الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

الدعم الإيراني لـ«الحوثيين».. كيف دمّر الملالي اليمن؟

المجلة - | Wed, Feb 21, 2018 9:07 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

<< طهران زودت جماعة «الحوثي» المارقة بصواريخ باليستية وأنظمة مدفعية متطورة يصل مداها إلى 40 كم

<< الجنرال محمد علي جعفري قائد «الحرس الثوري» يعترف: إيران تقدم «المشورة والدعم المعنوي» للحوثيين

<< رجل دين شيعي يمني يؤكد أن حسين الحوثي زعيم الجماعة الراحل هو «حسن نصر الله اليمن»!

 

في عام 2009، سُئل عصام العماد، رجل الدين الشيعي الزيدي، عن الروابط بين ملالي إيران وجماعة «الحوثيين» اليمنية، فقال إن حسين الحوثي، زعيم الجماعة الراحل، هو «حسن نصر الله اليمن»!

ومنذ ذلك التاريخ، لم تخف طهران دعمها اللوجستي والعسكري والسياسي والإعلامي لجماعة «الحوثي» الإرهابية، حيث أكد حسن روحاني رئيس النظام الإيراني، في كلمة ألقاها أمام مجلس الشوري خلال ديسمبر الماضي، استمرار التدخل العسكري الإيراني عن طريق دعم ميليشياته في اليمن. وقال روحاني نصا «أقبل أیادي مقاتلي المقاومة الذین زرعوا الیأس في قلوب الاستكبار العالمي والصهيونية، إنهم نشروا الأمن في ربوع العراق وسوریا ولبنان، وسينعم الیمن بالأمن أيضا».

ومن المعلوم للكافة أن الدور الإيراني في اليمن ليس أمرا جديدا، بل إنه يعود إلى عقود مضت، عندما استطاعت طهران أن تتغلغل داخل الجماعات الشيعية في اليمن، التي تنتمي إلى الطائفة الزيدية المعتدلة، لتحول الكثيرين منها عبر تنظيم «الحوثي» إلى جماعات متطرفة، أقرب إلى مذهب الاثني عشرية، الحالم بإقامة دولة الإمام وعودة «المهدي المنتظر» المزعوم إلى أرض اليمن.

وأسهم تطور الأوضاع في اليمن وضعف الحكومة المركزية، في تنامي الدور الصفوي هناك، وعلى التغلغل الإيراني في شئون اليمن؛ فقد بدأت العلاقة بين إيران والحوثيين، منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي، ولم تقتصر على  دراسة الطلبة الحوثيين في حوزات بلاد فارس، بل شملت التمويل والتدريب العسكري، وقام الحرس الثوري الإيراني، بمد الجماعات الحوثية المتمردة، بالأسلحة المتطورة، كما أقام حزب الله اللبناني الموالي لطهران، معسكرات تدريب للحوثيين، في إطار المخطط الإيراني لإقامة دولة شيعية، تمتد من صعدة شمال اليمن لتصل إلى موانئ البحر الأحمر.

دور «الحرس الثوري»

في حين تنكر مليشيا «الحوثي» أنها تتلقى أي دعم من إيران، وهو ما تكذبه الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقتها الجماعة على الأراضي السعودية، يقول زايد جابر، المحلل السياسي اليمني، إن «إنكار الحوثيين الدعم الإيراني غير مستغرب، لأن هناك رفضا شعبيا للتدخلات الإيرانية في اليمن، وهو يشبه في ذلك إنكارهم الانقلاب على السلطة الشرعية»، مؤكدا أن «هناك أمورا واضحة لا يمكن إنكارها، من بينها قتل الجماعة عشرات الآلاف وتدمير اليمن».

وفي لقاء صحافي نقله التليفزيون الإيراني الرسمي، في نوفمبر الماضي، اعترف الجنرال محمد علي جعفري، قائد مليشيات «الحرس الثوري»، بأن إيران تقدم «المشورة والدعم المعنوي" للحوثيين في اليمن، وأن «هذه المساعدة ستستمر»، مُثنيا على «حلفاء إيران في المنطقة»، وهو ما اعتبره المراقبون السياسيون اعترافا صريحا بالدعم الذي يقدمه ملالي طهران للجماعة اليمنية.

وقال قائد «الحرس الثوري» صراحة: «إن دعمنا لجبهة المقاومة يكون وفقاً لطلب شعوبها وحكوماتها، واليمن نموذج على ذلك، فالسيادة في اليمن اليوم في يد جماعة أنصار الله، ومساعدات إيران لهم في حدود الدعم الاستشاري والمعنوي الذي يحتاج له اليمن غالباً، وإيران لن تدخر جهداً في تقديم هذا الدعم، وهذا الأمر سيستمر في المستقبل».

وأفاد تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء، في ديسمبر 2014، أن إيران تمد وتدعم الحوثيين ماديا وعسكريًا قبل وبعد السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، في 21 سبتمبر 2014. وذكر التقرير أن مسؤولا أمنيا يمنيا كبيرا صرّح بأن إيران دعمت بثبات الحوثيين الذين قاتلوا الحكومة المركزية منذ عام 2004 من معقلهم الشمالي صعدة. وأضاف أن قبل دخول صنعاء بدأت إيران ترسل أسلحة لليمن وقدمت الكثير من العون بالمال عبر زيارات في الخارج.

وقال مصدر إيراني لـ«رويترز»، في التقرير نفسه، إن «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري لديه بضع مئات من العسكريين في اليمن الذين يدربون المقاتلين الحوثيين، كما أن 100 حوثي سافروا إلى إيران عام 2014، للتدريب في قاعدة الحرس الثوري قرب مدينة قُم، مؤكدا أن «وتيرة الأموال والأسلحة التي تصل للحوثيين زادت منذ سيطرتهم على صنعاء».

وبعد انطلاق عملية «عاصفة الحزم»، تواصلت التصريحات الإيرانية بدعم الحوثيين، حيث هدد الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في 8 مارس 2016، بإرسال قوات إيرانية إلى اليمن لمساعدة ميليشيات الانقلابيين الحوثيين، على غرار دعم طهران لنظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه في سوريا.

وأصدرت النيابة العامة الإيرانية في نوفمبر الماضي قرارا بإيقاف صدور صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لمدة يومين، لأنها كشفت وجهة صواريخ ميليشيات الحوثيين.

دعم لوجيستي للجماعة المارقة

يقدم ملالي إيران أيضا دعما لوجستيا للجماعة اليمنية المارقة، حيث قامت طهران عبر أذرعها المالية بدعم تجار شيعة من محافظات «صنعاء وصعدة وعمران وذمار»، لكي يتوسعوا في أعمالهم التجارية، بحيث تعتبر هذا الأعمال التجارية واجهة مشروعة استخدمتها طهران لإمداد الحوثيين بالأموال الطائلة.

من جهة أخرى، ظهر هذا الدعم اللوجستي في الجانب الطبي الهائل الذي تسخره طهران لإغاثة مقاتلي الحوثي ومسلحي القبائل المساندة لهم، ففي مارس 2015 أرسل الحوثيون جرحاهم في المعارك إلى إيران لتلقي العلاج. وتم ضبط أدوية إيرانية بحوزة الحوثيين أثناء المعارك.

وأنشئت مؤسسة «شهيد يمن» الإيرانية عام 2009، أي أثناء الحرب السادسة بين السلطات في صنعاء والحوثيين، بناء على تعليمات من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لتوفير المساعدة المالية والرعاية الصحية لعائلات قتلى الحوثيين أسوة بالامتيازات التي تحظى بها أسر قتلى إيران، واعتمد، آنذاك، مبلغ مليون دولار ميزانية لمؤسسة «شهيد يمن».

كما أن هناك دعما بحريا إيرانيا بصفة مستمرة للحوثيين، أخذا في الاعتبار أن إيران استغلت أن الحصار البحري غير مُحكَم مع انسداد أفق الدعم البري، فاستطاعت أن تعتمد على هذا المنفذ الذي توفر لها، ظهر هذا في العديد من عمليات التهريب، أبرزها ضبط شحنة أسلحة محملة على متن السفينة التجارية الإيرانية «جهان» تبيّن أنها كانت موجهة لجماعة الحوثي.

ويقول الباحث حاتم زهران في دراسة مطولة بعنوان «قراءة في الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن»، إن إيران فتحت جبهات تعاون عسكرية طويلة ممتدة مع الحوثيين، وكان أول ما أقامته طهران هو الجانب الخبراتي، حيث أمدتهم أولا بمستشارين عسكريين من «حزب الله» اللبناني ومن رجال «الحرس الثوري»، بهدف زيادة حجم التدريب والتأهيل والقدرات العسكرية الخاصة للمُقاتلين، في محاولاتٍ حثيثة لرفع الكفاءة القتالية لهم ليس لتعويض نُقصان الخبرات فقـط بل أيضًا لمحاولة ملء جانب انخفاض القدرات التسليحية للحوثيين أمام التفوق العسكري للتحالف العربي لاسيما القوة الجوية.

ثم أتى بعد ذلك، في المرحلة التالية، الدعم التسليحي الذي ظهر فيما طرأ على الترسانة التسليحية الحوثية من تجديدات وتحديثات، فأصبحوا يمتلكون صواريخ «غراد وكاتيوشا وتاو» المضادة للدروع، وصاروخ مضادة للدبابات، وقذائف صاروخية محمولة على الكتف، وأنظمة مدفعية متطورة يصل مداها إلى 40 كيلومتر، ونظارات رؤية ليلية إيرانية الصُنع، فضلا عن منظومة صواريخ باليستية أبرزها صاروخي «كيام وبركان» التي تصل إلى أكثر من 1000 كم.

وكشف تقرير نشره مركز «أبحاث النزاعات المسلحة» بالعاصمة البريطانية لندن، في أكتوبر 2017، عن أن طهران دعمت جماعة الحوثي بالتكنولوجيا العسكرية من خلال تزويدهم بطائرات من دون طيار زعم الحوثيون أنهم صنعوها بأنفسهم وأطلقوا عليها اسم «قاصف»، ثم تبين فيما بعد أنها طائرات إيرانية من نوع «أبابيل 1».

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت