<< دفع «صالح» حياته ثمناً لاستيقاظ ضميره متأخراً عندما حاول أن يعيد الدولة اليمنية لعمقها العربي بعدما أصبحت ولاية إيرانية
تقرير- محمود رأفت
شهدت الدولة اليمنية في عام 2017م، تغيرات دارماتيكية، وخطيرة، فبدأ العام كما السنوات الثلاث الأخيرة، حيث تدور معارك بين قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي من جهة وبين قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح ومليشيات الحوثي من جهة أخرى.
، ولكن مع نهاية العام، غير صالح موقفه وقرر قتال الحوثيين، ما أدى في النهاية إلى مقتله، بعد معارك دامية بين الطرفين.
الصراع بين «صالح» و«الحوثي»
شهد العام، اقتتال بين مليشيات «صالح» من جهة ومليشيات «الحوثي»، وقد لعبت الاختلافات الفكرية والعقدية والسياسية بين الجانبين دورا كبيرا، خصوصا أن الصراع بين الزيدية و«الجارودية» قديم لم يبدأ من اليوم بل منذ قرون، وكذلك الصراع بين فكرة «الجمهورية» و«الإمامية».
وقد حاول صالح فصل قواته وأنصاره عن الحوثيين - ذراع إيران العسكرية في اليمن - وقد أعطى صالح، منذ أشهر، الضوء الأخضر لوسائل الإعلام التابعة له لتعرية زعيم الميليشيات الحوثية وقائدها عبد الملك الحوثي، وفضح تلك المليشيا الإيرانية أمام المواطن اليمني.
وقد وصف -في لقاءات خاصة- الحوثيين بـ«المتطرفين» وأنهم «مليشيات»، وأنهم «باعوا اليمن إلى طهران بثمن بخس»، وأنهم «مجرد جماعة لصوص تسعى إلى المغانم والوزارات والأموال»، وقالت مصادر مقربة من صالح أنه «يعمل حاليا على خطة لطرد الحوثيين من صنعاء».
وبالفعل إنهار التحالف بينهما تماما خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبدأ صالح حربًا حقيقية ضد المتمردين الحوثيين، ورحب التحالف العربي بقياد السعودية بمواقف صالح، ورأى أن «استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية... التابعة لإيران».
مقتل صالح
وقد انتهت حياة صالح على أيدي من تحالف معهم لسنوات ومكنهم من السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية، وقد دفع ثمن استيقاظ ضميره متأخرا، عندما حاول أن يعيد الدولة اليمنية لعمقها العربي، بعدما أصبحت مجرد ولاية من ولايات إيران.
عرف عنه الدهاء وأنه رجل المتناقضات، فيتحالف مع دولة في العلن ويناور مع أعدائها في السر، وهو نفسه من قال يوما: «إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين»، لقد ظن أنه قادر على ترويض الثعابين طوال عقود ولكنه فشل في ترويض المليشيات «الحوثية» الإيرانية ودفع حياته ثمنا.
مات صالح، ولكن يحسب له أنه أنهى تحالفه مع مليشيات إيران في اليمن.
استهداف السعودية
وقد تمكنت السعودية من خلال استخدامها لأنظمة صواريخ باتريوت، من إسقاط عدد كبير من الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون في السابق.
وفي مايو الماضي، أطلق الحوثيون صاروخا باتجاه الرياض قبل يوم واحد من زيارة الرئيس الأمريكي.
لذا لم يكن من الغريب، أن اللهجة السعودية باتت صارمة إلى أقصى حد، خصوصا بعد محاولة مليشيا الحوثي استهداف مدينة الرياض بصاروخ باليستي إيراني، والأهم أن الرياض تتحدث بثقة أن إيران ستدفع ثمن أفعالها في المنطقة، وقد أكد التحالف ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية.
وأكدت قيادة التحالف احتفاظ السعودية بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين.
الكوليرا
وعلى الصعيد الصحي، انتشرت الكوليرا داخل اليمن، خلال 2017، وقد أصيب ما يزيد عن ألفي شخص بالكوليرا في اليمن، وفقا لبيانات رسمية تتغير على مدار الساعة. كما يعاني أكثر من 14 مليون يمني من انعدام الخدمات الصحية، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي حذرت من أن نقل الطواقم الطبية وعلاج الجرحى يزداد صعوبة.
وقد ورفضت ميليشيات الحوثي التي تسيطر على عدد من المحافظات، والسماح لنزلاء بتلقي العلاج، بعدما أصيبوا بالكوليرا داخل السجن، بحسب مصادر طبية.
الموقف الميداني
وخلال العام الحالي، زج الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بعشرات الآلاف من المقاتلين المدعومين بقوات التحالف العربي وحققت قوات الحكومة تقدمًا نوعيًا في سياق الحرب الميدانية والعمليات؛ تمثّل في السيطرة كامل الساحل اليمني باستثناء مدينة الحديدة، حيث باتت تلك القوات على أبواب مدينة الحديدة والميناء الاستراتيجي التابع لها، والمؤكد أن إبعاد الانقلابيين عن السواحل اليمنية هو ضربة قاصمة لهم.
كذلك فإن المعارك في محيط العاصمة اليمنية من ناحية (جبهة نهم)، والتقدم في محاور صعدة وتعز، وتحرير غالب الموانئ (باستثناء الحديدة)، قد ضيق الخناق بشكل كامل على مليشيات صالح والحوثي.
ولا شك أنه في حال استمرت تلك العمليات العسكرية بهذا الزخم، فإن تحرير «اليمن» بأكمله سيكون في القريب العاجل، وهو ما يعني إنهاء نفوذ إيران ومشروعها في جنوب الجزيرة العربية.