رغم القصف العنيف من قبل المليشيات الذي طال كل شيء، لم تتوقف مساجد الفلوجة عن الأذان وقراءة القرآن و التعبد في رمضان، كما هو الحال في كل عام، برغم تدمير أكثر من 100 مسجد.
مساجد الفلوجة استهدفت بشكل "رهيب ووحشي"، ولم يبق مسجد لم يطله قصف مدفعي أو جوي.
مسؤول في مديرية الوقف السني، أوضح أن إحصائية دقيقة بالمساجد التي خرجت عن الخدمة ليست متوفرة في الوقت الحاضر، لكنه لفت إلى أن "ما تم التأكد منه أنها تجاوزت مئة مسجد"، لافتاً إلى أن هذه الحصيلة "تشمل المساجد التي استهدفت بالقصف منذ نحو عام حتى الآن".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: إن "هدم المساجد تقصدته القوات الأمنية والمليشيات الطائفية بالصواريخ وقذائف الهاون، وكذلك من خلال الضربات الجوية، بشكل رهيب وإجرامي ووحشي، وبدا واضحاً أنهم يضمرون حقداً كبيراً ضد المساجد".
وبين أن "مساجد كثيرة تضررت بشكل جزئي كهدم مئذنة أو قبة أو تدمير باحة، لكن رغم ذلك تم استغلال جزء منها لإقامة الصلاة".
وتابع المصدر كاشفاً أسماء أبرز مساجد الفلوجة المدمرة نتيجة القصف على المدينة؛ وهي "جامع الخلفاء وسط المدينة، جامع الحضرة المحمدية في مركز المدينة، جامع المهاجرين في حي الضباط، جامع الحسين في الحي العسكري شرقي الفلوجة، جامع الصديق في السوق القديم غربي المدينة، جامع التوفيق في حي الشرطة شمالي المدينة، جامع أبى أيوب الأنصاري، جامع المعاضيدي في حي الجولان غربي الفلوجة، جامع الفردوس في حي الشهداء جنوبي الفلوجة، جامع الشمري في حي الشهداء أيضاً جنوبي الفلوجة"، متابعاً: "أما مساجد قضاء الكرمة التي فجرتها المليشيات فبلغت (5)، والتي تعتبر من المساجد الرئيسية في القضاء؛ وهي: مسجد الكرمة الكبير، مسجد إبراهيم الحسون، مسجد النبي يوسف، مسجد إبراهيم الأحميد، مسجد محمد الحاذور".
وأشار إلى أن "هذه المساجد كانت خالية من أية مظاهر مسلحة قبل استهدافها"، مطالباً بوضع حد لانتهاك حرمات بيوت الله.
رشيد الجنابي، أحد النازحين من مدينة الفلوجة، يؤكد أن "هناك مساجد أبيدت مع مصليها في مدينة الفلوجة؛ نتيجة القصف الجوي من قبل طيران الجيش العراقي والصواريخ التي تطلقها المليشيات".
وأردف قائلاً: "لم يتخذ مسلحو التنظيم من المساجد ثكنات عسكرية أو ملاجئ يتحصنون بها، كما أنهم لم يقوموا بتفخيخها كما يحصل مع البيوت عند اشتداد المعارك والمواجهات".
من جهته قال الشيخ خالد الفهداوي، وهو إمام أحد مساجد الفلوجة: إن "قادة المليشيات وبعض السياسيين يحرضون على تفجير المساجد وقتل رجال الدين السنة في بغداد والمحافظات".
وأضاف الفهداوي، الذي نزح من الفلوجة منذ عام: إن "ما كتب على جدران المساجد التي فجرتها المليشيات في قضاء الكرمة (أحد أقضية الفلوجة) من عبارات طائفية، وممارسة انتهاكات من بينها قتل جماعي لأبناء عشيرة المحامدة في الصقلاوية (من أقضية الفلوجة)، دليل على مخطط طائفي يرمي للقضاء على وجود السنة في العراق، أو تقليص عددهم".
وبين أنه "رغم القصف والمعارك العنيفة بين تنظيم داعش والقوات الأمنية، لكن صلاة التراويح والمحاضرات الدينية وجميع العبادات المعروفة في شهر رمضان تقام بمساجد الفلوجة"، مستطرداً بالقول: "أغلب المصلين معتكفين في المساجد يقرؤون القرآن الكريم، ويدعون الله سبحانه أن يفرج عن مدينتهم".
وشنت القوات العراقية يوم 23 مايو/أيار الماضي هجوماً واسع النطاق؛ في مسعى لاستعادة الفلوجة، وهي ثاني أكبر مدينة في قبضة تنظيم الدولة، بعد الموصل (شمال)، التي تعد معقل التنظيم في العراق.
وكانت شبكة «حراك» المتخصصة في الرصد الإعلامي في العراق نشرت إحصائية عن وجود 190 مسجدا وجامعا سنيا تعرضت للقصف المباشر او تضررت من جراء العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش والميليشيات الشيعية المساندة له، وذلك خلال عام 2014 فقط، مبينة أن هذه الاحصائية ليست نهائية وقابلة للزيادة في ظل استمرار الهجمة على تلك المناطق.
وبينت الإحصائية التي أجرتها الشبكة أسماء وأماكن المساجد المتضررة، وأشارت إلى أن منطقة جرف الصخر في محافظة بابل شمال العاصمة بغداد جاءت في المرتبة الاولى من حيث حجم الهجمة الطائفية ضد ابنائها، وأحصت 59 مسجداً هدم بالكامل أو أصيب بأضرار متفاوتة وتلتها محافظة الانبار بـــ58 مسجدا توزعت بواقع 30 مسجدا في مدينة الرمادي و 28 في الفلوجة.
وجاء في الاحصائية أن محافظة صلاح الدين حلت ثالثاً وضمت 51 مسجداً تعرضت للقصف والتخريب، بينما كانت محافظة ديالى صاحبة أعلى نسبة من المجازر البشرية التي استهدفت المساجد وخلفت اعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى ومنها استهداف جامع سارية ومصعب بن عمير من قبل الميليشيات الطائفية.
كما بينت أن الاستهداف الذي تعرضت له مساجد أهل السنة في العراق متعدد الاشكال، فهناك قصف مباشر او استهداف للمصلين بالقنابل والاسلحة الرشاشة فضلاً عن حوادث الاستيلاء على المساجد وتحويلها الى حسينيات ، فيما ارفقت مع الاحصائية ملحقاً مصوراً يظهر عددا كبيرا من المساجد المهدمة او المتضررة واخرى تم استبدال اسمائها وتم الحاقها رسمياً بأملاك الوقف الشيعي.
المصدر|الخليج أونلاين – القدس العربي