<< عميل إيراني أطلق 3 رصاصات قاتلة على الشهيد عند نزوله من سيارته أمام منزله في هولندا
<< الحادث الدموي وقع في مدينة «لاهاي» الهولندية على مسافة بضعة أمتار من مقر «محكمة العدل الدولية»
<< «مركز جنيف الدولي للعدالة»: وحشية الاغتيال تتشابه مع عمليات سابقة قام بها النظام الإيراني ضد معارضيه
أعادت عملية اغتيال الشهيد أحمد مولى «أبو ناهض»، المناضل الأحوازي الراحل، أمام منزله بمدينة «لاهاي» الهولندية في نوفمبر الماضي، إلى الواجهة من جديد قضية الاغتيالات السياسية التي يمارسها نظام الملالي الحاكم في إيران ضد المناضلين الأحوازيين منذ احتلال الإقليم عام 1925 وحتى الآن.
وفي عودة جديدة لسلسلة الجرائم والاغتيالات التي دأبت طهران على تنفيذها من خلال عناصر «الحرس الثوري» الإيراني وأجهزتها السرية المتعددة، أقدم مجهول على اغتيال المعارض الأحوازي الشهيد أحمد مولى، أحد قيادات «حركة النضال العربية لتحرير الأحواز» في هولندا، واتهمت دوائر المعارضة طهران بالوقوف وراء الحادث الدموي الذى وقع في مدينة «لاهاي» على مسافة بضعة أمتار فقط من مقر «محكمة العدل الدولية».
جريمة استخباراتية احترافية
اغتالت مخابرات الغدر والإجرام التابعة لنظام الملالي الدموي عن طريق عملائها في أوروبا المناضل الأحوازي الشهيد البطل «أبو ناهض»، حين صوّب أحد عملاء هذه المخابرات ثلاث رصاصات قاتلة، إحداها نحو الرأس واثنين نحو صدر الشهيد حين نزوله من سيارته، في جريمة غادرة يندى لها جبين أي حر في العالم.
وكان الشهيد «مولى» يصطحب عددا من ضيوفه إلى منزله، وحين كان برفقة عدد من ضيوفه أمام المنزل، نزل مسلح بمسدس «كاتم للصوت» من سيارة في الجهة المقابلة، وبادر بإطلاق رصاصتين على صدر الشهيد، وأخرى في رأسه حتى تأكد تماما من مقتله، وتمكن من الفرار بعدما فشل أصدقاء مولى في القبض على الجاني الذي سرعا ما لاذ بالفرار في سيارة كانت تنتظره، ما يعني أن الجريمة مدبرة باحترافية من قبل المخابرات الإيرانية.
وأحمد مولى (54 عاما) هو أحد مؤسسي الحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وكان يقيم في هولندا منذ عام 2006 حتى اغتياله مؤخرا، وهو من بين 13 ناشطاً أحوازياً تطالب سلطات الاحتلال الإيراني الدول الأوروبية بتسليمهم إليها.
ونزل نبأ اغتيال «مولى» كالصاعقة على قلوب الأحوازيين، حيث نعي الشيخ علي جابر الكعبي، الشهيد، منددا في بيان له بـ«جرائم الاحتلال الإيراني الغاشم، الذي امتدت أياديه لتنال من أرواح مناضلي الشعب الأحوازي، في محاولة بائسة للقضاء على الحراك الشعبي الشريف من أجل استرجاع الشرعية لاستقلال دولة الأحواز من أيادي النظام الصفوي الإرهابي».
إدانات وتنديدات دولية
حتى لا تمر هذه الجريمة النكراء مرور الكرام، بلا عقاب، نظم عدد كبير من أبناء الجالية الأحوازية المقيمين في هولندا مظاهرات للتنديد بالحادث الإجرامي، رفعوا خلالها لافتات تطالب بالتحقيق في جرائم طهران المستمرة ضد شعب الأحواز.
وطالبت منظمة «حقوق الإنسان الأحوازية»، في بيان لها عقب الحادث، بفتح تحقيق عاجل في ملابسات القضية وإعلان نتائجه وكشف المسببين في اغتيال الناشط أحمد ملا، مشددة على أن «المستفيد من هذا الاغتيال بالدرجة الأولى هو النظام الإيراني المتهم برعاية الارهاب العالمي». كما دعت المنظمة الحكومة الهولندية إلى توفير الأمن والحماية اللازمة والضرورية لجميع اللاجئين الأحوازيين على الأراضي الهولندية، لاسيما أن النظام الإيراني يمتلك سجلاً أسود حافلاً باغتيال المعارضين في الخارج والداخل.
من جانبه، استنكر «مركز جنيف الدولي للعدالة» اغتيال مولى، وأصدر المركز بيانا عقب الحادث الدامي جاء فيه : «ينتمي مولى لأقلية إثنية تتعرض للتمييز العنصري في إيران، وكان يخشى الاعتقال أو التصفية الجسدية في وطنه من قبل السلطات الايرانية، لذلك قرر الخروج من البلد بمعية أسرته عام 2005 واستقر في هولندا منذ عام 2006، وكرس حياته أحمد دفاعا عن حقوق الإنسان والديمقراطية».
وأكد بيان المركز أن «وحشية الاغتيال تتشابه مع عمليات اغتيال سابقة قام بها النظام الإيراني ضد معارضيه في الخارج، خاصة أن مولى تلقى تهديدات بالاغتيال من النظام الإيراني، في إطار محاولات إيرانية معروفة لإسكات المعارضة بكل أشكالها، سواء من العرب أو الأكراد أو البلوشستان».
ورغم ذلك، أعطت عملية الاغتيال دفعة قوية جديدة للقوى الوطنية الأحوازية أن تخطو نحو تحرير الإقليم المحتل منذ عام 1925 عبر طرق الأبواب الدولية، للمطالبة بتحرير دولتهم وإعلان الاستقلال التام.