الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

زواج المتعة... «الدعارة بالقانون» في إيران

المجلة - | Fri, Apr 13, 2018 10:51 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

<< علماء أهل السنة «زواج المتعة» من «الأنكحة الباطلة» المحرمة بالإجماع

<< «ويكيليكس»: حكومة طهران تقدم نساء للزواج المؤقت لشيوخ العشائر العراقية أثناء زياراتهم لإيران

<< صحافية إيرانية: طهران بدل أن تصدّر الثورة... صدرت «زواج المتعة» إلى دول الجوار

 

تقرير – أسماء السعيد

كشفت نتائج أحدث استطلاع حول «زواج المتعة» في إيران، أجرته صحيفة «شهروند» الإيرانية الشهر الماضي، عن انتشار هذا النوع غير الشرعي من الزواج بشكل كبير في أوساط الشباب والمراهقين، ممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بنسبة تصل إلى 37%، كما كشفت الدراسة عن أن 84% من الشباب الإيراني جربوا زواج المتعة أو ما يُسمى «زواج الصيغة» في إيران.

وأضافت الصحيفة أن الدراسة التي أجرتها على 216 حالة زواج متعة، بلغت نسبة الحالات للرجال 35%، بينما بلغت للنساء 65%، وشمل الاستطلاع ثلاث مدن إيرانية كبرى، هي مشهد وطهران وأصفهان.

الزواج المحرم

زواج المتعة أو «الزواج المؤقت» هو زيجة محددة مسبقا بأجل يحدده الزوجان، ولا ميراث فيه للزوجة، وتقع الفرقة بين الزوجين عند انقضاء الأجل.

وزواج المتعة عند أهل السنة والجماعة يعد من «الأنكحة الباطلة المحرمة  بالإجماع»، حيث حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لأحد الإقدام عليه ولا التفكير فيه أو الاستماع إلى شبهات من يبيحه، كذلك تحرمه الشيعة الزيدية والأباضية، بينما تزعم «الإثنا عشرية» مذهب غالبية الشيعة في إيران، أن زواج المتعة حلال ولم يحرمه الرسول، بل أوصى أتباعه بالزواج المؤقت حين يكونوا على سفر، وكذلك في أوقات الحرب أو الحج، وأن الذي نهى عنه هو عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.  

ويروج نظام «ولاية الفقيه» الحاكم في إيران، وكذلك فقهاء الشيعة، لهذا النوع من الزواج المقنن من جانب الحكومة الإيرانية، حيث يزعمون أن للمتمتع ثواباً، وأنه قربة يتقرب بها الشخص إلى الله عز وجل بتحصين نفسه وحفظ دينه، حسب ما ورد على لسان معظم فقهائهم وفي العديد من المراجع الخاصة بالاثني عشرية.

ويُطلق على هذا الزواج في إيران لقب «الصيغة»، حيث إنه لا يحتاج إلى شيخ دين ليُتمم لهما مراسم الزواج، وإنما يكفي أن يقرأ الزوجان صيغة العقد ليُصبحا زوجين يحق لهما ممارسة الجنس، في مدة قد تكون ساعة أو يوماً أو أسبوعاً، ثم يفترق الزوجان بعد أن تأخذ الزوجة أجرها المحدد سلفًا، نظير الخدمة التي قدمتها للرجل، فقد كانت مجرد سلعة باعت نفسها لمدة ساعة أو يوم ثم تُطلِق على نفسها لقب الزوجة.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «شهروند» أن هناك عوامل اقتصادية ونفسية وجنسية تهيئ الظروف لزواج المتعة، فالشباب الذين ليس لديهم القدرة المادية للزواج، يلجأون إليه لأنه الخيار الأسهل لديهم، وأكدت الصحيفة أن 61% ممن جربوا زواج المتعة من الرجال، كان لديهم «دوافع جنسية"، وأن 31.1% ممن شاركوا في الدراسة اختاروا هذا الزواج، بسبب العلاقات العاطفية بين الجنسين.

ويرى ناصر فكوهي، الأستاذ في جامعة طهران، أن «القضية الجنسية» أصبحت مشكلة في إيران الآن، وأن شيوع هذا النوع من الزواج يعد تهديداً للعائلة، ولكنه يؤكد أن المجتمع الإيراني لابد أن يعترف بوجود مشكلة في الروابط القائمة بين الشباب، داعيًا المتخصصين لإيجاد حل مقنع يأخذ بعين الاعتبار مشاكل الزواج في إيران، وأبرزها صعوبة تأمين المسكن وارتفاع المهور وتكاليف الزواج الباهظة.

من جانبها، ذكرت صحيفة «كارون» الإيرانية أن زيادة نسبة زواج المتعة في المجتمع الإيراني يرجع إلى زيادة نسبة الفقر، خاصة مع استمرار حالة الحصار الاقتصادي المفروض على إيران، من بعض الدول الغربية، فيما رأى بعض المحللين أن زيادة عدد الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تروج لهذا النمط من أنماط الزواج، تمثل تحريضا لبقية المجتمعات الإسلامية على ممارسة الأمر المحرم شرعا واعتياده، وهو الهدف الذي يسعى إليه الإيرانيون من خلال نشر زواج المتعة فى سائر البلاد العربية.

«تصدير المتعة» 

«إن إيران بدل أن تصدر الثورة، صدرت زواج المتعة إلى دول الجوار، محدثة أخطر أزمة في البنية الاجتماعية في تلك الدول».. هكذا قالت الصحافية الإيرانية مينا شهرامي، في حوار مع «المجلة».

وذكر موقع «الأيام السورية» إن حزب «نصر الله» يدفع بالأيتام واللقطاء وأبناء النساء، من ضحايا الزواج المؤقت في حروب ولي الفقيه في سوريا، حيث دقت صحف لبنانية ناقوس الخطر عدة مرات، لانتشار ما يطلق عليها «بيوت العفاف» و«الهيئة الشرعية للمتعة» في لبنان، الأمر الذي يستنكره كثير من الشباب الشيعي اللبناني، سواء في الجنوب، أو في الضاحية الجنوبية، في حين يبرر أنصار «حزب الله» الظاهرة بأنها «المخرج الشرعي لكي لا يتمكن أعداء الأمة من إيقاع الشباب المقاوم في شباك العمالة من خلال العنصر النسائي»، وأنها جاءت بناءً على طلب من الولي الفقيه المرشد الإيراني علي خامنئي، مما يجعلها ملزمة حكمًا لأتباع خامنئي حول العالم.

بينما يؤكد الصحافي والكاتب اللبناني فادي عكوم أن الأطفال ضحايا الزواج المؤقت، غير مُدرجين في السجلات المدنية الحكومية في لبنان، بل مسجلين فقط لدى قيادة «حزب الله»، مشيرًا إلى أن الحزب وجد في «أبناء المتعة» مخرجًا له من النقمة الشعبية التي قد تلحق به، بعد الخسائر البشرية التي مني بها منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، الأمر الذي لا يتناسب مع المعارك التي خاضها، وخسر خلالها كثيرًا من المواقع، حيث يتم الاستعانة بهؤلاء الأطفال الذين تم إنجابهم فقط ليكونوا جنودًا للحزب، بعد أن يتم إعدادهم فكريًا وجسديًا، في دور الأيتام والمراكز الخاصة السرية في منطقة الضاحية الجنوبية، ويعتبرون من قوات النخبة لدى الحزب، بسبب التدريب الخاص الذي تلقوه في لبنان وإيران، ولأنهم يشكلون رأس الحربة التي يدخل بها الحزب حروبه دون ان تتأثر قواعده الشعبية بالخسائر البشرية. 

وفي وثيقة خطيرة كشفها موقع «ويكيليكس» ونشرتها مواقع المعارضة الإيرانية، جاء أن الحكومة الإيرانية تقدم نساء للزواج المؤقت إلى شيوخ العشائر العراقية القادمين إلى إيران بهدف تعزيز نفوذها في العراق.

وتقول الوثيقة التي تسربت من السفارة الأمريكية في بغداد إن أحد شيوخ العراق ذكر في لقاء مع موظف بالسفارة أن «الحكومة الإيرانية وفي إطار سعيها إلى النفوذ في العراق تقدم لنا في كل زياراتنا إلى إيران، نساء للزواج المؤقت خلال رحلاتنا القصيرة إلى طهران».

فيما كشفت صحيفة «ملت» الإيرانية في تقرير لها نشرته في 2011، أن مكاتب التوثيق القانوني التي تقوم بتوثيق عقود الزواج الدائم وكذلك المؤقت للراغبين في ذلك، والأحوال الشخصية في إيران، أضافت إلى أنشطتها القانونية، البحث عن نساء للراغبين في زواج المتعة، حيث تقوم هذه المكاتب باستلام المواصفات الشخصية للراغبين في زواج المتعة، إلى جانب مواصفات الزوجة المؤقتة التي يبحثون عنها، وذلك نظير أجر مالي يختلف من حالة إلى أخرى، طبقًا لسهولة أو صعوبة الشروط المطلوبة في النساء الراغبات بالزواج على هذه الطريقة المحرمة شرعا. 

وأخيرا، يؤكد الدكتور محمود أقبينار، الأستاذ بجامعة «تورجوت أوزال» التركية، أن إيران من أكثر بلدان العالم استخدامًا لـ«سلاح المتعة»، في سياق سعيها لإيجاد عناصر موالية لها في كل البلاد، ومن الوسائل التي تسلكها للتأثير على ضحاياها «زواج المتعة»، حيث تقوم بإقناع ضحاياها به، وبكونه معترف به في الدين الإسلامي، للوصول إلى أهدافها بكل السبل.


كلمات مفتاحية:

زواج المتعة إيران

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت