الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

«نظام الملالي» غارق في حلم «الإمبراطورية».. والرياض تواجه «هتلر إيران»

المجلة - | Thu, Dec 7, 2017 12:15 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

تقرير يكتبه- أحمد النعماني

صراع مرير يتأجج بين قوتين إحداهما على طرفي نقيض في العقيدة والمذهب والموقع الجغرافي، أحدهما يخدم المشروع الفارسي والتشيع وإقامة الهلال الشيعي في المنطقة، بالطبع تتزعمه طهران للسيطرة على المفاصل الحيوية بالمنطقة العربية وإعادة إحياء المجد الإمبراطوري القديم، والثاني يدافع وينافح عن سنية المنطقة وتنقيتها من المؤامرات الصفوية.

تعتبر السعودية المملكة والمنشأ الذي شهد مبعث الرسالة المحمدية، ومن ثم فالسعودية هي زعيمة العالم الإسلامي بهذا الاعتبار حيث يقع بها الحرمين الشريفين، وتعارض تزايد نفوذ القوة الشيعية في المنطقة، فهي تشن حربا طويلة ضد متمردي الحوثيين في اليمن والذين يحظون بدعم مادي من إيران .

طبول حرب ساخنة !

اندلعت مؤخرا حرب تصريحات حامية أخذت في التصاعد بين الرياض وطهران على خلفية  إطلاق الحوثيين باليمن صاروخا باليستيا على الأراضي السعودية، سقطت شظاياه في محيط مطار الملك خالد جهة العاصمة الرياض .

لم تتأخر الرياض كثيرا في اتهام إيران على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتزويد الحوثيين بالصواريخِ، ما اعتبره عدواناً عسكرياً مباشرًا.

إدانة عربية  للتدخل الإيراني

حذر وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي الصادر عن الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه السعودية، من التدخلات الإيرانية في المنطقة  مؤكدين أنها تغذي النزاعات الطائفية والمذهبية، كما اتهموا حزب الله بدعم الإرهاب، حيث حمّل البيان حزب الله مسؤولية "دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية".

واتهم البيان إيران بتنفيذ "أعمال إرهابية" في البحرين، كما أدان استمرار احتلال إيران لجزر طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى الإماراتية.

كما أدان البيان إطلاق صاروخ باليستي "إيراني الصنع" من الأراضي اليمنية باتجاه العاصمة السعودية الرياض في وقت سابق من نوفمبر، باعتباره "عدوانا صارخا" ضد المملكة.

وقرر المجتمعون حظر ما وصفوها بالقنوات الفضائية الممولة من إيران باعتبارها "تهديدا للأمن القومي العربي".

عقود من التوتر

التوتر بين الطرفين له خلفيات كثيرة تجسدت في عديد من الوقائع والمواقف والأحداث الدامية:

- تُعد السعودية زعيمة العالم الإسلامي، مستمدة شرعيتها في هذا الصدد وبشكل جزئي إلى وجود الحرمين الشريفين. وقامت برعاية مؤتمر إسلامي دولي في مكة عام 1962، وأنشأت رابطة العالم الإسلامي، وهي منظمة مكرسة لنشر الإسلام وتعزيز التضامن الإسلامي في إطار السلطة السعودية. كانت الرابطة "فعالة للغاية" في تعزيز الإسلام، وقادت السعودية أيضا إنشاء منظمة التعاون الإسلامي في عام 1969.

-عملت إيران على تشويه "السعودية"، فظل نظام الخميني وبعد قيام الثورة في 1979  يطعن في شرعية السلطة الملكية السعودية بوصفها خادمة للحرمين الشريفين، وساءت العلاقات بين البلدين على مدى العقد التالي، رغم أن السعودية رحبت بـ"التضامن الإسلامي" و أنه قد يكون هو الأساس لتوثيق العلاقات بين البلدين.

- حاولت إيران في البداية "تصدير الثورة" إلى دول الجوار وخاصة العراق ودول الخليج وتأجيج الأحداث داخل المملكة العربية السعودية، وهو ما عرف بأحداث انتفاضة محرم في المنطقة الشرقية في نوفمبر 1979 واستضافت إيران بعض السعوديين الشيعة داخل أراضيها.

- في 5 يونيو من عام 1984 أثناء الحرب العراقية الإيرانية قامت القوات الجوية الإيرانية عن طريق 4 طائرات من نوع إف 4 بإختراق المجال الجوي السعودي، وقامت القوات الجوية السعودية بالتصدي للإختراق الإيراني بطائراتين من طراز إف 15 واستطاعت إسقاط طائرتين إيرانيتين وإصابة ثالثة، فيما نجحت الطائرة الإيرانية الرابعة بقصف خزان للمياه في الدمام.

-اكتشفت سلطات الأمن السعودية عدداً من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة وهم يخبئون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار وتُعرف باسم سي فور، وخلال تفتيش رجال الجمارك لعدد 95 حقيبة تم ضبط ما يعادل 51 كجم من هذه المادة، وسُجلت اعترافاتهم وأُعلنت بالتلفزيون السعودي .

- في عام 1987 وأثناء موسم الحج أثار الحجاج الإيرانيون الشغب في مكة المكرمة للاعتراض على الموقف السعودي المساند للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية وأسفرت تلك الأحداث عن مقتل 402 من الأشخاص على النحو التالي:

85 من رجال الأمن والمواطنين السعوديين.

42 من بقية الحجاج الآخرين الذين تَصَدَّوا للمسيرة من مختلَف الجنسيات.

275 من الحجاج الإيرانيين المتظاهرين معظمهم من النساء.

وتسببت هذه الأحداث في اقتحام متظاهرين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد و قتل الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي واعتقال رضا عبدالمحسن النزهة القنصل السعودي مما أدى للقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.      

- دعمت إيران مجموعات إرهابية في السعودية 1988 – 1989، والتي تدخل في إطار فترة الثمانييات الدموية، حيث قامت جماعة حزب الله الحجاز بعدة تفجيرات في السعودية مثل تفجير الجعيمة 1987 وتفجير الجبيل 1988 وقامت مجموعة حزب الله الكويتي بتفجير الحرم المكي.   

- أدى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، بالإطاحة بصدام حسين، وهو عربي سني كان من ألد أعداء إيران، مما أدى قلب المواجهة العسكرية الحاسمة لصالح النفوذ الإيراني في العراق والذي ظل يتزايد منذ ذلك الحين.

- عاد التوتر من جديد بين البلدين بعد وصول أحمدي نجاد للسلطة و مع تطور البرنامج النووي الإيراني وسيطرة الأحزاب الشيعية المتحالفة مع إيران على السلطة في العراق الجار الشمالي للسعودية.

- قامت السلطات السعودية في الثاني من يناير عام 2016 بإعدام 47 شخصاً بتهم متعلقة بالإرهاب، معظمهم مرتبطون بتنظيم القاعدة. إلا أن أربعة من المتهمين كانوا من الشيعة وأبرزهم نمر النمر وهو رجل دين شيعي سعودي ذو نشاط سياسي معارض وله روابط بالنظام الإيراني.  

حرب باردة

رغم توترات الماضي والإرهاصات التي قد تنبئ إلى إندلاع حرب ميادنية ساخنة متعددة الأطراف، فإن المواجهة المباشرة بين السعودية وإيران تنحصر حتى الوقت الراهن في نطاق الحرب الباردة، حيث يتجلى في المشهد صدى للأحداث التي اندلعت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي واستمرت لعدة سنوات .

ففي المعسكر الموالي للسعودية هناك فاعليون سنيون كبار في الخليج وهم الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين إضافة إلى مصر والأردن .

أما المعسكر الإيراني فيتمثل في النظام السوري والتي حظي بدعم قوي من إيران، إلى جانب المليشيات المدعومة من إيران والتي تضم حزب الله اللبناني والذي لعب دورا بارزا في محاربة الجماعات السنية، كما أن الحكومة العراقية التي تسيطر عليها الشيعة، هي حليف قريب من إيران، رغم أنها تحتفظ بعلاقة وثيقة مع واشنطن والتي اعتمدت عليها في مكافحة "تنظيم الدولة"، إضافة إلى جماعة الحوثي الإرهابية والتى يقدم لها دعم إيراني منذ عقود بهدف خلق مزيد من التوتر للبلد المجاور من ناحية الجنوب.

 واتهمت السعودية إيران بتزويد اليمن بصواريخ بالسيتة تم توجييها من قبل متمردي الشيعة الحوثيين ضد الأراضي السعودية، فاليمن واحدة من ميادين القتال التي تؤجج نيران التوتر بين السعودية و إيران، ومن المتوقع أن تكون لبنان ميدانا مرشحا للصراع في المستقبل المنظور .

شهد النفوذ الإيراني نموا كبيرا في العقود الماضية ، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين في العراق، كما أنها دعمت بشار الأسد في قتاله ضد جماعات المعارضة، وهو الدور الذي اضطلع به حرسها الثوري ضد السنة في سوريا والعراق، لا سيما وأن هذا الحرس الثوري يشكل قوى اقتصادية وسياسية وعسكرية كبرى داخل إيران التي تملك بعضا من أكثر الأنظمة الصاروخية تطورا في المنطقة، بينما يصل عدد طواقم الجند فيها إلى ما يزيد على نصف مليون يقومون بالخدمة الفعلية، ومن بينهم الحرس الثوري . 

أثار دور إيران في مساندة نظام بشار الأسد انتقادات عربية، وغربية، واسعة، واعتبرت دول عربية، خاصة في منطقة الخليج، هذا الدور دليلا على ما يصفونه بمشروع إيراني طائفي توسعي في الشرق الأوسط. وصدرت تصريحات عن سياسيين إيرانيين تتحدث عن سيطرة طهران على دول عربية، مثل سوريا والعراق واليمن، فضلا عن هيمنة حزب الله التابع لإيران على الساحة اللبنانية .

لاعبون رئيسيون في قلب الصراع

لم يتخذ الصراع حتى الوقت الراهن صورة المواجهة العسكرية المباشرة ، ولكنه يحتدم بين مد وجذر وتصاعد وتراجع وظهور نذر للحرب مع كل حادثة أو تصريح، إلا أن هناك أحلافا دولية وإقليمة، ولاعبين رئيسيين  انخرطوا في الأزمة ويشاركون فيها عن كثب وفقا لعلاقات كل منها مع هذا الطرف أو ذاك وهم :

الولايات المتحدة

توصف العلاقات الأمريكية الإيرانية على أقل تقدير بأنها متوترة ومن أبرز الأحداث التي أثرت على العلاقة بينهما عملية الإطاحة برئيس وزراء إيران في عام 1953 التي نسقتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه)، والثورة في إيران، واحتجاز رهائن في السفارة الأمريكية في طهران في ثمانينيات القرن العشرين.

على النقيض، طالما كانت السعودية حليفة للولايات المتحدة، بالرغم من أن العلاقة بينهما توترت إبان إدارة الرئيس باراك أوباما، خاصة بسبب النهج الذي اتبعته واشنطن في التعامل مع إيران.

أما ترامب فقد تعهد باتخاذ موقف أكثر تشددا مع إيران، وقد فعل، حيث تنصل من الاتفاق التاريخي الذي وقعته طهران بشأن برنامجها النووي إبان إدارة أوباما.

روسيا

روسيا حليف لكل من السعودية وإيران، إذ تجمعها روابط اقتصادية وثيقة بكل منهما، كما أنها باعت أسلحة متطورة لكلا الجانبين.

ولا يبدو أن موسكو اتخذت صف أي من الطرفين في الأزمة بين طهران والرياض، وإنما بعثت مؤشرات على استعدادها للعب دور الوسيط.

ويرجع انخراط روسيا في الشرق الأوسط إلى زمن الحرب الباردة، حين وفّر الاتحاد السوفيتي التسليح والتدريب لضباط الجيش السوري.

تركيا

اتبعت تركيا نهجا حذرا بين إيران والسعودية في التطورات العسكرية والسياسية التي تتحرك بسرعة في الشرق الأوسط.

وأصبحت أنقرة أكثر انخراطا في الشؤون الإقليمية منذ وصول حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية إلى السلطة في عام 2002.

وأقامت تركيا، القوة السنية، روابط وثيقة مع السعودية في ضوء قرابة المذهب والمعارضة المشتركة للحكومة السورية.

وبالرغم من عدم الثقة الشديدة في إيران، شكّلت تركيا تحالفا معها ضد زيادة النفوذ الكردي في المنطقة، والذي تعتبره الدولتان بمثابة تهديد.

مصر

غالبا ما لعبت مصر دورا محوريا في السياسة في الشرق الأوسط، وكان لها مع السعودية علاقات أفضل من إيران، خاصة بعد الثورة الخمينية.

ومع زيادة التوتر بين السعودية وإيران في الآونة الأخيرة، دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى "تجنب التصعيد في المنطقة، لكن ليس على حساب أمن واستقرار الخليج".

سوريا

نظام بشار الأسد، يتخذ بقوة صف إيران في الأزمة مع السعودية.

إيران دأبت على دعم القيادة السورية بصفة تقليدية، وتقدم دعما عسكريا وبالأفراد للجيش السوري في قتاله ضد المعارضة والجماعات الجهادية.

وترى إيران أن الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، هو أقرب حليف عربي، وسوريا كذلك هي نقطة العبور الرئيسية لشحنات الأسلحة الإيرانية إلى مليشيات حزب الله في لبنان.

وقد أرسل الحزب آلاف المقاتلين لدعم الحكومة السورية، وفي ضوء مستوى تدريب وتسليح الحزب، يُنظر إليها على أنها بمثابة جيش كامل وليس مليشيات مسلحة من أشباه الهواة، بحسب مراقبين.

دراسة إيرانية تحذر طهران من الخيار العسكري

حذر مركز الدارسات الدبلوماسية الإيراني نظام طهران من مواجهة السعودية عسكريا قائلا: "إن الخيار العسكري لمواجهة السعودية لا يخدم طهران. وإن إيران ستكون الخاسر الأكبر في حال اختارت المواجهة العسكرية مع السعودية".

وأكدت الدراسة التي أصدرها المركز مؤخرا  أن إيران ستدفع ثمنا باهظا في حال دخلت في حرب عسكرية مباشرة مع السعودية. وعللت ذلك الثمن الباهظ بأن طهران لا تمتلك الإمكانات والتجهيزات العسكرية التي تمتلكها السعودية ولا الأموال ولا العلاقات الدولية المتينة للسعودية.

واتهمت الدراسة حكومة أحمدي نجاد السابقة برفع التوتر بين السعودية وإيران وأفصحت عن استعداد السعودية للدخول في حرب مباشرة مع إيران.

وفضحت الدراسة الإيرانية بما لا يدعو للشك وبشكل مباشر وعلني سياسة طهران الخارجية في تشويه صورة المملكة العربية السعودية عندما أوصت ساستها بالكذب المستمر وقالت: "نستطيع أن نحرض الرأي العام الدولي ضد السعودية ونستغل وسائل الإعلام الغربية في ملف اليمن أو حقوق الإنسان للمتاجرة بها علنا للضغط على السعودية"

وتوقعت الدراسة أنه في حال وقعت الحرب العسكرية بين السعودية وإيران سيتحالف أعداء إيران مع السعودية، ولدى إيران الكثير من الأعداء بالمنطقة والعالم كما أن الأمة الإسلامية تتشكل من الغالبية السنية وأن السنة سيتحدون بجانب السعودية حتى البعض من العرب الشيعة يقفون مع السعودية في بعض البلدان العربية أو الشيعية في المهجر من الإيرانيين وتتم تعبئة العالم الإسلامي ضد إيران.

ورصدت الدراسة "الأكاذيب المستمرة التي يروجها نظام طهران التي كشفتها الدراسة الإيرانية وحقيقية ممارسة الكذب والتضليل".

فيما وصف ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان المرشد الإيرانى على خامنئى بأنه "هتلر الشرق الأوسط الجديد" فى مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز.

وأشار الأمير محمد الذى يتولى كذلك منصب وزير الدفاع إلى أن الأمر يتطلب مواجهة نزعة التوسع الإيرانية فى عهد خامنئى.

ونقلت الصحيفة عنه قوله "لكننا تعلمنا من أوروبا أن المسكنات لا تجدى، ولا نريد لهتلر الجديد فى إيران أن يكرر فى الشرق الأوسط ما حدث بأوروبا".

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت