<< «الحوثيين» ليس لديهم أي مشاريع سياسية... ومشاريعهم هي «الحروب والدماء» لا أكثر
<< الاتفاق الإيراني النووي لم يتم التوقيع عليه إلا بعد «أنهار الدماء» اليمنية التي سالت
<< طهران تملك نفوذا وتنسيقا مع دول إقليمية تستخدمها لتمرير مشاريعها التوسعية
<< أي تخاذل في التعامل مع «الحوثيين» يعني التمكين للسيطرة الإيرانية على مقدرات اليمن
<< 7 آلاف معتقل من قيادات وكوادر حزب «المؤتمر» والناشطين اليمنيين في أيدي المليشيات
<< جماعة «الحوثي» نهبت وديعة في البنك المركزي يصل حجمها إلى ما يقارب 4 مليارات دولار
<< الميليشيا سرّحت قيادات الجيش والأمن واستبدلتها بموالين أو شيعة بشكل «عنصري» مقيت
<< اغتيال الرئيس علي صالح جريمة مدبرة خططت لها ومولتها إيران... ونفذتها الميليشيا
<< المؤسسات الدولية تنظر في إدراج الحوثيين كجماعة إرهابية منذ اغتيال «صالح»
- أجرى الحوار – شريف عبد الحميد:
أكد عبد الرحيم الفتيح، عضو اللجنة الدائمة لحزب «المؤتمر الشعبي العام» اليمني، ورئيس تحالف «تعز مسؤوليتي»، أن «الحوثيين» جماعة إرهابية تفرض سلطتها على المدنيين بالترهيب والاعتقالات خارج إطار الدولة، وأن الجماعة ليس لديها أي مشاريع سياسية، ومشاريعهم هي «الحروب والدماء» لا أكثر، مشددا على أن أي تخاذل في التعامل مع «الحوثيين» يعني التمكين للسيطرة الإيرانية على مقدرات اليمن.
وأضاف «الفتيح» في حوار لمجلة «إيران بوست» أن الاتفاق الإيراني النووي لم يتم التوقيع عليه إلا بعد «أنهار الدماء» اليمنية التي سالت، وأن طهران تملك نفوذا وتنسيقا مع دول إقليمية تستخدمها لتمرير مشاريعها التوسعية، معتبرا أن الدعم العربي للشرعية اليمنية مطلق ولا حدود له سياسيا ولوجستيا، ولكن الشرعية لا تملك أدنى حضور أو هيبة، وأن الحكومة الشرعية «جوفاء»، وكل ما يهمها هو اختلاس المال العام وحساباتها الخاصة، حسب تعبيره.. وإلى نص الحوار:
- تتشابك خيوط الأزمة في اليمن وتزداد تعقيدا كل يوم.. فما هي رؤيتكم لحل هذه الأزمة؟
- رؤيتنا لحل الأزمة اليمنية تتمثل في العمل على إعادة صياغة القرارات الأممية، وتصنيف الحوثيين كميليشيات إرهابية، فضلا عن العمل على الحل الشامل للأزمة، والذي يريده المجتمع الدولي، وهو التخلص من النفوذ الإيراني عبر الجماعه الحوثية الموالية لإيران والتي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، ترسيخ مؤسسات الدولة اليمنية القوية الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونحن نعتقد أن المحافظة على المصالح المشتركة للشعب اليمني لن يكون إلا بدعم حزب «المؤتمر الشعبي العام»، باعتباره الحزب الوسطي والمعتدل والأكثر حضورا على الساحة اليمنية منذ أعوام طويلة.
- كيف تسهم مليشيات «الحوثي» في تأزم الوضع في اليمن حاليا؟
- «الحوثيون» هم جماعة إرهابية تفرض وجودها وسلطتها على المدنيين بقوة الترهيب والاعتقالات التعسفية خارج إطار الدولة.
وتستغل الميليشيا الحوثية اللعب بالأزمات والتخلي عن مسؤولياتها وإغراق المجتمع اليمني في سلسلة أزمات متتابعة من أجل إشغالهم عن المشهد السياسي، وما تقوم به هذه الميليشيا بتصرفات صبيانية طائشة جميعها ستجر الوطن نحو الهاوية.
- كم عدد المعتقلين في أيدي المليشيات الحوثية؟
- العدد كل يوم في ازدياد، نظرا لأن الميليشيا الحوثية اعتقلت العديد من القواعد والناشطين المؤتمرين ومازالت تقوم بعملية الاعتقالات اليومية، وما تم حصره حتى الآن يتجاوز 7 آلاف معتقل من القيادات العليا وكوادر حزب «المؤتمر» الإعلامية والناشطين اليمنيين.
- ما هو حجم أموال الدولة التي استولت عليها المليشيات الحوثية؟
- كانت هناك وديعة في البنك المركزي اليمني يصل حجمها إلى ما يقارب 4 مليارات دولار، نُهبت من البنك إبان حكم ما تسمى بـ«اللجنة الثورية».
- في تقديركم.. هل تعود عجلة التاريخ إلى ما قبل عام 1994 ويتم تقسيم اليمن مجددا إلى «شمال وجنوب»؟
- ما سيتم هو إغراق اليمن شمالا وجنوبا في وحل ومستنقع صراع دام بين الجميع، تماما كما يحدث في سوريا والعراق وليبيا .
- يدعو حزب «المؤتمر الشعبي» إلى مصالحة وطنية، فما ترتيباتكم في هذا الشأن؟
- ثمة ترتيبات عظيمة وجهود جباره تقوم بها قيادة «المؤتمر» حتى الآن في سبيل إقناع الدول الشقيقة والصديقة والمتضررة بشكل رئيس من إطالة أمد الأزمة في اليمن، وأيضا العمل على خلق جو مناسب وإطار عام تلتقي فيه جميع مشارب وأطياف السياسة في المشهد اليمني، وسيتمخض هذا المشروع الوطني عن تطورات إيجابية بمشيئة الله، لأنه مشروع وطني الذي يبرهن من خلاله «المؤتمر» على أنه حزب الوطن قبل كل شيء، وأن جل أهدافه لا تصب إلا في الصالح العام للوطن .
- ما مدى سيطرة الجماعة الحوثية على الجيش والأمن والثروة في البلاد؟
- لقد عملت الميليشيا الحوثية على تسريح القيادات العسكرية والأمنية واستبدالها بقيادات مواليه لهم، أو من سلالتهم بشكل عنصري مقيت، وأيضا هناك الترقيات المهولة التي منحت للموالين لهم وبشكل عشوائي لتمكينهم من قيادات الجيش ووضعهم في رتب عسكرية رفيعة، وأيضا التحكم في راتب وقوت الجندي البسيط .
- هل هناك خريطة طريق يسير عليها «المؤتمر الشعبي» للتصدي للميلشيات؟
- يسعى «المؤتمر الشعبي العام» إلى استصدار قرار أممي ملزم بإيقاف الحرب ورفع الحصار من قبل المليشيات وتقديم المساعدات الغذائية والدوائية للمتضررين جراء الحرب.
ويعمل «المؤتمر الشعبي» في هذا الصدد على حده محاور رئيسة، تصب جميعها في إعادة استتباب الأمن والاستقرار وإعادة الحياة الطبيعية في البلاد لسالف عهدها.
- ما مدى استجابة المؤسسات الدولية لمساعي إدراج الحوثيين كجماعة إرهابية.. وما جهودكم في هذا الشأن؟
- المؤسسات والهيئات الدولية أصبحت اليوم تتعاطى مع هذا الملف بجدية وتتابعه باهتمام بالغ، خاصة بعد قيام تلك الميليشيا الحوثية بتنفيذ الجريمة المروعة التي اغتالت الوطن، وذلك باغتيال الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا، وكل من كان معهم أو رفض الخنوع والخضوع لتلك الميليشيا، التي ردت بحملة هستيرية اعتقالات تعسفية وتصفية أسرية بشعة.
وهذه الأحداث الدامية جعلت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية تتعاطى مع هذا الملف بالجدية اللازمة، ونحن نعمل معها سويا على استصدار قرار أممي بتصنيف الميليشيا الحوثية كجماعة إرهابية وجهودنا ستثمر في القريب العاجل بمشيئة الله.
- كيف خططت مليشيات الحوثي لاغتيال «صالح» وما حقيقة الدور الإيراني في هذا الصدد؟
- اغتيال «صالح» جريمة مدبرة خططت لها ومولتها إيران وقطر ونفذتها الميليشيا الحوثية، التي جمعت من أجل تنفيذ هذا المخطط الإجرامي البشع كل وسائلها وإمكاناتها وإرهابها وصلفها الوحشي، ونحن في المؤتمر نعكف على إعداد تقرير تفصيلي لما حدث بإذن الله .
- ما تأثير اغتيال الرئيس الراحل على تطورات الأزمة اليمنية؟
- الأزمة اليمنية دخلت نفق مظلم ومنعطف خطير بعد اغتيال الزعيم الشهيد علي صالح ورفيقه «الزوكا»، فمنذ انتفاضة ديسمبر المؤلمة اتخذت الأزمة اليمنية مسارات متهورة وطائشة وجميعها تنذر بالهلاك للأمن القومي اليمني، وإغراق اليمن أكثر في حلقات إرهابية لا يمكن التخلص منها بسهولة، والمجتمع الدولي يدرك ذلك جيدا.
الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح كان بمثابة صخرة صماء أمام تنفيذ المشاريع الهدامة للميليشيا لصالح الأجندات الإيرانية واغتياله كان ضرورة قصوى خاصة لما يحظى به الزعيم من ذكاء سياسي وحنكة وشجاعة وكان الزعيم الشهيد ينتصر دوما لقضايا الوطن .واغتياله تم في منزله وذلك بعد معارك ضارية وشرسة استخدمت فيها الميليشيا آلاف مؤلفة من المقاتلين العقائديين وعشرات الدبابات والمدفعية والأسلحة الرشاشة وخيروه بين الذل والخنوع أو الشرف والرجولة فاختار الشهادة بشرف وفي سبيل الدفاع عن الجمهورية والوحده والديمقراطية التي عاش وناضل من أجلها ورسخها بكل جهده وكانت شغله الشاغل سواء وهو في منصب رئيس الجمهورية أو في منصبه بالمؤتمر الشعبي العام.
توضيح مهم.. أولا أن المشاهد التي تم توثيقها ونشرها هي مشاهد «تمثيلية» ليس إلا وتم تصويرها بعد اغتيال الزعيم بساعات وذلك من أجل إرهاب المؤيدين للشهيد الزعيم وأيضا استكمالا للمخطط الإيراني الذي صرح به عبداللهيان بأن أي حاكم سيخرج عن الهيمنة الإيرانية سيكون مصيره كـ«صالح».
- هل يقبل الحوثيون التحول إلى كيان سياسي شرعي والاندماج في الحياة السياسية اليمنية؟
- ما نعرفه عن هذه الميليشيا هو الجهل المطبق، فليس لديهم أي مشاريع سياسية مشاريعهم هي الحروب والدماء لا أكثر، وتاريخ نشأتهم ومراحل تطور تلك الميليشيا معلوم للقاصي والداني.
ومن وجهة نظري، أستبعد أن تتحول الميليشيا إلى كيان أو مكون سياسي كـ«حزب الله» اللبناني مثلا، وذلك بسبب التجنيد والتبعية المطلقه للأجندات الإيرانية التي تلتزم بها وتنفذها هذه الميليشيا غير مبالية بأي اعتبار للسيادة الوطنية اليمنية.
- كيف ترون الدعم العربي للشرعية في اليمن.. وهل هو كاف لإعادة الاستقرار إلى البلاد؟
- الدعم العربي للشرعية مطلق ولا حدود له سياسيا وماليا ولوجستيا، ولكن الشرعية لا تملك أدنى حضور وهيبة لكينونتها في المناطق المحررة، وأصبحت هذه الحكومة الشرعية «جوفاء»، وكل ما لديهم هو مشاريع اختلاس المال العام وكيف تتطور حساباتهم الخاصة.
- ماذا تريد إيران من اليمن ومحيطه الإقليمي؟
- إيران استفادت وتستفيد بشكل كبير من إطالة أمد الأزمة اليمنية، فالاتفاق الإيراني النووي لم يتم التوقيع عليه إلا بعد «أنهار الدماء» اليمنية التي سالت بسبب حماقات وطيش وصبيانية الميليشيا الحوثية، الذين تقدم لهم إيران مساعدات واستشارات عسكرية، وهذا أصبح أمرا جليا ولا يمكن إخفاؤه.
ومن المسلم به أن إيران تريد الهيمنة والنفوذ والسطو على البترول العربي، والتحكم في الخليج بالكامل، وفرض هيمنتها عليه، والمشروع الإيراني «خطير للغاية».
- ما قراءتك للتقرير الدولي الذي كشف عن ضلوع طهران في تزويد الحوثيين بالصواريخ؟
- إيران قدمت العديد من الخبراء العسكريين للحوثيين، وهي تمدهم بتقنيات حديثة خاصة بتطوير الأسلحة والصواريخ الباليستية، ولن ننسى تصريح قائد «الحرس الثوري» الإيراني بأن طهران تعتزم إقامة قاعدة عسكرية في اليمن.
هذا على الصعيد العسكري واللوجستي، أما على الصعيد السياسي، فإن إيران تملك نفوذا وتنسيقا مع دول إقليمية تستخدمها لتمرير مشاريعها التوسعية مثل قطر، وأيضا بالتنسيق مع بعض الدول الكبرى، وأنا أؤكد هنا أن تمكين الحوثيين هو تمكين لإيران، وأي تخاذل أو تهاون في التعامل مع الحوثيين يعني التمكين للسيطرة الإيرانية على مقدرات اليمن.
- أخيرا.. ما هي رؤيتكم لمستقبل الأزمة اليمينة.. هل يمكن حل هذه الأزمة سلميا؟
- رؤيتنا هي الوطن وسلامته واستقراره وأمنه وسلمه العام قبل كل شيء، ونحن نرى فرص الحل السلمي مازالت سارية وتلوح في الأفق بوادر حل سلمي في القريب العاجل بإذن الله، إذا التزمت الميليشيا بعهودها أمام المجتمع الدولي وبالتخلي عن السلاح. وإذا لم يتحقق ذلك، فلدى المجتمع الدولي خيارات أخرى.
وقد أطلقت حملة تغريدات مطالبة برفع العقوبات عن السفير أحمد علي كونه ورقة الحل الوحيدة للخروج من النفق المظلم الذي أدخلتنا إليه المليشيا الحوثية وتحركنا في هذا الصدد على شتى المحاور ومازلنا بهذا الصدد وسنظل حتى رفع العقوبات عنه.