كنت أتساءل كثيرا ما هو نوع العداء الحاصل بين امريكا وحلفائها من جهة والجمهورية الإيرانية من جهة أخرى ؟ مع ما تراودني من علامات استفهام وشكوك على هذا العداء الظاهري المزعوم وخصوصا أبان الاجتياح الامريكي للعراق حيث التصريح الناري الواضح الفاضح لنائب الرئيس الإيراني السابق.. لولا إيران لما سقطت بغداد وكابل حيث قال محمد على ابطحى نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية في ختام اعمال مؤتمر عقد بإمارة ابوظبي بتاريخ 13-1-2004 إن بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد افغانستان والعراق!!
وفى محاضرة ألقاها في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذى ينظمه مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سنويا، أشار ابطحي الى انه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة، لكننا بعد افغانستان حصلنا على مكافأة وأصبحنا ضمن محور الشر، وبعد العراق نتعرض لهجمة إعلامية أمريكية شرسة.
ولم يوضح المسؤول الإيراني طبيعة التعاون الإيراني مع واشنطن فيما يتعلق بأفغانستان والعراق
فماذا يعني للعاقل السوي هذا التصريح؟!
من جانبي أقول: إن ما يحدث هو تطبيق للقول (الخائن يجعل الله تعالى فضيحته على لسانه ).
ويبدوا أن السياسة الإيرانية التي اعتمدها زعماؤهم لا تقتصر على الخيانة فقط بل يضاف لها صفة أخرى ألا وهي (الغباء) ناسين أن الأمريكان لم يقدموا على أي خطوة حتى يحسبوا لها ألف حساب الأمر الذي أدى إلى الحاق الضرر في المنطقة من خلال بث روح التباغض والتفرقة بين أبناء تلك المنطقة مثاله العراق وما جرى عليه لحقه الخليج وبعده لبنان وسوريا واليمن وكان ذلك تحت ذريعة حماية ما يسمى بـ(الامن القومي الايراني) وما حصل في الاتفاق النووي الايراني الامريكي وبهذا التدخل الصادر من إيران في هذه المنطقة قد وفر على الامريكان وحلفائها عناء التدخل مباشرة مما حدا بالأمريكان جعل ايران بمثابة (الكماشة التي تلتقط بها الجمر)دول الحاق الأذى بهم أي (الامريكان) وعلى هذا الأساس يمكن أن نصف ايران بانها (اكبر بقرة حلوب) في المنطقة لما درت للأمريكان من خدمات لم تحلم بها لسنين طوال .
وغبي كل من يظن ان امريكا لا تحبذ تصرفات الايرانيين ووجودهم على المشهد والساحة السياسية لما تحقق للأمريكان من ذلك التدخل الأهوج الأرعن.
وأما التغريدات التي اطلقها الرئيس الامريكي (ترامب) والتأييد لتلك التظاهرات الشعبية الحاصلة في إيران لا يريد بها الا تقويض حركة الثوار لخوفه على النظام الحاكم والذي لطالما استفاد منه ومن سياساته في المنطقة خاف عليه من التهاوي والترنح خصوصا وأن الجميع على دراية ويعلم علم اليقين بأن زعماء أمريكا واسرائيل هم أعداء الشعوب الإسلامية بصورة خاصة وغير الإسلامية بشكل عام.
نقول: إن المشاهد السياسية التي نراها كلها تمثيل في تمثيل ومن تدبير الإدارة الظالمة القابعة في تل أبيب وواشنطن وهم متربصون بالشعوب التي تحاول أن تتحرر من سطوات حكامها وتعمل جاهدة في تقويض حركتها.
وما يجري في إيران مثالا لذلك ويراهن المراقبون أن الغلبة ستكون للشارع الإيراني فيما اذا لم تتدخل أمريكا واسرائيل في شؤونها.
هناك التفاتة اتوقف عندها.. وهي على شكل مناشدة أطلقها رئيس إحدى الصحف الامريكية البارزة قبل ثلاثة أيام قال لترامب بعد تغريداته المؤيدة لتظاهرات الشعب الإيراني قال له: إذا أردت أن تسير الأمور في ايران على خير فعليك السكوت!