الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

دراسة: 37% نسبة زواج «المتعة» بين المراهقين والشباب في إيران

في العمق - أسماء السعيد | Wed, Mar 7, 2018 2:19 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

<< مدن مشهد وطهران وأصفهان تتصدر الدراسة... ونسبة الرجال 35% والنساء 65%

<< الإحصائيات تؤكد أن 84% من الشباب الإيراني جربوا زواج المتعة

ذكرت صحيفة "شهروند" الإيرانية، في تقرير لها، أن زواج "المتعة" منتشر بشكل كبير في إيران، خاصة بين أوساط المراهقين والشباب، حيث أكدت الإحصائيات التي أجرتها الصحيفة، أن 84% من الشباب الإيراني جربوا هذا النوع من الزواج.

وأوضحت "شهروند" أن نتائج الدراسة التي أجرتها على 216 شخصًا، أظهرت أن 36.84% ممن شملهم الاستطلاع وتقل أعمارهم عن 18 عامًا، دخلوا أيضًا في تجربة زواج المتعة أو مايُسمى زواج "الصيغة" في إيران.

وأضافت الصحيفة أن الدراسة التي أجرتها على 216 حالة زواج متعة، بلغت نسبة الحالات للرجال 35%، بينما بلغت للنساء 65%، كما شمل الاستطلاع ثلاث مدن إيرانية كبرى، هي مشهد وطهران وأصفهان.

وعن الأسباب التي تدفع الرجال لزواج المتعة، ذكرت شهروند أن الإحصائيات أكدت أن 61% ممن جربوا زواج المتعة كانت بدوافع جنسية، مضيفة أن 31.1% ممن شاركوا في الدراسة اختاروا هذا الزواج، بسبب العلاقات العاطفية بين الطرفين، و 9.8% لجأوا إلى زواج المتعة، لدوافع مادية بسبب الفقر بين الأسر الإيرانية.

و أشارت نتائج التحقيق الاستقصائي الذي قامت به الصحيفة، إلى أن هناك عوامل مختلفة تهيئ الظروف لزواج المتعة، تتضمن عوامل إقتصادية ونفسية وجنسية، موضحةً أن البعض يستخدم زواج المتعة، للالتفاف على القانون الإيراني، الذي يحرم العلاقات بين الجنسين خارج إطار الزواج، لذلك فالشباب الذين ليس لديهم القدرة المالية للزواج، يتوجهون إلى زواج المتعة، فهو الخيار الأسهل، رغم أن أغلبهم لا يؤمن أصلا بزواج المتعة. 

وتطرقت الدراسة التي أجرتها الصحيفة إلى انتشار زواج المتعة بين القاصرين والقاصرات، حيث تبين الإحصائيات أن نسبة كبيرة من متزوجي المتعة تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

وأوضحت شهروند أن هناك تقنين لتزويج القاصرات للمتعة في إيران، حيث تنص المادة 1041 من القانون المدني الإيراني لعقد الزواج، على موافقة ولي الأمر لتزويج الفتاة قبل بلوغها 13 عامًا، وللذكور قبل بلوغهم 15 عامًا، مضيفةً أنه رغم وجود هذه المادة، فإن كثير من حالات زواج المتعة تمت تحت هذا السن.

ويترتب على زواج المتعة آثار كثيرة حسب ما قالت الصحيفة، أهمها تيسير زواج الأطفال، والحمل والإجهاض، فضلًا عن تدمير نفسية ضحايا هذه الزيجات من الأطفال القاصرين.

وفي تقرير سابق صدر عن جامعة قم الإيرانية الشهر الماضي، ذُكر أن مدينة قم تتصدر قائمة المدن الإيرانية في زواج المتعة، موضحًا أن زواج المتعة ماهو إلا محاولة لإضفاء الشرعية على البغاء.

ومن المعروف أن  "زواج المتعة" أو ما يُسمى بـ "الزواج المؤقت" يشرعه المذهب الشيعي ونظام الحكم في إيران، وفيه يُحدد الزوجان مدة لعقد الزواج، بمجرد انتهائها يكون الطلاق قد وقع، ولارتباط نظام ولاية الفقيه في إيران بالمذهب الشيعي، أصبح النظام من أكثر المدافعين والمروجين لهذا النوع من "العقد" الذي ظاهره الزواج وباطنه الزنا، بحسب وصف الإيرانيين الرافضين له.

و كان وزير الداخلية الإيراني الأسبق، بور محمدي، قد واجه انتقادات لاذعة من ناشطات إيرانيات منذ عدة سنوات، بسبب دعوته إلى إشاعة الزواج المؤقت "زواج المتعة" لمواجهة الكبت الجنسي  لدى الشباب الإيراني،  الأمر الذي انعكس على قيام الشباب في الفئات العمرية بدءًا من  15 عاماً فأكثر بإقامة علاقات جنسية، تحت هذه التسمية.  

وقبل عدة سنوات دعت بعض الأوساط في النظام الإيراني، إلى فتح باب المتعة في الفنادق الإيرانية، بأن تقيم نساءٌ في الفندق لتقديم "خدماتهن" تحت اسم "زواج المتعة"، إلا أن الإصلاحيين وبعض العلمانيين رفضوا ما روج له المحافظون والمتشددون واصفين إياه بأنه إهانة للمرأة الإيرانية، فتداولت الصحف الإيرانية هذه القضية، وسرعان ما خَفَت صوت المروجين له، تحت الضغط الشعبي الرافض لتحويل المرأة لسلعة جنسية.

ورغم ذلك يزدهر ما يُسمى زواج المتعة في بعض المدن الإيرانية التي تشتهر بالسياحة الدينية، كمدينتي قم ومشهد، حيث أشارت تقارير صحفية سابقة إلى رواج التجارة الجنسية تحت ستار زواج المتعة في مدينة مشهد، التي يقصدها السياح الشيعة لزيارة الإمام الثامن علي بن موسى الرضا، و مع وجود السياح الشباب الذين يأتون إلى المدينة بهدف الترفيه الجنسي تحت غطاء الهدف الديني، تنتشر في مشهد ظاهرة استئجار غرف الفنادق بالساعة تحت غطاء "زواج المتعة"، فضلًا عن اصطحاب بعض السيدات الأجنبيات أيضاً إلى هذه الغرف، وأحياناً يكون عقد الزواج شفهياً فقط، ولا توثيق لعقود زواج المتعة في أغلب الحالات.

كما ذكرت تقارير صحفية سابقة أن نسبة زواج المتعة بلغت 20% في مقابل الزواج العادي، وأن هذه النسبة الرسمية هي فقط لزواج المتعة المسجل رسمياً، ولكن الأرقام تتضاعف في حالة إحصاء زواج المتعة خارج الإطار القانوني، فهناك الآلاف من زيجات المتعة تتم خارج التوثيق الرسمي، والتي ترفع النسبة إلى أكثر من 40%، مما يجعل هذه الظاهرة تُشكل خطورة كبرى على المجتمع الإيراني. 

وفي الأصل كان زواج المتعة في إيران يستهدف النساء الأرامل، ولكنه يشكِّل اليوم، وخاصة بالنسبة للشباب، ثغرة في القانون الذي كثيرًا ما يكون جامدًا، حيث يستطيع الأزواج الشباب من خلال زواج المتعة وكذلك من دون عقد زواج تقليدي ممارسة حياتهم الزوجية، على الرغم من أنَّ الزواج المؤقت مكروه في المجتمع الإيراني. 

كلمات مفتاحية:

إيران زواج المتعة الزنا

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت