الثلاثاء, 03 ديسمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أسابيع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

جامعات إيران... «طابور ثقافي خامس» في الوطن العربي

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

<< الجامعات الشيعية في الخارج أذرع ناعمة لتنفيذ مبدأ «التعبئة التربوية» الذي أوصى به الخميني

<< إنشاء 9 فروع لجامعات إيرانية في 8 دول عربية منها الإمارات والعراق وسوريا ولبنان وقطر

<< «ولايتي»: الجامعات تعمل على تدريس اللغة الفارسية والثقافة الإسلامية الشيعية «بفضل اقتدار إيران وقوتها»

 

يوما بعد يوم، يزداد عدد فروع الجامعات الإيرانية في العالم العربي بشكل غير مسبوق خلال الأعوام الأخيرة، وذلك بهدف معلن هو خدمة المغتربين الإيرانيين، وآخر خفي، على منوال مبدأ «التقية» الشيعي الذي يُظهر خلاف ما يُبطن، ألا وهو التواصل مع الطلاب العرب وتوسيع «القوة الناعمة» للنظام، بالتوازي مع توسع «القوة الخشنة» المتمثلة في الميلشيات الشيعية المدعومة بالأموال والسلاح في الدول العربية، من أجل تدشين «طابور ثقافي خامس» لنظام الملالي في الوطن العربي، فضلا عن جذب المزيد من الشباب الُسنة في تلك البلدان إلى المذهب الشيعي.

وفي مطلع مارس الماضي، أعلن الملالي عن اعتزام طهران إنشاء كلية طائفية «للمذاهب» في العاصمة السورية دمشق، سيبدأ العمل فعليا في إنشائها خلال يونيو المقبل، وهو ما يدعم النفوذ الثقافي الإيراني الناعم، ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة العربية برمتها، كأحد أوجه المشروع الإمبراطوري الفارسي الذي تسعى طهران إلى تدشينه بكل السبل الممكنة.

وكان علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للنظام الإيراني للشؤون الدولية، أعلن في يناير الماضي عن فتح فروع لجامعة «آزاد» في كل من سوريا والعراق ولبنان، وهو ما اعتبره مراقبون تمددا جديدا لنفوذ إيران التعليمي في هذه الدول الثلاث.

ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن «ولايتي» أنه بعث برسالة إلى رئيس النظام السوي بشار الأسد، أكد فيها استعداد طهران لتأسيس فروع لجامعة «آزاد» في سوريا، وأوضح أن الأخير أصدر قراراً بافتتاح فروع للجامعة في جميع المدن السورية.

وأضاف ولايتي أنه خلال لقائه مع همام حمودي، الرئيس الجديد للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، تمت الموافقة أيضا على تأسيس فروع للجامعة في المدن العراقية، لافتا إلى أن مذكرة تفاهم قد تم التوقيع عليها مع عمار الحكيم، لفتح فروع للجامعة في النجف وكربلاء وبغداد والبصرة وأربيل، منوها إلى أنه أبدى استعداده لتطوير فرع الجامعة في لبنان، خلال لقائه حسن نصر الله، زعيم ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، حيث أعلن الأخير عن سعي الحزب للحصول على رخصة التطوير من وزارة التعليم العالي اللبنانية خلال الفترة المقبلة.

ووصف مستشار المرشد الإيراني نشاطات فروع الجامعة بـ«الناجحة» في مختلف البلدان، موضحا أن هذه الجامعات «تعمل حاليا على تدريس اللغة الفارسية والثقافة الإسلامية الشيعية بفضل اقتدار إيران وقوتها».

اختراق النسيج الثقافي العربي

يعكس الكشف عن موافقة بشار الأسد على فتح فروع لجامعة آزاد في «المناطق السورية كافة»، حسب الإعلان الرسمي عن ذلك، توجها إيرانيا مستمرا نحو تأكيد الوجود الإيراني في سوريا، ليس فقط على المستويين العسكري والأمني، وليس عن طريق الميليشيات الرديفة التابعة للحرس الثوري الإيراني، بل أيضا من خلال هيمنة ثقافية تُدخل عقيدة «الولي الفقيه» وجهود التشيّع لاختراق النسيج الثقافي العربي عامة.

وفي الظاهر، يبدو افتتاح مدارس وفروع لجامعات إيرانية دينية يتعارض مع خطاب النظام السوري الذي يفاخر بأنه «علماني يحارب التيارات الإسلامية». غير أن الأمر ليس كذلك، فالنظام المدعوم عسكريا ولوجستيا وماليا من إيران، هو - في حقيقة الأمر- نظام طائفي من الطراز الأول، ولا تفعل طهران ذلك من أجل دعم السوريين، فقد أسهم الملالي في تدمير هذا البلد العربي المنكوب، بكل معنى الكلمة.

ولا يمكن بأي حال اعتبار قرار «الأسد» مفيدا للتعليم في سوريا على النمط الذي عهدته البلاد وفق برامجها الدراسية والتربوية المعروفة، بل إنه جاء استجابة للإرادة الإيرانية في تأكيد حضور طهران داخل كل التفاصيل المتعلقة بثقافة العيش وتقاليده في سوريا.

ويأتي القرار السوري متكاملا مع جهود قامت بها إيران تأخذ نفس الطابع التعليمي خدمة لأغراض التشيع وفق نظرية نظام ولاية الفقيه، حيث لا يقتصر النفوذ الإيراني في المنطقة على تقديم الدعم العسكري والمالي للجماعات الموالية لها فقط، بل يتعداه إلى ما يسميه الإيرانيون «التعبئة التربوية».

وتجدر الإشارة إلى تم إنشاء 9 فروع لجامعات إيرانية في 8 دول عربية من بينها الإمارات العربية المتحدة والعراق وسوريا ولبنان وعمان وجزر القمر وقطر والكويت، كما أن هناك حاليا 8 فروع أخرى على الأقل «قيد الإنشاء» في عدة دول عربية.

أذرع الإخطبوط الناعمة

تعمل إيران جاهدة منذ قيام ثورة الخميني عام 1979 على تأسيس «أذرع ناعمة» لها في عدد من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية، لكي تكون أداة في تمرير أجندتها التوسعية في هذه الدول على المستويات كافة.

وتأتي الجامعات على رأس هذه الأذرع تنفيذا لمبدأ «التعبئة التربوية» الذي أوصى به الخميني. وفي السابق كان يجري فتح فروع الجامعات في سرية تامة، من دون احتفالات مبالغ فيها، لكن الأمر في الفترة الأخيرة اختلف تماما، وبدا واضحا تعمد إيران الإعلان على الملأ عن مشاريع فروع جامعاتها الكبرى في بلدان المنطقة، ومن ذلك مشروع جامعة «المصطفى» في العراق وتطوير فرع جامعة آزاد في لبنان، ثم إنشاء الكلية الطائفية في سوريا، الأمر الذي يؤكد أن النفوذ الإيراني في المنطقة لا يقتصر على تقديم الدعم العسكري والمالي للميليشيات والأحزاب والأنظمة الموالية بل يتعداه إلى تطوير القوة الناعمة المستدامة.

وتتخذ فروع الجامعات أشكالاً متنوعة. ففي دبي، تقدم مؤسستان إيرانيتان برامج دراسية كاملة. بينما في بيروت، تقدم جامعة إيرانية دورات فردية. وفي الدوحة، تقدم الجامعة برامجاً دراسية عبر الإنترنت فقط.

وقال ديفيد راحني، الأستاذ الإيراني في جامعة «بيس» الأمريكية إن «الجامعات الإيرانية خارج إيران لا تهدف بالضرورة للربح المادي، بل أكثر من ذلك لإعادة تأكيد أجندة إيران الاستراتيجية على المدى الطويل».

ويؤكد المحللون السياسيون أن إيران تسعى للحفاظ على مكانتها كأكبر دولة ذات غالبية شيعية في المنطقة. كما تسعى إلى جعل نفسها عنصراً ثقافياً وسياسياً واقتصادياً رئيسياً يربط بين الشرق الأوسط وآسيا، وبناء تحالفات مع عدد من الدول العربية التي يحظى فيها الشيعة بنفوذ سياسي كبير، ولا سيما مع العراق وسوريا والمجموعات الشيعية في لبنان.

استثمار سياسي في التعليم

يستثمر النظام الإيراني أموالا سياسية طائلة لتنفيذ مخططاته التوسعية في العالم العربي، ومن ذلك إنشاء فروع لجامعات إيرانية في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول المنطقة. وتتبع هذه الجامعات مؤسسات دينية مقربة من المرشد علي خامنئي وتروج لأيديولوجيا ولاية الفقيه، ومن أبرز هذه الجامعات:

جامعة المصطفى: لها فروع في 60 بلدا وتمرر أجندة الثورة الإيرانية تحت غطاء برامج ثقافية ودعائية وحقوقية. ومؤخرا تم الاتفاق على انشاء فرع للجامعة في منطقة الكاظمية في بغداد، وتملك فرعا في لبنان.

جامعة الفارابي: أول جامعة إيرانية في سوريا، وتم توقيع الاتفاق على افتتاحها سنة 2009، وهي فرع لجامعة إعداد المدرسين «تربية مدرس» الإيرانية.

جامعة آزاد الإسلامية: تعد ثاني أكبر جامعة في إيران بعد جامعة طهران، وإلى جانب الفروع التي سيتم إنشاؤها في مدن سورية مختلفة تملك الجامعة فرعا رئيسيا في لبنان.

تصدير الثورة «أكاديمياً»

يستثمر النظام الإيراني في إنشاء فروع لجامعات إيرانية في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول المنطقة والعالم. تتبع هذه الجامعات لمؤسسات دينية مقربة من المرشد علي خامنئي وتروج لأيديولوجيا «ولاية الفقيه»، من أبرز هذه الجامعات:

جامعة المصطفى: لها فروع في 60 بلدا وتمرر أجندة «تصدير الثورة» الإيرانية تحت غطاء برامج ثقافية ودعائية وحقوقية. ومؤخرا تم الاتفاق على إنشاء فرع للجامعة في منطقة الكاظمية في بغداد، وتملك فرعا في لبنان.

جامعة الفارابي: أول جامعة إيرانية في سوريا، وتم توقيع الاتفاق على افتتاحها سنة 2009، وهي فرع لجامعة إعداد المدرسين «تربية مدرس» الإيرانية.

جامعة آزاد الإسلامية: تعد ثاني أكبر جامعة بعد جامعة طهران وإلى جانب الفروع التي سيتم إنشاؤها في مدن سورية مختلفة تملك الجامعة فرعا رئيسيا في لبنان.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت