تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
أعلنت الجمارك الجزائرية أن أكثر من 400 شيعي جزائري اعتُقلوا الأسبوع الماضي في مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية. وقالت صحيفة “ليكسبريسيون” الجزائرية إن الجمارك أشارت إلى أن “عملية القبض حدثت وهم عائدون من العراق وإيران، بعد أن كانوا هناك لتنظيم وإحياء ذكرى عاشوراء وقضاء أربعين يومًا وحضور احتفاليات (الحسين) الدينية، كما عُثر في حوزة العائدين على صورٍ لقادةٍ سياسيين شيعة، جلبوها معهم لاستخدامها في أثناء الطقوس الشيعية في الجزائر، بجانب أعلام وشعارات وكتب، فضلًا عن مطويَّات مجهَّزة للنشر على أرض الجزائر ذات مفاهيم وطقوس سياسية وثورية، تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر دينيًّا واجتماعيًّا وإرباك مفاهيم التعايش فيها”.
إيران والجزائر: التأرجح الدائم في العلاقات
يُذكَر أن العلاقات بين طهران والجزائر شهدت حالة من التأرجح المستمر، ومنذ الثورة الإيرانية وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية عام 1980 كانت الجزائر هي الراعي الرسمي لمصالح إيران في واشنطن، إلا أن هذه العلاقة الجيدة لم تستمرّ طويلًا، إذ اتهمت الحكومة الجزائرية إيران بعد سنوات قليلة بدعمها السياسي والإعلامي لجماعات ثورية داخل الأرض الجزائرية، وهو ما قاد الجزائر إلى اتهام طهران بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ليتبع هذا الاتهام قطع لعلاقتها الدبلوماسية مع إيران في مارس 1993، وبعد نحو سبعة أعوام من ذلك التقى الرئيسان بوتفليقة وخاتمي على هامش اجتماع للأمم المتحدة، فعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في سبتمبر 2000 وتبادلا السفراء بعد ذلك بعام. ومؤخَّرًا تَطوَّرت العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ، فسعت طهران لخلق تحالفات جديدة لها في شمال إفريقيا، وإثارة الخلافات بين الدول العربية في تلك المنطقة، وحدثت مؤخَّرًا زيارات ولقاءات بين مسؤولين رفيعي المستوى من إيران والجزائر، أسفرت عن إبرام عدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادية والثقافية، وصفتها طهران بأنها تهدف إلى خلق كتلة اقتصادية قوية لمواجهة ما سمَّته “الدوال العدوة”، وشملت هذه الاتفاقيات برامج تنفيذية للتعاون، في مجالات الرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي والمشاريع الكبرى على امتداد السنوات الخمس المقبلة، كما شُكّلَت مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الإيرانية، وأُنشِئَ صندوق مشترك بين البلدين يسمح بتقوية العلاقات الاقتصادية بينهما.