الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

«حزب الله».. ذراع إيران لتصدير الإرهاب الدولي

المجلة - | Thu, Dec 7, 2017 1:44 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

<< محكمة مصرية تصدر أحكام قضائية بإدانة 26 من الجناح العسكري للحزب تورطوا في أعمال إرهابية

<< الحزب يزعم محاربة «الاستكبار العالمي» المتمثل في أمريكا وحلفائها.. ويضع الدول العربية في مرمى الاستهداف

<< وسائل إعلام في دولة «بيرو» بأمريكا اللاتينية تتهم جمعية تابعة لـ«حزب الله» بالضلوع في أعمال عنف

 

على مدار الأعوام الماضية، تمكنت إيران عبر «حزب الله» من امتلاك جيش من الإرهابيين التابعين لـ«الحرس الثوري» في لبنان، تستخدمه في نشر الفوضى في المنطقة، وتصدير الإرهاب المقاتلين والعملاء لإشعال الحروب وتأجيج الصراعات وتنفيذ عمليات دموية في كل من السعودية ومصر والبحرين، فضلا عن إرهاب «حزب الله» المعلن عنه في سوريا، والموجه ضد أهل السنة في البلاد بالدرجة الأولى.

ولا تختلف أدبيات «حزب الله» السياسية عن أدبيات تنظيم «القاعدة»، فكلاهما يصدّر الإرهاب للعالم، ويبرره بمحاربة «الاستكبار العالمي» المتمثل في أمريكا وحلفائها، ويضع الدول العربية في مرمى الاستهداف، بدعوى أنها امتداد للاستكبار العالمي، ويترتب على ذلك عندهم نزع الشرعية من الدول العربية، والتآمر ضدها، ابتداء من الخطابات المحرضة، وانتهاء بتكوين الخلايا السرية والتخطيط لشن عمليات إرهابية، والناظر في أدبيات كلا الطرفين يجد تركيزاً واضحاً على استهداف دول الخليج.

ومن مظاهر التشابه - بل التماهي- بين «حزب الله» وبقية التنظيمات الإرهابية، الانخراط في أنشطة إجرامية إرهابية عديدة، مثل تدريب الإرهابيين، وتصدير المقاتلين الأجانب، وتهريب الأسلحة، والتورط في عمليات إرهابية من تفجير واغتيال وتخريب وتجسس وتخابر، ودعم أعمال العنف والشغب، وتهريب المخدرات، وتبييض الأموال، وقد امتدت الأيادي الإرهابية العابثة لحزب الله في دول عربية عدة كالسعودية والبحرين والكويت ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها.

إرهاب في البلد الحرام

نفذ «حزب الله» عملية إرهابية كبرى بتفجير عبوتين ناسفتين في 10 يوليو 1989 خلال موسم الحج بالقرب من مسجد الحرام في مكة المكرمة، وألقت السلطات السعودية آنذاك القبض على 16 حاجا كويتيا ينتمون الى حركة الفتح، اعترفوا بقيامهم بالتفجيرين من خلال تسجيل تم بثه عبر التليفزيون الرسمي السعودي بتاريخ 20 سبتمبر 1989، وتم اعدامهم بعدها بيوم، ونتج عن التفجيرين مقتل شخص واصابة 15 شخصا اخرين بجروح، وملخص ما جاء بنص الاعترافات والاتهام أن المتهمين تلقوا تعليمات من قبل محمد باقر المهري وبالتنسيق مع دبلوماسيين إيرانيين في السفارة الإيرانية بالكويت لتدبير التفجير، وقاموا باستلام متفجرات TNT من الباب الخلفي للسفارة بالكويت، ثم نقلها إلى داخل المملكة حيث قاموا بزرعها وتفجيرها بالموعد المحدد. أما الهدف من العملية كما جاء على لسان المتهمين، فكان إظهار عجز السعودية أمنيا وتنظيميا وأنها لا تستطيع إدارة الحج وحماية الحجاج".

ومن أبرز العمليات الإرهابية لـ«حزب الله» تفجير أبراج «الخبر» السعودية في يونيو 1996، بعد أن قام الحزب بتهريب المتفجرات إلى السعودية من لبنان، كما اكتشفت المخابرات المصرية في عام 2009 خلية للحزب، عملت على تجنيد الأعضاء لتنفيذ عمليات إرهابية ضد السفن والبوارج العابرة لقناة السويس والسائحين الأجانب والمنشآت السياحية في سيناء، إلى غير ذلك من العمليات الإرهابية الكثيرة، ما يعكس الخطورة البالغة لهذا التنظيم الإرهابي على الأمن الإقليمي والدولي.

ومن المشتركات أيضاً بين «حزب الله والقاعدة» العمل على تمكين المشاريع الإرهابية في الدول من خلال دعم الفكر الثوري للإطاحة بأنظمتها ومؤسساتها، فقد تبنى «حزب الله» مبدأ «تصدير الثورة» الذي دعا إليه الخميني، وحرَّض الحزب في خطاباته ضد الدول العربية، وركز على دول الخليج خاصة، وقام بدعم أعمال العنف والشغب التي جرت في البحرين، وهو الخط الذي تبناه تنظيم «القاعدة» أيضاً.

ولم يتوقف إرهاب الحزب عند حدود منطقة الشرق الأوسط، بل إنه يمتد إلى أصقاع بعيدة من العالم، حيث أثارت قضية مقتل مواطن من دولة «البيرو» في أمريكا الجنوبية خلال احتجاجات عمالية وقعت العام الماضي كثيراً من المشكلات داخل برلمان البلاد.

واتهمت وسائل إعلام محلية في البيرو على الفور ميليشيات «حزب الله» بالتعاون مع جماعة الدرب المنير «سينديرو لومينوسو» في أعمال العنف، وذلك لأن هذه المنطقة هي مكان تمركز لجمعية خيرية تدعمها ميليشيات «حزب الله» وتسمى «أنكاري إسلام» المدعومة ماديا وأيديولوجيا من قبل ميليشيات الحزب وإيران.

الجامعة العربية: «حزب الله» إرهابي

في 15 نوفمبر الماضي تقدم محام مصري بدعوى قضائية لإدراج «حزب الله» اللبناني كمنظمة إرهابية. وقال المحامي في عريضة الدعوى الموجهة إلى إحدى المحاكم القاهرية إنه "يجب إدراج حزب الله وجناحه العسكري وقياداته وأعضائه ككيان إرهابي، وذلك لارتكاب الجناح العسكري للحزب أعمالا معادية للدولة المصرية، بعد صدور أحكام قضائية بالإدانة ضد 26 متهماً من الجناح العسكري للحزب، وبعقوبات متفاوتة تبدأ بعقوبة السجن المؤبد على 4 من قادة الجناح، إلى جانب عقوبات متفاوتة لبقية المتهمين، بعد أن ثبت من خلال التحقيقات تورط تلك العناصر في استهداف السفن والبوارج العابرة لقناة السويس والسائحين الأجانب، والقيام بتدريبات عسكرية وأعمال رصد ومراقبة للأماكن العسكرية والاستراتيجية، وحفر أنفاق بين مصر وغزة على الحدود الشرقية لتهريب المتفجرات والأسلحة والذخائر.

وذكر المدعي في أوراق القضية أن من "ضمن الجرائم التي ارتكبها الجناح العسكري لحزب الله حادث اقتحام السجون المصرية بمشاركة حركة حماس، حيث اقتحموا سجن وادي النطرون في 28 يناير 2011، وتمكنوا من تهريب قيادات حماس المحبوسة داخل السجن على ذمة قضايا إرهاب، وكذلك قيادات الجناح العسكري في حزب الله، ولتنفيذ ذلك قاموا بقتل العديد من الضباط والجنود المكلفين بحراسة السجن".

وبعد أيام من تقديم هذه الدعوى المنظورة أمام القضاء المصري حتى الآن، نددت جامعة الدول العربية بـ"التدخلات الإيرانية في البحرين وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة، وإثارة النعرات الطائفية، وزعزعة الأمن والاستقرار، من قبل حزب الله وإيران، في السعودية والبحرين".

وحملّت الجامعة العربية «حزب الله» الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية"، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أي دعم للإرهابيين في محيط إقليمه".

وفي هذا السياق، اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي حزب الله «منظمة إرهابية»، وأكد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، في تصريحات له أن "سجل الإيرانيين حافل بالإرهاب، فقد استخدموا حزب الله كذراع إرهابي في كل الدول، ولم تسلم مصر قبل سنوات من إرهابه، كما تورطت إيران في عمليات إرهابية داخل المملكة ابتداء من انفجارات ٢٠٠٣".

وهو ما أكده موقع «روسيا اليوم» الناطق بالعربية، وهو أبرز المنصات الإعلامية الروسية، حيث الموقع طرح تصويتًا بخصوص الحزب اللبناني، في سؤال رئيس هو :"هل تتفق مع قرار دول الخليج تصنيف حزب الله منظمة إرهابية".

وتم طرح التصويت عبر الموقع، بالتزامن مع قرار دول مجلس التعاون الخليجي، اعتبار «حزب الله» بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمة إرهابية. وجاءت على النحو الآتي: 63% أيدوا قرار مجلس التعاون الخليجي، و37% أجابوا بـ«لا»، ووصل عدد المشاركين في التصويت إلى نحو 700 ألف شخص.

من جهة أخرى، قالت هيذر نوريت،  المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، في الشهر نفسه، إن "العالم لا يجب أن يتفاجأ بنشاطات ميليشيات حزب الله الإرهابية بسبب تاريخها الطويل في هذا المجال؛ وجميعنا نعرف نوعية النشاطات التي يقوم بها الحزب في دول منطقة الشرق الأوسط".

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت