<< عضو بارز في الحزب: مثلما تصدّر لنا أوروبا وأمريكا الإرهاب.. فنحن بالمقابل «نبيعهم المخدرات»
<< حسن نصر الله يقدم «خطاب شكر» لتاجر مخدرات لبناني لتبرعه السخي لـ«صندوق شهداء المقاومة»
<< شبكة الحزب الدولية للإتجار بالكوكايين تمتد من أمريكا الجنوبية إلى دول الخليج وأفريقيا وأوروبا
في 8 يونيو الماضي، ألقت سلطات الأمن اللبنانية القبض على تاجري مخدرات في منطقة «الشويفات" والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وأظهرت التحقيقات التي أُجريت معهما أن أحدهما هو نجل شقيق وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن، وهو أحد الوزراء المحسوبين على «حزب الله".
وسبق أن ضبطت الجمارك اللبنانية في مارس 2012 عبر ميناء بيروت آلتين لتصنيع حبوب «الكبتاغون" المخدرة، وهي المادة الأكثر رواجا في سوريا اليوم، وتبين أن هناك مستودعا لتصنيع هذه الحبوب في منطقة «الشويفات" على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب، فضلا عن تورط 10 أشخاص من بينهم شقيقا حسين الموسوي، النائب عن «حزب الله" في البرلمان اللبناني.
وكشفت التحقيقات الرسمية عن ضلوع قيادات «حزب الله" وكوادره في أنشطة قذرة تتعلق بتهريب وتجارة المخدرات على نطاق دولي، لتمويل نشاطات الحزب العسكرية والتخريبية في سوريا ولبنان وبعض دول الخليج، ولدعم شبكة التهريب الدولية بالغة التعقيد التي شكلّها الحزب على مدار الأعوام الماضية، بهدف إرهاب خصومه في الداخل والخارج.
ولا يكتفي الحزب بالإتجار في المخدرات فحسب، بل إنه يستغل الأوضاع المعيشية السيئة التي يمر بها المزارعون في «منطقة البقاع" اللبناني، بسبب توقف تصدير المنتجات الزراعية إلى بعض البلدان العربية، وتردي الأحوال الاقتصادية في السوق المحلي، يستغل الحزب ذلك لإغراء المزارعين بالمال الوفير والحماية لزراعة أراضيهم بمخدري «الحشيش والأفيون".
شبكة تهريب دولية
كشف معهد «رند" الأمريكي عن أن هناك عددا كبيرا من المنظمات الإجرامية الناشطة في مجال تهريب الكوكايين وتجارة السلاح تعمل في المثلث الحدودي بين دول أمريكا الجنوبية، ومنها البرازيل والأرجنتين والباراغواي، من أجل تمويل أنشطة «حزب الله" الإرهابية، وأنه يتم تحويل الأموال الطائلة الناتجة عن هذه التجارة غير المشروعية عبر شبكة مصرفية معقدة، تتخذ من دول أفريقية ستارا لغسل هذه الأموال.
وذكر المعهد في تقرير له صدر منتصف العام الحالي، أن هناك «ملايين الدولارات" يتلقاها «حزب الله" شهريا من المدعو أسد أحمد بركات تاجر المخدرات الدولي المُدرج على «لوائح الإرهاب" الأمريكية، والمعروف بتعاملاته في مجال المخدرات، والذي حصل على «خطاب شكر" من حسن نصر الله، أمين عام الحزب، شخصيا، لتبرعه السخي لـ«صندوق شهداء المقاومة".
من جهة ثانية، أوقفت السلطات الأرجنتينية في 7 سبتمبر 2016 مواطنا لبنانيا حاول الدخول إلى البلاد بجواز سفر مزور من باراغواي باسم خليل محمد السيد. وكشفت التحقيقات الأرجنتينية مع المتهم أنه المسؤول الأول عن نشاطات «حزب الله" الإجرامية، وأنه ينسق عمليات التهريب المخدرات لمصلحة الحزب، لاسيما بين أبناء الجالية اللبنانية، في منطقة المثلث الحدودي بين الأرجنتين وباراغواي والبرازيل.
وبثت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC" في 4 مارس الماضي، تقريرا تلفزيونيا مصورا عن زراعة الحشيش في لبنان، ظهر فيه أحد أكبر تجار المخدرات في لبنان والمدعو علي نصري شمص، العضو البارز في «حزب الله" مكشوف الوجه ومتحديا السلطات بسلاحه خلال لقاء أجراه معه مراسل الشبكة، وقال «شمص" صراحة: «مثلما تصدر أوروبا وأمريكا الإرهاب لنا، فنحن – بالمقابل- نبيعهم المخدرات".
ومن المعلوم أن الحزب اعتمد منذ تأسيسه على زراعة وتجارة المواد المخدرة كمصدر مالي مهم، وأكد محققون ألمان في عام 2008 خلال تحرياتهم على دلائل تؤكد أن «حزب الله" يمول عملياته من تجارة المخدرات في أوروبا، وأن هذا الاشتباه ظهر للمرة الأولى عندما ضبط موظفو الجمارك بمطار فرانكفورت في 2008 نحو 8.7 ملايين يورو في أمتعة أربعة مواطنين لبنانيين لهم صلات وثيقة بـ«حزب الله".
وألقى محققون من سلطات الجمارك الألمانية بالتعاون مع محققين من الشرطة الجنائية عام 2007 القبض على شخصين من عائلة لبنانية تعيش في مدينة «شباير"، هربت مبالغ كبيرة من عوائد تجارة الكوكايين في أوروبا إلى لبنان عبر مطار فرانكفورت، وسلمتها لشخص على علاقة بالدوائر العليا للحزب والأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وفي هذا السياق الإجرامي، أعلنت السلطات الأمنية الهولندية في أبريل 2009 أنها تمكنت من إلقاء القبض على 17 شخصا ينتمون إلى شبكة دولية لتهريب المخدرات مرتبطة بـ«حزب الله"، وأن هذه الشبكة قامت بنقل شحنات من مادة الكوكايين المخدرة بين دول عدة من ضمنها فنزويلا وبلجيكا وإسبانيا والأردن، حيث يُشتبه بأن المجموعة تاجرت بنحو 2000 كيلوجرام من الكوكايين خلال عام واحد.
استهداف شباب الخليج بالمخدرات
كشفت السلطات السعودية في مارس من العام الماضي عن أن العمليات التي ضبطتها إدارة مكافحة المخدرات بالسعودية من أقراص «الأمفيتامين" المُهربة إلى المملكة عبر الخليج العربي والبحر الأحمر، كان مصدرها «حزب الله" الذي ينشط بقوة في إرسال الكميات لاستهداف الشباب السعودي، خصوصا وأن الأقراص تحتوي على مواد مسمومة تسبب تلفا في خلايا الدماغ.
وفي نوفمبر الماضي، اتهم عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، «حزب الله" صراحة بالتورط في أنشطة إجرامية عدة بحق دول المنطقة، ومنها تهريب الأسلحة وتجارة المخدرات وغسيل الأموال.
وعلى الرغم من نفي الحزب القاطع أي صلة له بهذه التجارة القذرة، إلا أن العديد من التقارير التي نشرت خلال السنوات القليلة الماضية، وما ذكرناه هنا «غيض من فيض" كأمثلة دامغة فقط، تؤكد ضلوع الحزب في إنتاج المخدرات والاتجار بها، مستعينا بفئة كبيرة من المغتربين اللبنانيين الشيعة المغتربين في أمريكا الجنوبية وأفريقيا بشكل رئيس، وذلك لخدمة مصالحه وتسهيل عملياته لوجستيا على الأقل، بل حتى بالاعتماد على أطفال يتم بتهريبهم من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وتمارس شبكات تجارة المخدرات عملها تحت إشراف فرع مختص تابع لـ«حزب الله"، بالتعاون مع أباطرة وكارتلات المخدرات الدولية، مع تقمص بعض أفراد هذه الشبكات أحيانا هيئة شخصيات منتمية لتنظيم «القاعدة" في الدول المعادية للولايات المتحدة مثل أفغانستان وباكستان، حيث تزدهر زراعة المخدرات بأنواعها المختلفة، وخاصة مخدر الحشيش.
في المقابل، هناك من يرّوج لهذه النشاطات المتعلقة بتجارة المخدرات من قبل الشبكات التابعة لـ«حزب الله"، بدعوى أنها إنما جاءت كامتداد للصراع بين الحزب وبين الكيان الصهيوني من خلال إغراق إسرائيل بالمواد المخدرة، وبزعم كون المخدرات «أحد الأسلحة" التي تستخدمها المقاومة لإضعاف جنود الجيش الإسرائيلي، وتحطيم روحهم المعنوية، ولتدمير ذلك الكيان الغاصب من الداخل. وهي مزاعم رد عليها مسؤولون إسرائيليون بقولهم إن «إسرائيل مجرد محطة في تجارة المخدرات اللبنانية المزدهرة"!
ومن الغريب أن نوح زعيتر، المطلوب الأول في لبنان بتُهم تجارة المخدرات والحشيش، والمقرب من حسن نصر الله بشكل شخصي، توعد مؤخرا بـ«قطع اليد" التي ستمتد على سلاح «حزب الله"، ردا على الأصوات المطالبة بنزع أسلحة الحزب، على خلفية أزمة استقال سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني مؤخرا.
وأضاف «زعيتر" قائلا في مقابلة صحفية: «أنا وأبناء عشيرتي التي هي أكبر عشيرة في الشرق الأوسط لبيّنا طلب السيد حسن بالدفاع عن أرضنا، ونحن درع المقاومة ونحن من يحمي المقاومة ونحن من يحمي حزب الله"!