3 أولويات عربية لمواجهة المخاطر والتحديات..
"إسرائيل" على قمة مرمى نيران القادة العرب..
وإيران ثانى اثنين إذ هما فى مواجهة الأمة..
وسببان يفسران دعم العرب للحكومة الشرعية فى اليمن
تحليل يكتبه- محمد محسن أبو النور
أفرزت القمة العربية أو "قمة الظهران" أو "قمة القدس" التى عقدت فى المملكة العربية السعودية، الأحد، عددا من النتائج المهمة المتعلقة بإعادة ترتيب الأولويات فى الملفات ذات الأهمية القصوى سواء كانت تلك المتعلقة بشؤون الدول العربية من الداخل، أو بعلاقات الدول العربية وصراعاتها مع الأطراف الإقليمية.
>> القدس فى قمة الأولويات
فقد شهدت القمة إعادة القضية الفلسطينية إلى قمة الاهتمامات العربية ـ بعد أن غابت لسنوات طويلة ـ من خلال تسمية القمة بـ"قمة القدس"، ثم من خلال عدد القرارات المتعددة التى تناولت الصراع "العربى ـ الإسرائيلى" فى البيان الختامى لأعمال القمة الذى أعاد إلى الأذهان المواقف العربية الموحدة من قضية القدس.
وجاء البيان فى 29 بندا تم تخصيص 6 بنود لـ (إسرائيل) ولقضية القدس وبلغت ذروة الصياغة السياسية للبيان من خلال البند الثالث الذى نص على: "نؤكد بطلان وعدم شرعية القرار الامريكى بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، مع رفضنا القاطع الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حيث ستبقى القدس عاصمة فلسطين العربية، ونحذر من اتخاذ أى اجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس حيث سيؤدى ذلك الى تداعيات مؤثرة على الشرق الاوسط بأكمله".
وفى البند الخامس شدد القادة العرب على مركزية القضية الفلسطينية ورفضهم بالإجماع ممارسات (إسرائيل) من خلال الفقرة التالية: "نؤكد رفضنا كل الخطوات (الاسرائيلية) احادية الجانب التى تهدف الى تغيير الحقائق على الأرض وتقويض حل الدولتين، ونطالب المجتمع الدولى بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334 عام 2016م الذى يدين الاستيطان ومصادرة الأراضي، كما نؤكد دعمنا مخرجات مؤتمر باريس للسلام فى الشرق الاوسط المنعقد بتاريخ 15/1/2017م والذى جدد التزام المجتمع الدولى بحل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الدائم".
>> إيران ثانى الأولويات
ومن خلال نص البيان الختامى للقمة يتضح أن إيران ودورها المزعزع للاستقرار فى الإقليم احتل المكانة الثانية أو الموقع الثانى فى ترتيب التحديات التى تواجه الأمة العربية وذلك بأن خصص القادة 4 بنود لإدانة واستنكار السلوك الإيرانى فى الإقليم خاصة الدعم العسكرى واللوجيستى للانقلاب الحوثى فى اليمن وتأزيم الأوضاع فى سوريا والعراق ولبنان وفلسطين.
وفى البند الثامن من قرارات القمة يمكن تتبع تلك الخاصة من دون كبير عناء إذ شدد القادة العرب على أن "ندين بأشد العبارات ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من استهداف لأمنها عبر إطلاق ميليشيات الحوثى الإرهابية المدعومة من إيران (106) صواريخ باليستية على مكة المكرمة والرياض وعدد من مدن المملكة"، فضلا عن 3 بنود أخرى تم إفرادها للحديث عن التدخلات الإيرانية فى الإقليم.
اللافت أن القمة شددت على إدانة الاحتلال الإيرانى للجزر الإماراتية الثلاث ودعت إلى حل دائم وشامل لتلك المعضلة التى تقف حجر عثرة فى سبيل التطبيع العربى ـ الإيرانى، لذلك قال القادة العرب فى البند الرابع والعشرين: "نؤكد على سيادة دول الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى) ونؤكد الإجراءات التى تتخذها لاستعادة سيادتها عليها، وندعو إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمى لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".
>> الدعم العربى لليمن
تمخضت القمة عن دعم عربى شامل للحكومة اليمنية فى مواجهة الانقلاب الحوثى ونص البند العاشر عن ذلك بشكل لا يقبل التأويل إذ قال القادة العرب: "نساند جهود التحالف العربى لدعم لشرعية فى اليمن لإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 عام 2015".
وجاء ذلك الموقف بناء على أن القمة تعتقد أن "التحالف العربى يؤمن استقلال اليمن ووحدته الترابية ويمنع التدخل فى شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره، كما نثمن مبادرات إعادة الأعمار ووقوف دول التحالف إلى جانب الشعب اليمنى الشقيق من خلال مبادرة إعادة الأمل وما تقدمه من مساعدات إغاثية وعلاجية وتنموية من خلال مشاريع الإغاثة والأعمال الإنسانية التى يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية كما نرحب بقرار دول التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن فتح مطار صنعاء الدولى وميناء الحديدة على البحر الأحمر لاستقبال المواد الإغاثية والإنسانية".
ومن خلال هذا البند يتضح أن السببين الجوهريين للدعم العربى للحكومة الشرعية فى اليمن برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادى، هما أولا: الحفاظ على وحدة اليمن كى لا يتعرض للتفتت أو أن ينقسم إلى عدة دويلات، وثانيا: الحفاظ على الأمن الداخلى الذى ينسحب على أمن كل جيران اليمن تلك الدولة المشرفة على أحد أخطر المضايق والممرات الملاحية فى العالم.
وعليه يمكن القول إن الأولويات العربية التى نستطيع قراءتها من بين سطور بنود البيان الختامى للقمة ومن خلال كلمات القادة الخمسة الذين تحدثوا فى الأعمال الافتتاحية للقمة تتلخص فى أن إسرائيل وإيران والانقلاب الحوثى فى اليمن ـ على الترتيب ـ هى جدول أعمال السياسة العربية فى المرحلة المقبلة.