لا شك أن هذه مسألة صعبة للغاية ومع ذلك فإنه لا مفر من مواجهتها على الامدين المتوسط والبعيد فالشيعة هم جيراننا ويعيشون بيننا ولا بد أن نتعايش معهم ويتعايشوا معنا في جميع الاحوال.
فنحن لن نهاجر إلى كوكب آخر أو إلى مجرة أخرى وهم كذلك لن يهاجرو إلى كوكب آخر أو إلى مجرة أخرى مما يوجب علينا وعيلهم التعايش على أساس الإحترام المتبادل. وإذا أصروا على تكفيرنا فحسابهم على الله فنحن في نهاية المطاف لا نحصل على شهادات الإنتماء للاسلام ودخول الجنة من الشيعة أومن أحد من بني البشر بل نحصل عليها من رب العالمين. لكننا نطلب منهم أن يتوقفوا عن سب صحابة رسول الله وامهات المؤمنين ونصر على ذلك إصرارا فهذا خط أحمر بل هو الخط الاحمر لأن من شأن ذلك ِ خلق التوتر الطائفي والعبث بالسلم الأهلي والجميع يدرك عواقب الشحن الطائفي .
لكن القوم يؤكدون في كل مناسبة أن سب صحابة رسول الله وأزواجه هو جزء لا يتحزء من مذهبهم ولا يمكن التوقف عنه تحت أي ظرق من الظروف . لذلك علينا أن لا نفرط في التفاؤل لدى الإجابة على التساؤل المطروح لأن المشلكة ذات طابع عقدي وتستلزم حلولا غير تقليدية ونفس طويل وصبر ومشقة لأن ما أفرزته القرون الطويلة لا يمكن إصلاحه بجرة قلم أو من خلال ندوة أو محاضرة أومؤتمر.
يعتقد الشيعة أنهم على حق ونحن- أهل السنة والجماعة- نعتقد أبضا أننا على حق مثلما هو الحال مع أتباع سائر الأديان والطوائف والمعتقدات فكل شخص يعتقد أنه على الصراط المستقيم. قال تعالى " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون."
وعليه يتوجب علينا أن نستنزف كل السبل الحضارية للتحاور مع القوم من خلال وسائل الاعلام الحديثة وخاصة الفضائيات ووسائل الاتصال الاجتماعي وغيرها.
ولقد أحدثت فضائيات الدعوة مثل قناتي "صفا" و " وصال" وغيرها أثرا إجابيا في جعل كثير من الشيعة يعودون إلى الطريق المستقيم.
صحيح أن هناك كثيرا من الشيعة المتعصبين لمذهبهم وهولاء لا يرجى صلاحهم بسهولة فهناك دائما فئة من الناس لن يقبلو الحقيقة كفرا وجحودا وعنادا.
ولكن في مقابل هؤلاء هناك الملايين من الشيعة الجهلة والمغرر بهم علما أن جل الشيعة يتلقون دينهم من المعممين وليس من كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة.
وأود أن أكرر وأؤكد هنا إن أفضل وسيلة لمواجهة الشيعة هي القرآن الكريم فالتشيع المذهبي والقرآن الكريم على طرفي نقيض كما أشرنا في مناسبلت عديدة.
ولذلك على كل المحاورين والمجادلين والدعاة السنة أن يتذكروا هذا الامر لدى مجادلة ومحاورة القوم.
فهم يفتقرون الى سند يسند عقيدتهم من القرآن الكريم ولذلك تراهم يهربون من القرآن إلى بحار الانوار والكافي وغيرهما من كتب الروايات التي أقل ما يقال فيها أنه لا يعول على مصداقيتها.
وسيحاول الشيعة اعتماد الاساليب التقليدية لتمييع المسألة بمحاولة جر المحاور السني إلى عالم الروايات-روايات الحديث والروايات التاريخية و الى الدولة الاموية ومن أحق بالخلافة وغدير خم ورزية الحميس وضلع الزهراء وحديث المنزلة , الخ.
ولكن عقائد الاسلام الأساسية لا تثبت بالروايات التاريخية ولا حتى بروايات الحديث وحدها دون أن تجد لها تغطية راسخة من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وعموما فإنه من غير المحبذ أن نجادل القوم في الفروع ونحن لا نتفق معهم في الأصول.
فما جدوى الجدل معهم في مواضيع مثل رزية الخميس وأرض فدك وغدير خم وضلع الزهراء ونحن نختلف معهم حول سلامة القرآن من التحريف والامامة الإلهية؟
إن الاصرار على أن يكون كتاب الله هو المرجع في الحوار مع القوم يشكل نقطة البداية الصحيحة, فهم لن يستطيعوا القول "لا نقبل القرآن" وفي نفس الوقت لن يكشفوا عن عقيدتم بالتحريف لأن ذلك سيفضحهم على رؤوس الأسشهاد.
نعم سوف يأتون بتأويلات غريبة وسخيفة للآيات البينات والمتشابهات لكن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا ومهما حاولوا تحريف الكلم عن مواضعه فإن القرآن سيفضحهم ويفضح فهمهم السقيم لكتاب الله.
وعلى المحاور السني أن يكون عالما بكتاب الله وسنة رسوله وعالما بالتاريخ الاسلامي كما ينبغي أن يكون أيضا على معرفة عميقة يعقائد ومعتقدات القوم وأساليبهم في الجدل وهي أساليب ملتوية بامتياز. فعلى سبيل المثال نرى القوم يبدأون المسرحية بيزيد بن معاوية لكن هدفهم الحقيقي هو الوصول إلى محطة الصديق أبي بكر والفاروق عمر والخلفاء الراشدين لإثبات "عدم شرعيتهم." ولذلك ينبغي عدم إعطائهم الفرصة للعب على أوتار الروايات التاريخية.
ويقوم المحاورون الشيعة دائما بالاقتباس من كتب أهل السنة مثل الصحاح وغيرها علما أنهم يكفرون بهذه الكتب مثلما يكفر علماؤهم أهل السنة جميعا بل كل من لا يتبع مذهبهم حتى لو كان شيعيا.
وقد ثبت مرات عديدة أن الشيعة لا يتوخون الامانة لدى الاقتباس من المراجع السنية فهم يحذفون أو يزيدون أو يجتزئون أو يخرجون الكلام خارج سياقه فالحذر الحذر من الوقوع في مصائدهم.
وقد علم في السنوات الاخيرة أن بعض الدوائرالشيعية تقوم بطباعة كتب ومراجع سنية تزخر بالتحريف والزيادة والحذف ويكتب كذبا وزورا على أغلفة تلك الكتب "طبع في القاهرة" و "طبع في الرياض" "وطبع في عمان" ونحوذلك. ولذلك على السلطات المعنية في مختلف البلدان العربية أن تكون متيقظة إلى أبعد الحدود لمحاصرة وكشف المؤامرات الايرانية لنشر التشيع المذهبي وإفساد عقيدة المسلمين.
وعلى المسلمين من أهل السنة والجماعة وهم من يحمل أمرهذا الدين ويحافظ عليه ويسهر على نقائه من البدع ان يزيدوا كما ونوعا من البرامج الموحهة الى الداخل الإيراني.
وفي هذا الاطار يرى الكاتب ضرورة إقامة مزيد من الفضائيات الناطقة باللغة الفارسية والأذرية واللغات الإيرانية الأخرى وأن يكون مقدمو البرامج الحوارية من الناطقين الأصليين بتلك اللغات ومن المتضلعين في العلوم الشرعية وفنون المناظرة والجدل.
وينبغي أيضا التمسك بهدوء الاعصاب و الابتعاد قدر الامكان عن الاستفزاز لأن الهدف هو هداية القوم إلى الحق والله سبحانه يقول "أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن."
ومن الضروري للغاية إظهار محبة أهل السنة والجماعة لأهل البيت وتفنيد معتقدات ومزاعم الشيعة الشيعة بأن أهل السنة يبغضون أهل البيت.
ويحبذ الاستشهاد دائما بالمنصفين من العلماء الشيعة الذين يفرقون بين التشيع الصفوي القائم على تكفير الصحابة والنيل منهم والقول بتحريف كتاب الله ومن جهة أخرى إظهار المودة والمحبة لاهل بيت رسول الله صلى اله عليه وسلم .
وفي هذا الإطار يحبذ أيضا ان يصار إلى إعداد البرامج الاحترافية حول سيرة الإمام علي وغيره من أهل بيت رسول الله فلعل ذلك يسهم في دحض وتفنيد الاكاذيب التي زرعها المعممون في عقول عامة الشيعة من قبيل الزعم بأن اهل السنة يبغضون أهل البيت.
ويوصي هذا الكاتب بالتركيز على دحض خرافة الامامة الإلهية التي يقوم عليها الدين الشيعي الامامي فإذا نجحنا في خلخلة هذه العقيدة الفاسدة في نفوس معتقديها فسنكون قطعنا شوطا طويلا في هدم التشيع المذهبي الصفوي.
كذلك ينبغي العمل تدريجيا على هدم فرية الشيعة حول ما يسمى "بالوهابيين" فلا يوجد في حقيقة الامر شيئ إسمه الوهابيون فكل مسلم سني هو "وهابي" و كافر بالنسبة للشيعة الصفوية.
ويمكن أيضا تحدي المتصلين أو المحاورين الشيعة بل عامة المشاهدين من خلال البرامج الحوارية بأن يذكروا تناقضا واحدا بين كتاب الله من جهة وكتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب من جهة أخرى.
ويوصي المؤلف باستخدام المقارنات المصحوبة بالمؤثرات الصورية والصوتية مثل عرض أفلام وصور لأطفال سنة يتعلمون القرآن ويتلونه في سكينة ووقار وجلال وفي المقابل عرض صور لأطفال شيعة وهم يخضعون لطقوس التطبير البشعة بمناسبة عاشوراة حيث يجرحون رؤوسهم بالخناجر والسكاكين ويسفكون دماءهم حزنا على الحسين وحقدا على أهل السنة علما أن بعض هولاء الاطفال قد ماتوا بسبب ممارستهم لهذه الطقوس الوثنية التي ما أنزل الله بها من سلطان؟
ويوصي الكاتب أيضا بإنشاء جامعة إفتراضية يصار من خلالها إلى تدريب وإعداد مختصين للتصدي للتشيع المذهبي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن في هذا المجال الاستفادة من بعض الاساليب العلمية التي تستند الى علم النفس وعلم الاجتماع.
أخيرا وليس آخرا, ينبغي أن يتجرد المحاور أو الداعية السني من كل ما عساه أن يضعف حجته ويشوش رسالته وأن يكون مخلصا لله وأن لا يكون هدفه الدفاع عن دولة معينة أو نظام سياسي معين أو حزب معين فالولاء ينبغي أن يكون دائما لله ولكتاب الله ولدين الله.
أما على مستوى التعامل الفردي في مكان العمل أو في الجامعة ونحو ذلك فينبغي التعمل مع القوم على قاعدة "لست بالخب ولا الخب يخدعني." ومع ذلك علينا إظهار شيء من المودة نحوهم كأفراد –ليس حبا في معتقداتهم الشركية بالطبع - ولكن طمعا في هدايتهم إلى سواء السبيل.
فلنتخلق دائما بأخلاق الاسلام السامية فكل إناء بالذي فيه ينضح كما قال الشاعر:
فلا غرو أنا قد عفونا وجرتموا فكل إناء بالذي فيه ينضح
فالمسلم لا يكذب ولا يخون ولا يغدر حتى لو صدرت مثل هذه الأخلاق من غير المسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "أد الامانة لمن إئتمنك ولا تخن خانك."
كما أن على المسلم أن يحاول قدر الإمكان كتم غيظه حتى لو تعمد أحدهم المجاهرة بسب رموزنا كما يفعلون غالبا فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين و بافي الائمة هم في نهاية المطاف سادة أهل السنة والجماعة ومحظورعلينا سبهم أو الإساءة اليهم في أي حال من الاحوال, فلربما هم أي الشيعة يتشوقون لرؤيتنا نفعل ما يفعلون هم حتى نكون سواء وحتى يتسنى لهم إثبات فريتهم أن أهل السنة يكرهون أهل البيت ويسبونهم, لكننا معشر أهل السنة والجماعة أولى الناس حبا لأهل بيت رسول الله من هؤلاء المشركين الذين قال فيهم المولى:( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) ( 165 )
نعم إننا لا نكاد نحتمل سماع أو مشاهدة أحد يسب صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين. لكن ردود فعلنا يجب أن تبقى في حدود المسموح به شرعا وإلا نكون وقعنا في مصائدهم.
إن الامر يشبه تعاملنا مع بعض النصارى, فهل إذا تعرض نصراني حاقد إلى الاسلام بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم نرد عليه بسب عيسى عليه الصلاة والسلام؟ لا, حاشا وكلا. فنحن أولى بعيسى بن مريم من النصارى, ونحن كذلك أولى من الشيعة بعلي بن أبي طالب والزهراء والائمة فهم أئمتنا رضي الله عنهم أجمعين.
على أية حال فإن الطريق الأنجى والسبيل الأسلم لأهل السنة والجماعة في تعاملهم مع الشيعة وغير الشيعة هو أن يحصلوا على مزيد من أسباب المنعة والقوة سياسيا واقتصاديا وخاصة عسكريا لأن الذئاب لا تعدوا إلا على الضعفاء والمطموع فيهم كما قال الشاعر:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقى صولة المستأسد الضاري
نعم إن حقد الشيعة على اهل التوحيد لن يزول ما دام هذا المذهب الخبيث على قيد الحياة. لكن حصولنا على أسباب القوة والمنعة من شأنه أن يحيد حقدهم فيصبح حقدا عاجزا عقيما لن ينال منا, كما قال المولى "لن يضروكم إلا إذا وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون"
المصدر|مصر العربية