كشفت وكالة أنباء "بلومبرغ"، الإخبارية الأمريكية، أن القوات الكردية السورية تلقت إنذارا نهائيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت أن سلموا مواقعكم إلى النظام السوري وإلا ستواجهون غضب أنقرة، ولكنهم اختاروا البقاء. ثم جاء الهجوم التركي على مدينة عفرين شمال غرب البلاد. ونقلت الوكالة عن ممثلة هيئة العلاقات الخارجية في مجلس سوريا الديمقراطية (والمجلس هو الجناح السياسي للوحدات الكردية في شمال سوريا)، نوبهار مصرافة، قولها إنّ ممثلين عن وحدات حماية الشعب التقوا بمسؤولين سوريين في قاعدة حميمم الروسية يوم السبت الفائت.
وأفادت أن ممثلي وحدات حماية الشعب الكردية التقوا بمسؤولين في نظام الأسد في قاعدة حميميم الجوية الروسية يوم السبت. وهناك أبلغهم ممثلو النظام بالتهديد. وأضافت: "إنهم عرضوا علينا السيطرة على مواقعنا وتسليم المنطقة لحماية عفرين من هجوم تركي"، ولكنَ ممثلي الوحدات الكردية رفضوا هذا العرض، حسب مجلة العصر.
ووفقا لتقديرات صحفية، عندما أصبح واضحا أن هذا الهجوم وشيك، أبلغ القادة الكرديون دمشق أنهم مستعدون لتقديم أمرين: رفع أعلام النظام فوق أجزاء من عفرين. والسماح لعدد محدود من قوات الأسد بالانتقال إلى المدينة مع عدد مختار من أجهزة النظام الأخرى، إلا أن دمشق رفضت هذا بدعوى أن هذا العرض "الرمزي" قد لا يقنع تركيا وطالبت بالتسليم الكلي.
وقالت الوكالة إن "خلفية هذا النزاع تظهر أنّ تركيا وإيران وروسيا وسوريا تنسق عملياتها سراً"، ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله، أمس الإثنين، إنّ الأتراك كانوا على بيَنة من الطلب الذي قدمه النظام السوري للأكراد يوم السبت في قاعدة جوية روسية، رغم التصريحات العامة الصادرة عن دمشق بأنهم قد يسقطون الطائرات التركية إذا هاجمت عفرين.
منذ عام 2014، قامت الولايات المتحدة بتسلح وتجهيز الميليشيات الكردية السورية التي قاتلت ضد "تنظيم الدولة"، وإن كانت لم تقدم أي دعم للوحدات الكردية في عفرين وما حولها. والعملية الأخيرة في تركيا مشابهة لقصف روسيا للثوار السوريين المدعومين من الولايات المتحدة وحلفائها بين عامي 2015 و2016، وفقا لما أورده مقال "بلومبرغ".
ويدعي الأتراك أنهم كانوا يردون على هجمات عابرة للحدود من داخل سوريا، لكنَ المسؤولين الأمريكيين والكرديين قالوا إنه لا يوجد دليل على أن الوحدات الكردية هاجمت تركيا.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنه لم يكن من الممكن أن تعلن تركيا عن هجوم عفرين من دون موافقة روسيا التي ما زالت هي اللاعب المهيمن في شمال غرب سوريا. ومن الصعب تحديد دوافع روسيا الإستراتيجية. وهنا، تجدر الإشارة إلى ما كشفه الخبير في مركز البحوث التحليلية، سيميون باغداساروف، قائلا: "اتفاقنا على عدم اعتراض الطيران التركي في عفرين هو مقايضة، على أنهم لن يعارضوا عمليتنا في جنوب إدلب، وأن لا يُفشلوا محادثات سوتشي، ولا ينهار مثلث: روسيا - تركيا - إيران".