<< الفئات السنية من العرب والكرد والتركمان والبلوش هدف لمشروع خامنئي الاستئصالي في المنطقة
<< بعد إخراج «تنظيم الدولة» تواصل المليشيات الشيعية التابعة لإيران اعتقال آلاف الشباب من العرب السنة وتفجر المساجد وتنهب ما تبقى من المدن المدمرة
تقرير – محمود رأفت
ازدادت المخططات الإيرانية خطورة وتجذرًا في المنطقة العربية، فمن عشرات القنوات الفضائية الهدامة إلى عشرات المليشيات القتالية الدموية التي تنشر الخراب والدمار في المدن العربية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز.
والمستهدف كل الفئات السنية سواء من العرب أو الأكراد أو التركمان، لا فرق بينهما، فطالما أنك لا تتفق مع المشروع الإيراني فإنك هدف لمشروع خامنئي الاستئصالي في المنطقة الذي يتقدم على الأرض بتواطؤ بلدان غربية تتشدق بالحريات والمحافظة على حقوق الإنسان.
وقد استغلت إيران فزاعة «تنظيم الدولة وساهمت في قتل عشرات الآلاف من المسلمين في المدن السنية وهدمتها على رؤوس أهلها من المدنيين الأبرياء نتيجة للقصف العشوائي، وبعد إخراج «تنظيم الدولة» من تلك المدن كانت المليشيات الشيعية التابعة لإيران تواصل عملها باعتقال آلاف الشباب من العرب السنة وتفجر المساجد وتنهب ما تبقى من المدن المدمرة، حتى إن الموصل وحدها قتل بها 40 ألفا من أهلها كما أكد المسؤول الكردي البارز هوشياري زيباري وبعض قادة العرب السنة، فضلا عن الدمار الهائل الذي أصاب دير الزور والبوكمال والميادين وتدمر ومن قبلهم الرقة.
البدر الشيعي
الاستراتيجية الإيرانية واضحة المعالم، فهي لم تعد تبحث عن «الهلال" الشيعي فقط وإنما بات الحديث اليوم عن «البدر الشيعي»، ولهذا فالحرس الثوري الإيراني مستمر في فتح «طريق بري» لربط قواته وقواعده العسكرية في إيران بمليشياته الإرهابية في سوريا ولبنان عبر العراق وصولا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر بيروت والساحل السوري.
حتى إن زعيم مليشيا «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي في العراق إن منظمته ماضية في مشروعها لإقامة ما سماه البدر الشيعي وليس الهلال الشيعي فقط !، وأنه بظهور من وصفه بصاحب الزمان، وهو الإمام الثاني عشر الغائب عند الشيعة، فإن قواتهم «ستكون قد اكتملت بالحرس الثوري في إيران وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن وعصائب أهل الحق وإخوانهم في سوريا والعراق»، وفق تعبيره.
الخليج في عين الخطر
ولعل الضربات الحوثية بالصواريخ الباليستية على السعودية ومحاولة استهداف الرياض ومطار الملك خالد والتي تصدت لها منظومات الدفاع الجوي السعودي، تبين إلى أي مستوى وصل خطر إيران ومليشياتها في المنطقة، كما أن محاولات اقتحام الحوثيين الأراضي السعودية والتي تم التصدي لها أيضا، تؤكد أن المخطط الإيراني يزداد خطورة وتوحشًا في كل يوم، وينبغي أن نحذر أن المفاوضات مع مليشيا الحوثي نوع من الاستسلام للمشروع الإيراني.
أما في البحرين، فقد وصل الأمر لقيام مليشيات «الأشتر» الشيعية الإرهابية، بتبني عمليات استهداف للأمن البحريني، كما أعلنت السلطات البحرينية اعتقال العشرات الذين تدربوا في إيران أو أدينوا بتنفيذ عمليات إرهابية، كذلك ضبطت السلطات الكويتية خلايا إرهابية تابعة لإيران.
سوريا والعراق
وشهدت الاستراتيجية الإيرانية في سوريا، تحولات خطيرة حيث زجت إيران بعشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني والمليشيات اللبنانية حزب الله والأفغانية والباكستانية والعراقية الشيعية، حيث تمكنوا من السيطرة بغطاء جوي روسي على مناطق كبيرة من شرق سوريا كان أهمها البوكمال وديرالزور ومناطق واسعة في البادية السورية، وسط سوريا الأمر الذي سيساعدها في فتح طريق بري من طهران إلى بيروت وساحل المتوسط مرورا بديرالزور ودمشق.
وقد أطلقت الاستخبارات الإيرانية على هذا الطريق الجديد اسم «طريق الشرق»، وأصبح من الطبيعي أن تجاهر المليشيات الطائفية الشيعية في العراق عبر وسائل الإعلام بأن الحاكم الفعلي للعراق هو الجنرال الدموي قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» وأن نائبه هو أبو المهدي المهندس قائد الحشد الشعبي في العراقي.
ويبدو أن الكثير من البلدان العربية لم تدرك بعد ما الذي يعنيه التغلغل الإيراني العسكري والاستخباراتي والاستيطاني في سوريا والعراق، وأن هذا الاحتلال لم يأت لمساندة نظام الأسد والأحزاب الشيعية في العراق وإنما ليحتل تلك البلدان.
كردستان العراق
وحتى إقليم كردستان العراق، فقد هدده المجرم سليماني بأنه هو من يمنع مليشيات الحشد من التقدم نحو الإقليم، وإنه في حال قرر أهالي الإقليم الاستقلال فإنه سيتركهم ليهاجموه، وعندما صوت الأكراد لانفصال الإقليم، قاد الجنرال الدموي قاسم سليماني، عناصره في الحرس الثوري وقوات عسكرية عراقية ومعهم مليشيات الحشد الشيعية للهجوم على مدينة «كركوك» الاستراتيجية، وفي ساعات قليلة اقتحمت «كركوك» من عدة محاور مع انسحاب قوات البيشمركة التابعة لحزب جلال طالباني الموالية لإيران بشكل مريب وتركت بيمشركة مسعود البارزاني وحدها في الميدان!.
لبنان واليمن
أما في لبنان، فالمليشيات الشيعية اللبنانية بقيادة حسن نصرالله، تسيطر على كل مفاصل الدولة اللبنانية، وأصبح دخول وخروج الآلاف من الحرس الثوري والمليشيات التابعة له إلى لبنان أمرا طبيعيا.
وقد سعت تلك المليشيا الإرهابية جاهدة لتفريغ المناطق الحدودية مع سوريا، وهو ما نجحت فيه، حيث عقدت صفقة مع تنظيم الدولة للانسحاب من جرود رأس بعلبك والقاع لنقل عناصر«داعش إلى مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا».
الرئيس الإيراني روحاني جاهر بالقول،«لا قرار يُتخذ في لبنان دون الرجوع إلى إيران»، وهذه هي الحقيقة ليس في لبنان فقط وإنما كذلك في العراق وسوريا وشمال اليمن.
فيما ترتع مليشيات الحوثي في اليمن بعدما باتت أكثر قوة من قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الأمر الذي مكنها أخيرا من قتله والتنكيل بأنصاره، وهي تعمل منذ احتلالها صنعاء، وفق توجيه إيراني على تغيير المناهج التعليمية وتبث الدعاية الشيعية في عقول أطفال اليمن، وهي تعمل على زيادة القدرات العسكرية والصاروخية وتجنيد عشرات الآلاف من البسطاء اليمنيين، وبجانب ذلك تهدد الأراضي المقدسة بإطلاق الصواريخ الإيرانية.