في غفلة وعدم انتباه يقع فيها العاملون على المشروع الشيعي يتضرر القلب بكثرة ورود الباطل عليه من شبهات وخرافات ودعاوى وكذب وتزييف.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ). رواه الترمذي ( 3334 ) وقال: حسن صحيح ، وحسَّنه الألباني .
وطبيعة القلب أنه يتلقف مثل هذه الأمور ويتأثر بها دون شعور وإدراك من صاحبه.
عن حُذَيْفَة قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ). رواه مسلم ( 144 ) .
لذا وصيتي لكل مهتم بالشأن الشيعي للانتباه لهذا الخطر الغير ظاهر والذي مع مرور الوقت يتحول ورما خبيثا يؤثر على صحابه.
ومن أبرز مظاهر التأثر:
- تغير الهدف من طلب الهداية إلى الرغبة في كسر الخصم وهزيمته.
- حب الذكر والثناء الحسن على شخصه كمتخصص ضليع.
- تغير النية الصالحة في بيان الحق وإيضاحه.
- سوء الخلق متمثلا في السب والشتم والاستهزاء.
- الإعجاب بالنفس.
- المكابرة في قبول الحق.
- عدم الالتزام بمبادئ الحوار والمناظرة.
- إلحاق الضرر بالمخالف واستعداء الآخرين ضده في غير حاجة.
قال ابن القيم – رحمه الله - : والفتن التي تُعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن الشهوات، وفتن الشبهات، فتن الغي والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظلم والجهل، فالأولى: توجب فساد القصد والإرادة، والثانية: توجب فساد العلم والاعتقاد. "إغاثة اللهفان" (1 / 12).
من هنا فهذه وصايا لأحبتي حتى تحفظ القلوب وتحصن من هذا البلاء. تذكرة عودة لمراجعة النفس وتحصينها:
- كثرة الاستغفار والذكر عموما.
- استشعار فضل الهداية للآخرين.
- الإكثار من دعاء اللهم يا مقلب القلوب.. وطلب الدعاء من الوالدين وغيرهم لك بالثبات والحق.
- قراءة القرآن.
- قراءة كتب الرقائق.
- الصدقة.
- استحضار سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المخالفين ورحمته بهم.
- مراجعة أهل العلم في كل ما يرد على القلب والسمع ولا يعرف له جواب أو رد.
- ترك الحياء في معرفة الحق والسعي إليه.
- حسن الخلق وأطر النفس عليها في الحوار والمناظرة والالتزام بقواعد الشرع في ذلك.
- مراجعة وإصلاح النية مرارا وتكرارا.
أسال الله أن يكتب لي ولكم الأجر، وثبتنا على الحق حتى نلقاه .
*الهيئة العالمية للسنة النبوية
*عضو جمعية العقيدة السعودية