تصنف المنظمات الدولية إيران من أكبر السجون الخمسة الأولى للصحفيين بالعالم حيث ذكر التقرير السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" المعني بحرية الصحافة وحماية حقوق الصحفيين حول العالم، أن كلا من الصين وتركيا وسوريا وإيران وفيتنام ضمت أكبر عدد من الصحفيين المسجونين في العالم حتى بداية العام الجاري.
وقامت أجهزة إيران الأمنية بسجن 23 صحفياً وملاحقة عشرات النشطاء عبر مواقع التواصل واستدعائهم واعتقالهم وسجن الكثير منهم.
أما منظمة " هيومن رايتس ووتش " فكشفت في تقريرها العالمي 2018 أن سجل الحكومة الإيرانية الحقوقي في العام 2017 كان سيئا وتخلله القمع والانتهاكات المتعلقة بكل من حرية التعبير، حيث استدعت قوات الأمن والاستخبارات عشرات الصحفيين والناشطين البارزين على مواقع التواصل الاجتماعي، وضايقتهم واعتقلت بعضا منهم، حسب العربية نت.
وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" ذكرت في تقرير لها حول إيران في أغسطس/آب الماضي، أن فترة حكم الرئيس الإيراني حسن روحاني الأولى شهدت حملة قمع واسعة ضد الصحفيين وطالبته بتطبيق ما وعد به حول ضمان حرية الصحافة خلال ولايته الثانية. كما ذكرت أن حوالي 200 مراسل وصحفي تم استدعاؤهم واستجوابهم من قبل الأجهزة الأمنية وصدرت ضد 32 منهم أحكام بالحبس لمدد طويلة من قبل القضاء تتراوح بين 3 و16 عاما، وذلك خلال الولاية الأولى من رئاسة روحاني.
ومن أبرز الصحفيين المسجونين هي الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، نائبة رئيس "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان" المحظور حيث منحتها "منظمة مراسلون بلا حدود" جائزتها كـ "بطلة الإعلام للعام 2016"، حيث قالت إنها جديرة بهذه الجائزة "لصمودها ومقاومتها رغم التعذيب والضغوط التي تعرضت لها على يد السلطات".
في مارس/آذار من العام الماضي، اعتقلت وزارة الاستخبارات الصحفيتين هنغامة شهيدي وزينب کریمیان واحتجزتهما 5 أشهر تقريبا، قبل أن تطلق سراحهما في 29 أغسطس/آب.
كما اعتقلت وكالة الاستخبارات القضائية، ساسان آقايي (34 عاما)، نائب رئيس تحرير صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، ويغما فخشامي، صحفي في موقع "ديدبان" الإيراني، من مكتبيهما في طهران في 13 و22 أغسطس/آب الماضي على التوالي، بتهم الدعاية ضد النظام بسبب كشفهما ملفات فساد حكومية.
وفي يونيو/حزيران الماضي حكمت محكمة في طهران بالسجن 6 أشهر ضد الصحفي الإصلاحي البارز عيسى سحرخيز، وهو مدير المطبوعات بعهد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، وذلك لاتهامه بانتقاد ملفات الفساد المالي لرئيس السلطة القضائية آية الله صادق آملي لاريجاني، المتهم بامتلاكه 63 حسابا شخصيا في البنوك تدر له أرباحا بالمليارات شهريا من فوائد الكفالات المالية للمواطنين الذين لديهم قضايا في المحاكم.
وجاء هذا الحكم ضد سحر خيز، بعد الإفراج عنه في 25 إبريل الماضي، بعد أكثر من عام ونصف قضاها في السجن بتهمة "نشر الأكاذيب لصالح الأعداء"، بسبب مقالاته المنتقدة للسلطات.
يذكر أن "مراسلون بلا حدود" تصنف إيران في صدر قائمة الدول المنتهكة لحرية الإعلام، حيث تحتل إيران المرتبة 169 من بين 180 دولة في مجال حرية الصحافة.