خصصت الملحقية الثقافية للسفارة العراقية في الجزائر مكتبا خاصا مكلفا باستقطاب الجزائريين الراغبين في القيام بزيارات دينية إلى العراق، ووضعت تحت تصرفهم موقعا إلكترونيا خاصا للاستفسار وتقديم الطلبات.
وتأتي هذه الخطوة لربط شيعة الجزائر الذين ينشطون بشكل سري وبعيدا عن أعين الرقابة، بنظرائهم في العراق وباقي دول العالم كما هي دعوة صريحة لتسهيل تشيع من لم يتشيع بعد وفتح المجال أمامهم لتمتين عقيدتهم الشيعية وتأطيرهم حسب ما تريده المرجعية الدينية في "قم" الإيرانية.
وأوردت سفارة الجمهورية العراقية لدى الجزائر بيانا، جاء فيه "تعلن سفارة جمهورية العراق في الجزائر.. للأشقاء الجزائريين (من الشيعة أو الراغبين في التشيع"، عن إمكانية التقدم لغرض الحصول على سمة الدخول إلى الأراضي العراقية لأغراض الزيارات الدينية (مزارات الشيعة في النجف وكربلاء)" مثلما ذكر البيان الرسمي للسفارة على موقعها الإلكتروني.
ورغم أن تلقي التأشيرات ورخص الدخول إلى بلد ما تتم عن طريق وزارة خارجية تلك البلد "كون السفارات مرتبطة بالخارجية" المسؤول عن دراسة الملفات ومنح التأشيرات، إلا أن الغريب في أمر الدعوة العراقية هو قيام وزارة ثقافة جمهورية العراق بالإشراف على استقبال الطلبات وتقديم سمة الدخول لأراضيها مع ضمانه القيام بكافة الإجراءات تسهيلا للراغبين في السفر إليها، وهو ما يطرح الاستغراب ويفتح الكثير من التأويلات والتساؤلات في نية وهدف هكذا دعوة.
وقد طفا في الآونة الأخيرة جدل كبير حول وجود حملات لنشر التشيع في الجزائر تشرف عليها كل من سفارتي العراق وإيران تحت غطاء ملحقيهما الثقافيين، وقد وردت تقارير عن وجود متشيعين كثرا في غرب البلاد وشرقها يقومون بطقوسهم في أماكن سرية ومحروسة بعيدا عن أعين الناس والرقابة، كما نبهت حملات فايسبوكية إلى وجود حراك شيعي رهيب له من الدعم البشري والمالي ما يجعل منه هاجسا يهدد عقيدة ومرجعية الجزائريين، يأتي كل هذا في غياب التقارير الأمنية الرسمية وفي ظل صمت مطبق من الجهات الوصية على رأسها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
وتتمثل المدارس الشيعية في شكل حوزات دينية لها مرجعيتها وشيوخها وطريقتها وعقيدتها الخاصة، لكن كلها تدين بالولاء لإمامها الأعظم ومنظرها الأكبر الهالك الخميني، كما لها ارتباط وعودة إلى المدرسة الأم "الموجودة في قم الإيرانية".
المصدر|الصوت الآخر