الثلاثاء, 03 ديسمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أسابيع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

«الأممية الشيعية» بدعم أمريكي؟

آراء وأقوال - إيلـي فــواز | Thu, Jun 23, 2016 5:36 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

قاسم سليماني يهدد بإشعال المنطقة انطلاقاً من البحرين على خلفية إسقاط الجنسية عن البحريني عيسى أحمد قاسم المتّهم من سلطات بلاده «بتوفير بيئة طائفية متطرفة». ولم يتأخر حزب الله -الذراع العسكري لفيلق القدس- بدعوة الشعب البحريني للتعبير عن «غضبه وسخطه»، مؤكداً أن هذه الخطوة ستكون لها «عواقب وخيمة».

ليست المرة الأولى التي تدّعي فيها إيران الدفاع عن شيعة العالم. فقبل هذا، هدّد المسؤلون الإيرانيون المملكة السعودية بعواقب وخيمة نتيجة إعدام الشيخ نمر المتّهم من قبل سلطات بلاده بالإرهاب، وقام «شبّان» بحرق السفارة السعودية في طهران «عفوياً».

إيران أيضاً اعترضت على قيام الجيش النيجيري بهجوم في زاريا ضد مسلّحين من الحركة الإسلامية النيجيرية، وهي حركة موالية لإيران بزعامة الشيخ إبراهيم الزكزاكي المتهم بمحاولة اغتيال قائد الجيش النيجيري.

تدخّل إيران في سوريا والعراق ولبنان عسكرياً ومالياً وعقائدياً من خلال الطائفة الشيعية وحصراً بها، ليس بحاجة إلى دليل.

هذا التحوّل في الإستراتيجية من قبل إيران جاء بعد أن أدخلت الشيعة في حرب علنية ومفتوحة في سوريا ضد السنّة، تارة على خلفية حماية «المقدسات»، وطوراً بحجة محاربة الإرهاب، ودائماً بهدف فتح طريق القدس أمام التحرير. والحال أن إيران أصبحت عارية من أي غطاء سنّي وعربي، فحتى حركة حماس فضّلت الابتعاد عنها، والعلاقة بين الطرفين لم تعد كما كانت.

وبالفعل لم يعد «يوم القدس» يحرّك في مشاعر الشارع العربي ويغازله كما كان مقرراً له، ولم تعد محاربة إسرائيل شعاراً يبيح تجاوزات إيران. سوريا كشفت الكثير. إيران تريد مناطق نفوذ لها حيث يتواجد الشيعة، وتريد للشيعة أينما وُجدوا أن يكون ولاءهم للولي الفقيه.

تريد إيران مناطق نفوذ تتيح لها التحكم في سياسات بعض البلدان مثل لبنان والعراق، أو مناطق نفوذ تستطيع فيها تطويق وتهديد خصومها، كما مع الحوثيين في تهديد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية.

في المقلب الآخر لم يعد هناك تغاضٍ سنّي على دور إيران في المنطقة بحجة الصراع العربي الإسرائيلي، العرب قرروا المواجهة.

قاسم سليماني هدد ببساطة باستعمال شيعة البحرين ضد حكومتها. تماما كما استعمل شيعة نيجيريا ضد جيشها، وشيعة حزب الله ضد لبنان حتى ابتلعه، والحشد الشعبي ضد دولة العراق، وبشار ضد الشعب السوري.

قد يكون سليماني استلهم من زياراته الموسكوفية شيئاً من الأممية الشيوعية. فقرر تطبيقها إنما من منطلق مذهبي ليصرخ "يا شيعة العالم اتحدوا".

وفي خضم كل هذا الهرج الفارسي يأتي الموقف الأميركي داعماً لهذه الأممية. فقبل أيام أعرب العم السام عن قلقه الشديد من تجريد المرجع الشيعي البحريني من جنسيته من دون التطرق إلى تهديد سليماني، تماما كما كان أعرب عن قلقه الشديد من إعدام الشيخ نمر عازياً حرق السفارة السعودية اليه.

هذا ليس توجه جديد للسياسة الأميركية، فقد أعرب اوباما في أكثر من محطة انحيازه لإيران على حساب وهم توازن شيعي سنّي، يدفع المنطقة إلى احتقان مذهبي لن يبقى ولن يذر.

الأممية الشيعية لا تمتلك مقدرات العيش، تماما كما الأممية الشيوعية لم تكن تمتلك مقدرات الاستمرار، فدون تلك الأممية عقبات ديمغرافية، وأخرى مادية وغيرها مذهبية.

*كاتب لبناني

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت