الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

انتهاك حقوق الإنسان فى معسكرات منظمة مجاهدى خلق

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

منظمة مجاهدى خلق الإيرانية ( بالفارسية سازمان مجاهدين خلق ايران ) هى واحدة من حركات المعارضة الإيرانية والمسلحة والتي تشكلت فى عام 1965 وكان لهذه المنظمة دور فعال ومؤثر في الإطاحه بنظام الشاه محمد رضا بهلوى, وبعد الثورة وسعت المنظمة هياكلها التنظيمية وجذبت الكثير من الأعضاء لها, لكن لم يُسمح لهذه المنظمة التواجد والتمثيل في هيكل السلطة حيث بدأت المنظمة بالقيام بسلسة من الأعمال الأرهابية بعد التأكد من أن الإسلاميين السياسسين ورجال الدين هم من يحكموا ايران ففى عام 1981 تم تفجير مقر الحزب الجمهورى الذي كان يرأسه آية الله الدكتور محمد حسيني بهشتي رئيس مجلس القضاء الأعلى , وتم اغتيال محمد رجائي رئيس الجمهورية والذي لم يدم طويلاً في السلطة . واستمرت الأعمال الإرهابية ضد الحكومة الثورية في ايران بزعامة الخمينى . وعقب احداث هذه الأعمال الإرهابية لجأ جزء من قادة المنظمة إلى فرنسا لكن في عام 1986وتحت ضد من الحكومة الفرنسية  ( اعتراضا على نهجها الأرهابي ) نقلت منظمة مجاهدى خلق مقرها إلى العراق حيث إنشاء معسكرات عسكرية واستمر هذا التواجد حتى سقوط صدام حسين عام 2003 ومن ثم نقل مقرها إلى مرة اخرى إلى فرنسا .

وتتزعم المنظمة " مريم رجوى " رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية فى المنفى , حيث توليها مسئولية الإشراف على نقل السلطة " بشكل سلمى " إلى الشعب الإيرانى .

وعند سماع جملة " بشكل سلمى " فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو سلمية الأفكار والفعاليات المعارضة للحكومة في ايران , وأنها تريد حقاً للمجتمع الإيرانى حق تحديد مصيره بنفسه وتحقيق الديمقراطية . لكن كيف ؟ فمنظمة مجاهدى خلق ـــ ناهيك عن ارتكابها العديد من العمليات الإرهابية من اغتيالات وقتل وخطف للمسئولين ــ تنتهك حقوق انسانية اعضائها في المنظمة .

فالكثير من انتهاكات حقوق الإنسان تتم داخل معسكرات المنظمة والتى تشمل حالات الحبس الإنفرادى والضرب والحبس طويل المدى حتى يصبح المحكوم عليه بالسجن منفصل تماماً عن الحياة الخارجية , لا سيما الأذى النفسي والبدني واللفظي والاعترافات القسرية وصولاً إلى التهديد بالإعدام حيث كل هذا يؤدى إلى الموت في النهاية .

كما تحاكى اعترافات الأعضاء السابقين للمنظمة , بأن المنظمة تمتلك ثلاث انواع من السجون داخل معسكراتهم في العراق " معسكر أشرف " .

النوع الاول من هذه السجون تكون بمثابة وحدات سكنية مساحتها صغيرة وتكون للسادة " الضيوف " الذين تجرؤا وغادروا المنظمة , فيتحفظون عليهم فى هذه الوحدات السكنية وتكون بمثابة أيضا " حبس انفرادى " وبالطبع غير مسموح لهم أن يخرجوا للقاء شخص اخر والحديث معه حتى من الأشخاص الموجودين داخل المعسكر وغير مسموح برؤية رفاقهم .

قال " كريم حقي "ــــــ وهو عضو من أعضاء المنظمة ذو رتبة عالية وكان في السابق يتولى مسئولية حماية " مسعود رجوى " وهو من مؤسسي المنظمة وزوج " مريم رجوى "  ـــــــ في عام 1991 توليت مسئولية تأمين مسعود رجوى في هذه المنظمة , لكنهم في المنظمة لم يتخيلوا أننى أريد في يوماً أن انشق في هذه المنظمة . وتم حبسنا أن وزوجتى وطفلي لمدة ستة أشهر في مبنى سكنى سري يتكون من وحدات عدة , ويفصل حائط عالى كبير وممتد بين المنظمة وبين هذه الوحدات ويمتد سلك شائك من داخل هذه الوحدات وصولاُ إلي ابراج المراقبة , وطوال هذه المدة كنا نعانى من نقص الغذاء وكانوا يقوموا بضربنا ويسيئوا معاملتنا ويخيفوننا بالإعدا م .

ومن النماذج الأخرى على هذا محمد رضا اسكندرى وزوجته طاهره اسكندرى واللذين كانوا من أعضاء المنظمة السابقين وعقب رغبتهم فى مغادرة المنظمة عام 1991 قامت المنظمة بإلقاء القبض عليهم وحبسهم . حيث يقولوا أن : " عندما دخلنا معسكرات هذه المنظمة أخذوا جوازات سفرنا وجميع مستنداتنا , وتحدثوا عن صعوبة العيش فى مثل هذه المعسكرات والمخيمات , فكانوا يعيشون فى مخيم اسمه " التاش " بالقرب من مدينة " الرمادى العراقية " وكم ان الحياة صعبة حيث الموت تدريجياً, إلا أنهم استطاعوا في النهاية أن يطلبوا اللجوء إلى هولندا عام 1992 .

أما النوع الثانى من السجون داخل معسكرات منظمة مجاهدى خلق وهى تسمى ب " بنگالى شدن " ويشير هذا الأسم إلى زنزانات انفرادية صغيرة وهذا نوع من انواع العقاب للأعضاء الذين يرغبون في ترك المنظمة حيث أنهم في وجهة نظر قادة المنظمة " مخطئين " وفي هذه الزنزانه ينبغي على المسجون ان يفكر ملياً في اخطائه ويكتبون تقارير على انفسهم تفيد انتقادهم لنفسهم والاعتراف بخطئهم حيث يتم تحرير المسجونين عقب امضاؤهم على تعهد يتضمن فيه عدم مغادرة المنظمة . فالبعض يفضل أن يقتل نفسه على أن يتم سجنهم في مثل هذه الزنزانات الانفرادية .

أما النوع الثالث من السجون فيشمل التعذيب الجسدى والاستجواب حيث يتعمدون ايذاء المعارضين السياسيين , وأغلب الأعضاء لم يعلموا بشأن هذه السجون .

ويمكن ايعاز مغادرة بعض الأعضاء من المنظمة إلى الهزيمة العسكرية للمنظمة في اسقاط الحكومة الإيرانية , الاختلاف في الرؤي بين قادة المنظمة واعضاءها  وبعض من الاجراءات الانتهاكية للحقوق الإنسانية للأعضاء .

فليس السجن والمعاملة الوحشية  للأعضاء فقط من الانتهاكات بل الطلاق الاجبارى والكثير من الانتهاكات التى تؤدى بالشخص إلى اعاده التفكير فيما يتعلق بعضويته في المنظمة .

*باحثة في شوؤن المرأة الإيرانية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت