يقول الخبير في الشؤون الإيرانية حامد الكناني، إن معاداة العرب «أصبحت منذ تكوين الدولة الإيرانية الحديثة سمة من سمات هذه الدولة، الأمر الذي خلق نظرة معادية للعرب من خلال اعتبار العربي نقيضا للفارسي وحتى الإيراني».
فالعرب في إيران «هم امتداد للقبائل العربية في منطقة الخليج والجزيرة العربية وجنوب العراق من قبائل بني كعب وبني أسد وبني تميم وآل كثير وبني طرف وآل خميس وبني لام وبني خالد».
العرب كما يصورهم الفرس «موبوءون، قذرون، بشعون، وأغبياء، جلودهم سوداء»
- فردوسي في «الشاهنامه» يقول «كيف نسمح لهذا العربي آكل الجراد الذي يشرب ويستحم بأبوال الإبل أن يأتي إلينا هنا وباسم الفتح يقضي على عرش كسرى» ثم يقول فردوسي شاعر ايران ومؤرخها القديم «تف عليك أيها الزمن» أجل يقول «تف عليك» أيها الزمن.
لماذا لأن العربي «آكل الجراد شارب أبوال الإبل قضى على عرش كسرى» ما يكشف أن كراهية الفرس والقومية الفارسية للعرب كراهية تضرب بجذورها في الأعماق وفي الجذر الثقافي الأول بأسباب ليس من الفتح ولكن بأسباب أن يقضي «شارب أبوال الإبل على عرش كسري» وهنا مربط العقدة الفارسية إلى يومنا هذا..!!
- الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني كان في منتصف الثمانينات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني وأثناء زيارة وفدٍ من مجلس الأمة الكويتي كان من بين أعضائه الدكتور النائب في ذلك الوقت عالم الاستراتيجية عبدالله النفيسي فطلب له روحاني «فالوده» ليحلي بها بعد الغداء ثم سأل النفسي رأيه في هذه الحلاوة فقال له «طيبة ولذيذة». فعلق روحاني: أجل إنها مثلكم أيها العرب سهلة الهضم.
فهل عرفتم العقدة المتوارثة في الثقافة الفارسية في كراهية العرب.
- الشاعر المجوسي مصطفى بادكوبه قال هذه القصيدة في 2013 في بلدية همدان «يا رب.. يا إله العرب.. ليس عندي مشكلة أن تلقيني في جهنم ولكنني أطلب منك وأرجوك أن لا أسمع حرفا واحداً من اللغة العربية في جهنم».!!
ثم يكمل «أنا لست بحاجة لجنة الفردوس لأني وليد الحب فجنة حور العين والغلمان هدية للعرب». وفي مقطع آخر يقول «ألم تقل أنت أن الأعراب أشد كفرا ونفاقا؟ فلماذا يثني السفهاء على العرب».
ويختم الشاعر المجوسي وسط تصفيق وتشجيع الحضور الذي وصفه أحدهم بأسد الأدب الإيراني قائلا: «أقسمك يا إلهي يا رب الحب أن تنقذ بلادي من البلاء العربي».
فهل نحتاج إلى دليلٍ آخر على الكراهية التي توارثها الفارسي المتشدد في عنصريته ضد العرب.
- صادق هدايت قرأناه في كتاب «صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث» لجويا بلندل سعد (ترجم لدى دار «قدمس»). يقدم هدايت صورةً وافية عن التيار القومي المعادي للإسلام والسامية في إيران. يرى أن العدو الحقيقي للثقافة الإيرانية وسبب مشكلات إيران كلها هو الإسلام والعرب. ثم يضيف اليهود ودينهم وعاداتهم إلى قائمة أعداء إيران. فمن وجهة نظره إن العرب واليهود، والإسلام واليهودية، ينتمون جميعاً إلى «العرق السامي» ذاته وهم في الجوهر متشابهون. يذهب هدايت إلى أبعد من ذلك في وصفه القصصي ممعناً في الحط من «العرق السامي» على صعيد الشكل وعلى صعيد العيش. تبدو الصور القذرة جاهزة للإلصاق باليهود والعرب. ففي قصة «الأخ أكول» يصف اليهود كالآتي: «خرج الملا إيشاق بقلنسوة نوم قذرة ولحية كلحية الماعز وعينين جشعتين وأطلق ضحكة. أما ابنه وهو طفل يدل مظهره على أنه مريض ووسخ بمعدة منتفخة فقد أخذ يحدق إلى الأخ أكول. كان قد نسي فمه مفتوحاً لينساب لعابه من شفتيه». تنتمي الأوصاف السابقة إلى الأرومة ذاتها التي يستخدمها صادق هدايت في قصة «طلب الغفران» لكن هذه كلماته في وصف العرب: «عربي حافي القدمين بوجه أسود وعينين متقدتين ولحية نحيلة، يضرب فخذ البغل الذي يقطر دماً بسلسلة حديدية غليظة. ومن حين إلى آخر يستدير ويحدق إلى وجوه النسوة واحدة واحدة. كانت هناك نساء عربيات بوجوه موشومة قذرة وعيون متقدة (...) دفعت إحداهن بثدي أسود إلى فم طفل قذر كان بين ذراعيها. وأمام المقهى جلس عربي ينظف أنفه وباليد الأخرى كان يخرج الأوساخ من بين أصابع قدميه. غطى الذباب وجهه ودب القمل فوق كامل رأسه».