاذ بجامعة طهران: «أعتقد أن الكثير من الإيرانيين سواء أكان متديناً أو علمانياً يكره العرب. ومنذ الحقبة الملكية كان الأمر على هذا المنوال، حيث كانت تسود إيران نظرة تحطّ من شأن العربي، وهي صورة مستمرة إلى يومنا هذا، وأنا أريد أن أؤكد أكثر من ذلك، فأقول إن الدوافع من وراء تأسيس مجمع اللغة الفارسية كانت طرد الكلمات والمصطلحات العربية من الفارسية، وهذا يدل على حقدنا تجاه العرب».
وأضاف د. زيبا كلام «وأعتقد أن الكثير من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق بين المتدين وغير المتدين في هذا المجال، فالحقد والضغينة تجاه أهل السنة ورموزهم لدى الكثير من الإيرانيين هو في واقع الأمر الوجه الآخر للحقد الإيراني على العرب عموما، وعرب الأحواز بشكل خاص».