أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية اللبنانية، تحقيق مليشيات حزب الله وحلفائها السياسيين مكاسب ملحوظة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، مما يعطي دفعة للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران، ويؤكد على النفوذ الإقليمي المتزايد لطهران، حسب ما ذكر موقع "يورو نيوز عربي".
وظلت مقاعد حزب الله في البرلمان كما هي أو تغيرت قليلا، لكن المرشحين الذين يدعمونه أو المتحالفين معه حققوا مكاسب في مدن كبرى، وأظهرت النتائج النهائية في جميع الدوائر الانتخابية الخمس عشرة باستثناء واحدة، أن حزب الله وحلفاءه السياسيين، فازوا بمعاقلهم في منطقتي البقاع الشمالي وجنوب لبنان، التي تعدّ أشبة بالمربعات الأمنية المقفلة، بما يزيد قليلا عن نصف مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدًا.
وازدادت قوة الجماعة المدججة بالسلاح ،والتي تضعها الولايات المتحدة على قائمة الجماعات الإرهابية، منذ انضمامها للحرب في سوريا دعما للنظام السوري في عام 2012، ومن بين الحلفاء الرئيسيين لحزب الله، حركة أمل الشيعية بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس ميشال عون، وهو حليف لحزب الله منذ عام 2006 ويقول إن ترسانة حزب الله ضرورية للدفاع عن لبنان، ورغم عدم توافق حزب الله وحلفائه دائمًا في كل القضايا، فإن دعمهم لترسانة الحزب يعتبر أمرًا إستراتيجيًا وحيويًا للجماعة في لبنان.
وفقد رئيس الوزراء سعد الحريري، نحو ثلث مقاعده بحصوله على 21 نائبًا، بعد ما كانت كتلته البرلمانية 33 نائبًا في الانتخابات الماضية، وألقى الحريري باللائمة على قانون جديد معقد، أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية ومثل تحولًا من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي. كما أشار إلى ثغرات في أداء حزبه.
ووصف حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله نتائج الانتخابات بأنها "انتصارًا سياسيًا ومعنويًا كبيرًا لخيار المقاومة"، في حين يرى مراقبون إن نتائج الانتخابات اللبنانية ليست صفعة لتيار لمستقبل اللبناني وسعد الحريري فقط، ولكنها نكسة عربية حقيقية؛ فصعود حزب الله في لبنان وهيمنته هو وحلفاؤه على المشهد السياسي هناك، ستكون لها تداعيات مروعة وستدفع بلبنان إلى الجحيم، حسب "بغداد بوست".
وعقب إعلان نتائج الانتخابات، قامت مليشيات حزب الله بأعمال فساد وتخريب بالممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى الهتافات المذهبية عبر مكبرات الصوت، التي تتحدث عن تحويل بيروت إلى مدينة شيعية مثل "هاي هيي .. هاي هيي.. بيروت صارت شيعية"، وفق "العين الإخبارية".
تبع ذلك تحطيم المكاتب الانتخابية التابعة لتيار المستقبل، ونزع صور الرئيس سعد الحريري وأعضاء لائحته من معظم شوارع بيروت، وإلباس النصب التذكاري لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، الموجود في مكان اغتياله في منطقة "السان" جورج، أعلام "حزب الله" وحركة "أمل"، وهو ما شكّل قمّة الاستفزاز لسنّة لبنان عموماً، وأبناء بيروت خصوصًا.
وعدّ أهالي بيروت هذه الاستفزازات، بمثابة اغتيال ثانٍ لرفيق الحريري، الذي اغتاله "حزب الله" بتفجير شاحنة مفخخة، أثناء عبور موكبه بمنطقة "السان جورج" بوسط بيروت التجاري، في 14 فبراير/شباط 2005، بحسب الاتهامات التي ساقتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لخمسة من القيادات الأمنية للحزب المدعوم إيرانيًا، وأدت إلى مقتل 22 آخرين مع الحريري بينهم النائب والوزير باسل فليحان وعناصر موكبه، وقد رفض الحزب طلبات المحكمة الدولية كافة، الرامية إلى تسليم هؤلاء المتهمين للعدالة.
هذا وتظاهر المئات من أنصار تحالف "كلنا وطني" أمام وزارة الداخلية اللبنانية، للاحتجاج على ما اعتبروه علامات واضحة لعمليات تزوير شهدتها الانتخابات، وأشار المحتجون إلى أن دائرة بيروت الأولى شهدت عمليات تزوير، أدّت إلى خسارة المرشحة عن مقعد الأقليات جمانة حداد، بعد أن كانت الأرقام أعلنت أول من أمس فوزها.
وقال أندرو تابلر من معهد واشنطن: "إن وضع الحريري سيكون أضعف في أي حكومة قادمة، وقدرته على وضع حد أو كبح جماح حزب الله في لبنان ستكون محدودة جدًا، مضيفًا: "وسيؤدي ذلك الى مزيد من الانتقاد للمساعدات العسكرية الأمريكية للقوات المسلحة اللبنانية في واشنطن."