<< المتظاهرون أحرقوا مقرات الحرس الثوري والباسيج والحوزات العلمية مؤكدين عزمهم على الإطاحة بنظام خامنئي
<< هتافات الشباب الإيراني في الانتفاضة الحالية بدأت بـ "الموت لخامنئي" وطالبته بترك الحكم وأن يترك سوريا ولبنان
أدى التوسع الإيراني المليشياوي في سوريا واليمن والعراق ولبنان وتمويل عمليات التخريب والإرهاب في البحرين والكويت والسعودية، ودخول المرشد "خامنئي" في صدام مع محيطه الإقليمي، وتبديده لثروات إيران على مليشياته العسكرية والسياسية في المنطقة، إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الإيراني وبتماسك الشعوب الإيرانية وباثارة النعرات القومية والمذهبية.
وسط صراعات وتلاسن بين الأجنحة الحاكمة في إيران، ووضع اقتصادي سيء، ومعاناة تكوي غالبية الشعب الإيراني، بدأت في إيران احتجاجات سرعان ما تحولت إلى انتفاضة بكل معنى الكلمة.
خامنئي يحصد اليوم ما جنته يداه والفتن التي نشرها في المنطقة، وهو يدرك جيدا أن استمرار هذه الانتفاضة الشعبية يعني نهاية حكمه الكهنوتي.
ولليوم الخامس على التوالي، خرجت المظاهرات الحاشدة في المدن الكبيرة كطهران وقم وأصفهان ومشهد وشيراز وتبريز وكرمنشاه وغيرها وانتقلت المظاهرات سريعا إلى غالبية الأقاليم الإيرانية من بلوشستان إلى الأحواز ومن أذربيجان إلى خراسان وقزوين، وشاركت فيها جميع أطيف الشعب الإيراني من الفرس والعرب والتركمان والأكراد والبلوش والآذريين، شارك فيها السنة والشيعة فالكل اكتوى من نار هذه النظام الذي نشر الخراب في إيران والمنطقة العربية.
وقد ذكرت في تقرير سابق منذ أشهر كان بعنوان " تفكك إيران.. التاريخ يعيد نفسه" أنه "في انتفاضة "الحركة الخضراء" عام 2009 بقيادة ميرحسين موسوي ومهدي كروبي لم تشارك القوميات الأخرى، وبقي الشعب الفارسي في طهران وأصفهان وشيراز وحده في مواجهة النظام وقواته الأمنية، ولأسباب كثيرة لم تشارك القوميات الأخرى في تلك المظاهرات الحاشدة وكان هذا سبب لوأد الانتفاضة، إلا أنه من المتوقع في حال اندلاع أي حراك شعبي أو انتفاضات في المنطقة الفارسية مجددا، أن الشعوب غير الفارسية ستشارك بقوة هذه المرة خصوصا بعد الحيف والجور والتنكيل الذي نالها في السنوات الأخيرة".
أما هذه المرة فالمظاهرات في كل البلاد، وقد أحرق المتظاهرون مقرات للحرس الثوري والباسيج وبعض البنوك الكبرى وحتى الحوزات العلمية مؤكدين عزمهم على الإطاحة بنظام خامنئي، رغم عمليات القمع الوحشية.
والمفارقة أن هتافات الشباب الإيراني في الانتفضة الحالية بدأت بـ "الموت لخامنئي" ومطالبته بترك الحكم وأن يترك سوريا ولبنان، كما أن مدينة تبريز انضمت لمظاهرات إيران، وهي تعتبر ركيزة التجارة وأهم مدينة اقتصادية بإيران، وسكانها من الآذريين الأتراك الشيعة، وخروجها ضد خامنئي يحمل مؤشرات خطيرة.
ورغم القمع الوحشي للمظاهرات فإنها في ازدياد وتوسع كبير.
تحذيرات سبقت المظاهرات
وكان الجنرال محسن رضائي؛ أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد العام الأسبق لقوات الحرس الثوري الأوساط الإيرانية قد حذر منذ اشهر من تفكك الجمهورية الإيرانية بسبب التركيز على التوسع الخارجي وإهمال الداخل.
وقال رضائي بحسب تقرير وكالة “مهر” ، إن لدى إيران صورتان؛ واحدة منها خارجية والأخرى داخلية قائلا: “لكل أمة وجه داخلي وآخر للعالم الخارجي”، مضيفا أن “صورة النظام الخارجية قد تكون قوية جدا، لكن النظام قد يتآكل ويتجه نحو التفكك والانهيار والتقسيم".
وحذر رضائي من انهيار وتفكك النظام الإيراني، وقارن بين الوضع الحالي وبين الدولة الصفوية قائلا: “إن ايران كانت في الحقبة الصفوية في ذروة توسعها الخارجي، لكن في النهاية انهارت تماما وتآكلت من الداخل".
وأضاف رضائي: “في الحقبة القاجارية فقدنا نصف الأراضي التي كنا نمتلكها في عهد الدولة الصفوية، لذلك وفي نفس الوقت الذي نتوسع فيه إقليميا، علينا أن نراعي الداخل ونهتم به.”
وحول الداخل الإيراني قال الجنرال رضائي: “في داخل البلاد، نرى عدم الكفاءة وفشل العمل والفساد يعملان كالقنبلة الموقوتة".
وتابع رضائي “التلوث البيئي الذي يشهده إقليم الأحـواز وتجفيف بحيرة أرومية في أذربيجان، والأزمة التي شاهدها شعبنا في إحدى المطارات، والقطار الذي احترق كل ذلك ناتج عن عدم الكفاءة".
واعترف رضائي ضمنيا بوجود أزمة سنية شيعية وأزمة مع الشعوب غير الفارسية أو القوميات في إيران قائلا: “لابد من العودة إلى مبادئ الثورة الإيرانية، وأن نضع جانبا قضايا الطائفية والقومية حتى لا تلحق بنا الأضرار من الداخل".
فات النظام الإيراني وهو ينشر الخراب في المنطقة ويهدم المدن السنية العريقة كحلب والموصل ويقتل الأبرياء دون ذنب أو جريرة، ويهجر الملايين من المدنيين، ويطلق الصواريخ الباليستية على الدول الآمنة، أن النيران ستمتد إليه لا محالة، وأن توسعه الخارجي وانفاقه العسكري وافتخاره باحتلال 4 عواصم عربية، ارتد إليه وحتما سيدفع ثمن افعاله، وهكذا علمنا التاريخ، وكما أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، فإن صنائع الإرهاب والشرور تسقط صاحبها في أفخاخ الهلاك.