اتهم مقال بواشنطن تايمز الإثنين 16/8/1437 هـ إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالكذب على الشعب الأميركي وشعوب العالم لتبرير المفاوضات النووية مع إيران وسياساتها الأوسع لترضيتها.
وأورد المقال الذي كتبه عضو مجلس اللوردات البريطاني المستقل كينيث ماغينيس أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض للاتصالات الإستراتيجية بالإنابة بن رودس ساعد أوباما ليس في إقناع نواب الكونغرس فقط بل أيضا شعوب أغلب دول العالم بأن النظام الإيراني حقق اعتدالا تحت حكم الرئيس حسن روحاني وأنه في طريقه نحو الإصلاح.
ورأى ماغينيس أن أي شخص يفهم قليلا في السياسة الإيرانية وأيديولوجية نظامها سيكتشف كذب الإدارة الأميركية، مضيفا أن من اقتنعوا بالرؤية التي روجت لها واشنطن بشأن طهران إما أنهم يتمتعون بولاء ساذج للحكومات أو يرغبون بشدة في جني رجال الأعمال الأوروبيين ثمار إعادة الارتباط بالنفط الإيراني واقتصادها.
وأضاف بأن هؤلاء ساعدوا في التوصل للاتفاق النووي الذي قدمت إيران بموجبه تنازلات هامشية وحصلت على حرية الاستمرار في تنفيذ سياساتها القمعية والمعادية لحقوق الإنسان وتهديد جيرانها والديمقراطيات الغربية والتدخل المدمر في النزاعات مثل ذلك الذي لا يزال يمزق سوريا واليمن.
ولاية الفقيه
وقال ماغينيس إن التغيير الحقيقي في إيران لا يمكن أن يحدث إلا إذا انتهى نظام الحكم "الثيوقراطي" القائم على ولاية الفقيه فيها.
وأشار إلى أنه من المفهوم أن بعض صناع القرار بالغرب وافقوا على الاتفاق النووي مع إيران والتوجه المترتب عليه وهو التقارب مع طهران لأنهم اعتبروا أنه من قبيل المسلمات أن أكثر الشخصيات نفوذا في الولايات المتحدة ستكون على معرفة عالية بما يجري بالشرق الأوسط وأنهم لن يسعوا عمدا لتضليل حلفائهم حول أمر بمثل هذه الأهمية.
ولفت الكاتب الأذهان إلى أن مجلة نيويورك تايمز قالت بصراحة مؤخرا إن النتائج الضارة لسياسة أميركا الأخيرة تجاه إيران كانت بسبب الكذب، مضيفا بأنه رغم ذلك فمن الممكن تماما أن بعض الشخصيات في المناصب العليا بإدارة أوباما كانت تؤمن بصدق أن إيران قادرة على الإصلاح الداخلي وأن روحاني هو من يستطيع تحقيق ذلك.
براهين داحضة
وأوضح أن هذه الفئة الصادقة في اعتقادها توفر لها خلال مفاوضات النووي وبعدها من البراهين ما يدحض اعتقادها هذا. واستشهد الكاتب بتجارب إيران على الصواريخ البالستية والإشارات "المستفزة" الأخرى، وأوامر روحاني لوزير دفاعه لتوسيع برنامج الصواريخ عابرة القارات.
وأضاف بأن فترة حكم روحاني شهدت أعلى معدل للإعدامات في إيران خلال عشرين عاما "وبالتالي يمكن القول إن آفاق إصلاح السياسة الداخلية والخارجية في إيران ستكون أسوأ حاليا".
ودعا ماغينيس كل من دعم وصدق رؤية البيت الأبيض لإيران إلى أن يفيق بعد اكتشاف الكذب، قائلا إن الوقت لا يزال مناسبا للضغط على طهران لتقديم تنازلات حقيقية لن تقدمها طواعية ومن تلقاء نفسها.