الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

إيران.. كما تدين تدان

آراء وأقوال - حمزة منصور | Fri, Jun 24, 2016 2:15 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

البيان المنسوب إلى وزارة المخابرات والأمن الوطني، الّذي بثّه تلفزيون إيران الرّسمي، والذي جاء فيه أنّ ايران أحبطت أكبر مؤامرة إرهابيّة ضدها، استهدفت العاصمة طهران، ومحافظات أخرى. وحين نربط هذا البيان بما أعلنته الوزارة في أيار الماضي، والّذي أعلنت فيه تفكيك عشرين جماعة إرهابيّة، دبّرت لتفجيرات، وزعزعة استقرار البّلاد مؤشّر بالغ الخطورة على مستقبل إيران، فالحديث الرّسمي المنسوب للمؤسسة الأمنيّة، حديث عن أكبر (مؤامرة إرهابيّة) ضدّها، وعن استهداف طهران ومحافظات أخرى، وعن تفجيرات وزعزعة استقرار، وفي زمان أصبح الحصول فيه على أسلحة نوعيّة متاحا، بل إنّ تصنيعه بات أمرا ممكنا.

ولئن فوجئ البعض بهذا الاعلان فإنّ كلّ متابع للأحداث في المنطقة لم يفاجأ بالخبر، فهناك معارضة إيرانيّة تعود إلى بداية قيام الثّورة ممثّلة بحركة مجاهدي خلق، التي اتخذت لها معسكرات في بعض دول الجوار، ولها تحرّكات سياسيّة في أكثر من قارّة. لكنّ الأخطر من هذه المعارضة الثّارات الّتي خلّفها التّدخّل الايرانيّ في دول الجوار لاعتبارات طائفيّة، سواء أكان التّدخّل بشكل مباشر كما هو الحال في سوريّا والعراق، أو غير مباشر، كم هو الحال في اليمن، عبر مساندة الحوثي في الانقلاب على الشرعيّة فيه، أو من خلال التّهديد المعلن والمبطّن لدول الخليج العربي، ومن خلال تجاوز السّفارات الإيرانيّة لدورها الدبلوماسيّ في آسيا وإفريقا، بالتّدخّل في الشؤون الداخليّة لدولها، ومحاولة تصدير المذهب.

إلا أنّ أخطرها على الإطلاق يتمثّل في التّدخّل العسكريّ المباشر في سورية والعراق، فالشّعب السّوري ومنذ سنوات يذبح، ومدنه وقراه تدمّر بالسّلاح الإيراني، والأموال الإيرانيّة، وعلى أيدي الحرس الثّوري الايراني، والمليشيات المرتبطة بإيران، والمموّلة منها. والشّعب العراقي، الذي تسلّط عليه نظام طائفيّ مدعوم من إيران، والحشد الشّعبي المرتبط بها، والممارسات الّتي ترتكب بحقّ مكوّن عراقيّ أصيل، كلّ ذلك لن ينمحي من ذاكرة الشّعب العراقي، المفطور على العزّة والأنفة والمقاومة. ولن ينسى الدّور الاستعراضي لقاسم سليماني في محيط الفلّوجة وفي أكثر من موقع من سوريّة والعراق، وهو الذي قاده الغرور الى تهديد أقطار عربيّة أخرى، بما فيها الأردن.

فالعنف يولّد العنف، والتّدخّل يستجرّ تدخّلا، والتباين العرقي والمذهبي موجود في إيران كما هو موجود في سوريّة والعراق فليس هناك من هو بمنأى عن الاستهداف.

يبقى أمام إيران – إن هي أرادت أن تصون أمنها ومقدّراتها وتتفرّغ للتّنمية – أن تسحب قوّاتها، والمليشيات المرتبطة بها من الأرض العربيّة، وأن تضع حدّا للنّظام الطائفي، والتهديد الطائفي، وأن تحترم إرادة الشّعوب وأن تدخل في حوار جادّ مباشر مع دول الجوار العربيّ، على قاعدة احترام إرادة الشّعوب، وتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز القواسم المشتركة، الّتي تضرّرت كثيرا في السّنوات الأخيرة. وبغير ذلك فلن تكون بمنأى عن حصد نتائج سياساتها في الأرض العربيّة.

المصدر|صحيفة السبيل الأردنية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت