<< الأمن البحريني يقبض على 116 عنصرا إرهابيا منهم 48 تدربوا على أيدي «الحرس الثوري»
<< التنظيم نفذ تفجيرا إرهابيا في حافلة شرطة أسفر عن استشهاد شرطي وإصابة 9 آخرين
<< وزير الداخلية البحريني: إحباط 19 مخططاً كان الإرهابيون ينوون تنفيذها لضرب استقرار البلاد
كتب – شريف عبد الحميد
في عملية أمنية كبرى، تمكنت السلطة البحرينية مطلع مارس الماضي من القبض على 116 عنصرا إرهابيا مدعومين من نظام الملالي الحاكم في طهران، منهم 48 عنصرا تدربوا على أيدي فرقة «الحرس الثوري» الإيرانية الإجرامية، وتنوعت أدوارهم بين التخطيط والإعداد وتنفيذ الأعمال الإرهابية لضرب استقرار المملكة.
وكشفت تحريات الأمن البحريني الذي وجه ضربة قاضية إلى عملاء إيران، عن أن العناصر المقبوض عليها ينتمون إلى تنظيم إرهابي عمل «الحرس الثوري» على تشكيله من خلال توحيد عدة تنظيمات إرهابية تابعة له وضمها في إطار واحد، إثر نجاح الأجهزة الأمنية البحرينية في توجيه ضربات موجعة لهذه التنظيمات الإرهابية التي تعيث في أرض البحرين فسادا وإفسادا.
وأكد الأمن أن نظام الملالي يقف وراء دعم وتمويل وتدريب عناصر هذا التنظيم، بدعم من أذرعه الإرهابية الخارجية، ومنها كتائب «عصائب أهل الحق» الإرهابية العراقية، و«حزب الله» اللبناني، من خلال تكثيف عمليات تجنيد العناصر الإرهابية بالداخل والترتيب والتنسيق لتدريبها في المعسكرات الإرهابية وتزويدهم بالأموال والأسلحة النارية والعبوات الناسفة»، مؤكدا ان التنظيم كان يخطط لاستهداف قيادات ومنسوبي الأجهزة الأمنية والدوريات وحافلات نقل رجال الأمن، بالإضافة إلى منشآت نفطية وحيوية، بغرض الإخلال بالأمن والنظام العام وضرب الاقتصاد الوطني.
إحباط مخطط إرهابي كبير
ذكر بيان وزارة الداخلية البحرينية أنه «في إطار الجهود الأمنية المبذولة لحفظ أمن الوطن، تم القبض على أحد العناصر الإرهابية الخطرة فيما هرب شريكه الثاني إلى إيران بعد تنفيذهما التفجير الإرهابي بحافلة لنقل الشرطة في 27 أكتوبر 2017، ما أسفر عن استشهاد الشرطي سلمان أنجم وإصابة تسعة آخرين، حيث عمل الاثنان ضمن خلية إرهابية، خططت وأعدت ونفذت سلسلة من الأعمال الإرهابية، وهي مرتبطة بعناصر إرهابية هاربة وموجودة في إيران وتجمعها صلات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، وساهم الكشف عن هذه الخلية الإرهابية، في إحباط مخطط كبير كان يستهدف شخصيات عامة في الدولة بالإضافة إلى 3 مواقع لأنابيب النفط في البلاد، وذلك بعد أن قامت المجموعة برصدها والشروع في تجهيز العبوات الناسفة لاستخدامها في تنفيذ هذا المخطط الآثم».
وتلقى عناصر الخلية الإرهابية تدريبات مكثفة في معسكرات «الحرس الثوري» على استخدام وتصنيع المواد المتفجرة والأسلحة النارية، بجانب توفير الدعم والتمويل المادي واللوجستي، عن طريق عناصر إرهابية هاربة وموجودة في إيران، حيث سافر أعضاء الخلية في أكتوبر 2011 برا إلى سوريا ومنها إلى إيران من دون ختم جوازات السفر في المنافذ السورية والإيرانية، كما قاموا بالسفر إلى إيران مرة أخرى في يوليو من العام الماضي 2017.
وأسفرت عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات عن أن هذه المجموعات الإرهابية، تُدار بإشراف مباشر من حيث التمويل والتخطيط والتنفيذ من جانب قيادات إرهابية بحرينية هاربة تعيش في إيران والعراق ولبنان، ومن أبرزهم عقيل الساري ومرتضى السندي وقاسم المؤمن، حيث تتولى هذه القيادات تكثيف عمليات تجنيد العناصر الإرهابية في الداخل والترتيب والتنسيق لتدريبها في معسكرات مخصصة لذلك، ومن ثم تزويدها بالأموال والأسلحة النارية والعبوات الناسفة لتنفيذ الأعمال الإرهابية.
وأشارت التحريات إلى أن 48 من بين المقبوض عليهم، والبالغ عددهم 116 من العناصر الإرهابية، تلقوا تدريبات في معسكرات تابعة لـ«الحرس» في إيران وأذرعه الخارجية في العراق ولبنان.
وفي هذا الصدد، ضبطت السلطات الأمنية البحرينية عددا من المواقع التي تستعمل في تصنيع وتخزين العبوات المتفجرة لاستخدامها في تنفيذ الأعمال الإرهابية، ومنها حوالى 42 كيلو جرام من مادتى C4 وTNT شديدة الانفجار، وأكثر من 757 كجم من مادة «نترات اليوريا».
كما تم العثور كذلك على أسلحة كلاشينكوف ومسدسات وطلقات نارية وصواعق، وعدد من القنابل المغناطيسية واليدوية، وعدد من العبوات المضادة للأفراد والمركبات المصفحة والخارقة للدروع، والمركبات التي تم استخدامها في عمليات نقل المواد المتفجرة، و4 قذائف متشظية، يتم إطلاقها بواسطة قاذف RPG وتستخدم لتدمير العربات خفيفة التصفح وتلحق إصابات مميتة بالأفراد واتضح بعد فحصها من قبل المختبر الجنائي، تطابق ثلاث منها في المواصفات مع عبوة PG7 والتي يتم إنتاجها في المصانع الحربية الإيرانية.
قائمة جرائم الخلية الإرهابية
استأجر أفراد الخلية بعد عودتهم من إيران شقة سكنية لاستخدامها كورشة لتصنيع العبوات الناسفة، حيث ضُبطت به في الشقة مجموعة من المواد التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة والتي وضع بعضها في حواجز مطاطية مماثلة لتلك التي استخدمت في التفجير الذي طال حافلة الشرطة في نوفمبر الماضي.
ومن بين الأعمال الإرهابية التي نفذتها الخلية الإجرامية استهداف دورية شرطة بمنطقة سترة في 12 فبراير 2017 وأخرى في 14 من الشهر نفسه بذات المنطقة عن طريق عبوات ناسفة، قامت الخلية بتصنيعها، حيث تضررت 3 سيارات مدنية بجانب عدد من الممتلكات العامة والخاصة.
ورصدت الخلية دورية شرطة واستهدفتها في 13 أغسطس 2017 باستخدام عبوة متفجرة، نتجت عنها أضرار مادية، فضلا عن التخطيط وتجهيز العبوة الناسفة وتفجيرها في الديه في 2 أكتوبر 2017 مما أسفر عن إصابة 5 من رجال الشرطة أثناء تأمين موسم عاشوراء.
واستهدفت الخلية كذلك حافلة لنقل الشرطة في 27 أكتوبر 2017 أثناء مرورها على شارع خليفة بن سلمان باتجاه المنامة، باستخدام قنبلة محلية الصنع تم تفجيرها عن بعد، بعد وضعها في حاجز مطاطي، مما أسفر عن استشهاد الشرطي سلمان أنجم وإصابة تسعة آخرين، تراوحت إصاباتهم بين بليغة ومتوسطة بجانب إحداث تلفيات بسيارة مدنية.
وعمدت الخلية الإرهابية إلى سرقة لوحات سيارات خاصة ومركبات ثقيلة واستخدامها في عملياتهم الإرهابية عن طريق وضعها على السيارات التي استعانوا بها في تنفيذ جرائمهم.
من جانبه، كشف الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، وزير الداخلية البحريني، عن أنه تم إحباط 19 مخططاً كان الإرهابيون ينوون تنفيذها خلال العام المنصرم، ومنها الشروع في عملية اغتيال عدد من المسؤولين والشخصيات العامة، واستهداف رجال الأمن وحرق وتدمير المنشآت النفطية، وذلك خلال عملية لجمع المعلومات عن العناصر والتنظيمات التي تنشط في الساحة الأمنية.
وأوضح «آل خليفة» أن «وزارة الداخلية أحبطت 19 مخططاً إرهابياً لزعزعة أمن واستقرار البحرين، وقد نفذنا أكثر من 100 مهمة أمنية شملت 42 منشأة، ومن خلال مراقبة تطور الموقف ونتيجة للعمل المكثف والمستمر اتضح لنا أن الخلايا الإرهابية كانت مسؤولة عن تخزين الأسلحة والتجهيزات التي تدخل في صناعة المتفجرات، ونقل وتوزيع العبوات والأموال».
وأشار الوزير إلى أن «هذه الخلايا تمت إدارتها من العناصر الموجودة في إيران، وتقوم بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان، من أجل تدريب العناصر الإرهابية»، وأكد أن هؤلاء الأشخاص لن يتركوا دون حساب وإن كانت الدول التي يقيمون فيها لا تتعاون مع منظمة الإنتربول ولا تلتزم بنشراتها الحمراء ولا عن طريق التنسيق الثنائي المباشر.
وفي حين نفت طهران رسميا ضلوعها في المؤامرة الأخيرة ضد البحرين، شُيع في مدينة «قم» الإيرانية مؤخرا جثامين 3 إرهابيين بحرينيين لقوا مصارعهم على يد قوات الأمن، وعُثر على جثثهم في المياه الدولية بالخليج العربي.
والغريب أنه رغم النفي الرسمي، اعتبرت طهران الإرهابيين الثلاثة، وهم سيد قاسم خليل درويش وميثم علي ابراهيم وسيد محمود سيد عادل كاظم، «شهداء عند ربهم يُرزقون»!

