تَجمَّع عدد من المحتجين بينهم دراويش فرقة غنابادي (إحدى الفرق الصوفية الشيعية في إيران) في شمال طهران احتجاجًا على اعتقال أحد أعضاء جماعتهم، وأفضى هذا التجمع إلى عنف واشتباكات مع الشرطة. وَفْقًا لبعض التقارير فإن تجمع الدراويش استمر حتى صباح الثلاثاء، وانتهى في الوقت الحالي.
وقالت الشرطة إن ثلاثة من أفرادها قُتلوا يوم الاثنين، وذكرت وكالة “إيرنا” نقلًا عن قوات الشرطة، إنه “خلال فترة الليل لقي اثنان من الباسيج” مصرعهما أيضًا، وأكَّد المتحدث الرسميّ باسم الشرطة الإيرانيَّة سعيد منتظر المهدي مقتل ثلاثة من ضباط الشرطة الإيرانيَّة في هجوم أوتوبيس على تجمُّع لأفراد قوات الشرطة في شارع باسدادران بطهران، معتبرًا أن “العناصر المغرَّر بهم والمخلُّين بالنِّظام والأمن والأشخاص المشاركين في التجمعات الأخيرة بمنطقة شارع باسداران بطهران، هم مرتكبو هذه الحادثة”.
ووَفْقًا لتصريحات منتظر المهدي فقد قُبض على سائق الحافلة وثمانية أشخاص آخرين على علاقة بهذا الهجوم، وذكرت وكالة “إيرنا” صباح الثلاثاء، نقلًا عن قوات الشرطة، أن أحد أفراد الباسيج لقي حتفه تحت عجلات سيارة ماركة سمند، فيما قُتل الآخر بضربات سلاح أبيض.
وكان مقطع فيديو للحادثة أشار إلى أن حافلة بيضاء اللون كانت تنطلق في إحدى الحارات بسرعة في اتجاه عدد كبير من ضباط الشرطة الذين كانوا يتحركون جماعيًّا، وتحاول دهسهم من خلال تَحرُّكها عشوائيًّا.
وأعاد موقع “مجذوبان نور” التابع لفرقة دراويش غنابادي نشر رسالة على موقعه في تويتر يكذِّب فيها دور الدراويش في مثل هذه الأحداث، وعلى هذا الأساس فإن تجمع دراويش غنابادي كان سلميًّا ولم يكونوا البادئين بالاشتباكات. واستمر تجمع الدراويش طوال الليل، لكن تغريدات نشرها “مجذوبان نور” على موقع التغريدات القصيرة تويتر تشير إلى مهاجمة القوات المعروفة بـ”ذوي الملابس الشخصيَّة” و”الباسيج” تجمعات الدراويش وقبضهم على عدد كبير منهم.
وقال دراويش غنابادي في الرابعة صباحًا إن قوات الباسيج وصلوا أمام منزل نور علي تابنده زعيم هذه الفرقة، بسيارات رش المياه ومعدات مكافحة أعمال الشغب، وفي الوقت ذاته كتبت وكالة “تسنيم” المقربة من الحرس الثوري، نقلًا عن المتحدث باسم الشرطة، أن الشرطة أعطت مهلة لتفريق الدراويش وعدم مضايقة لسكان المنطقة.
وذكرت وكالة “تسنيم” أن عمليات الشرطة قد انتهت في منطقة “جلستان هفتم” في الساعة السادسة والنصف صباحًا وأن مسؤولي البلدية يعملون حاليًّا على تنظيف الشارع ونقل السيارات المحترقة. وأفادت هذه الوكالة كذلك بأن عددًا من أفراد الشرطة وقوات الباسيج والمقبوض عليهم أيضًا نُقلوا إلى مراكز تلقي العلاج بعد الاشتباكات التي وقعت.
وكتبت قناة “مجذوبان نور” في رسالة على موقعها على تويتر، أن القوات المعروفة بـ”ذوي الملابس الشخصيَّة” لم يتمكنوا من دخول منزل نور علي تابنده زعيم هذه الفرقة، ولكن أجواء منطقة جلستان هفتم والشوارع المؤدية إليها لا تزال ملتهبة، وفُرض حظر التجوال في هذه المناطق ووُضعت تحت سيطرة القوات الأمنية والشرطية.
وأعلن سعيد منتظر المهدي في حوار مع وكالة “تسنيم” أن عدد المقبوض عليهم وصل إلى أكثر من 60 شخصًا، كذلك نُشر على موقع تويتر فيديوهات تشير إلى إصابات الدراويش.
وأغلقت قوات الشرطة كل الطرق المؤدية إلى مكان الحادثة منعًا لتصعيد العنف وتقليلًا لاحتمالية وقوع أضرار للمواطنين.
يُذكر أن هذا التجمع الاحتجاجي بدأ الاثنين 19 فبراير أمام مركز الشرطة 102 في باسداران في شمال طهران، احتجاجًا على اعتقال أحد أعضاء هذه الجماعة الذي يُدعَى نعمة الله رياحي.
وظهر محتجون بينهم دراويش غنابادي المحتجُّون في مقاطع الفيديو المنتشرة في الساعات الأولى من التجمعات معتصمين أمام مركز الشرطة، وكانوا يردِّدون “الله أكبر”، وفي المقاطع التالية يظهر المحتجُّون وبعضهم ممسك بعصا، ويفرِّقهم ضباط الشرطة بالغازات المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص في الجوّ، وفق وكالة أنباء “مهر”.
وذكرت قناة مجذوبان نور على موقع تليغرام التابعة لدراويش نعمة الله، أن الطلقات التي أطلقها ضباط الشرطة أصابت عددًا من الدراويش، بينهم ثلاثة من المحتجين إصابتهم خطيرة، كما أعلن مساعد محافظ طهران للشؤون الأمنية محسن همداني عن تشكيل جلسة لمجلس الأمن بمحافظة طهران حول تَجمُّعات الاثنين، لافتًا إلى عدم وجود تفاصيل متاحة حتى الآن عن إطلاق الرصاص وأسبابه.
ويذكر الدراويش أنهم كانوا قلقين من وجود قوات الشرطة الكثيف وهم بلباس مدني حول منزل تابنده، وقد صرح رئيس شرطة طهران حسين رحيمي بعد الاشتباكات بأن الشرطة وباقي الأجهزة المعنية لم ولن يكون لديها خطط للاحتكاك بدراويش غنابادي في طهران.
وفي وقت لاحق، أكَّد المتحدث الرسميّ باسم القوات الأمنية الإيرانيَّة اللواء سعيد منتظر المهدي أنه قُبض على 300 شخص من العناصر المخلَّة بالأمن العامّ في شارع باسداران بالعاصمة الإيرانيَّة طهران، ونتج عن ذلك مقتل 3 من أفراد الشرطة وعنصرين من أفراد قوات الباسيج، حسب موقع “بي بي سي فارسي”.