المقدمة
حظي موضوع احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث باهتمام العديد من الباحثين العراقيين والعرب؛ لما له من خطورة على الأمن القومي العربي، وللأهميَّة الاستثنائيَّة التي تكسبها هذه الجُزُر بحُكم موقعها، وثرواتها، وارتباطها بجسم الأُمَّة العربيَّة، وحجم التحدِّي الذي ترتَّب على احتلال إيران لها عام 1971، وعلى الرغم من تعدُّد الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، إلا أنَّ إبراز الدَّور الصهيونيّ في احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث لم يكن بالمستوى نفسه الذي تمَّ به كشف أبعاد المُخطَّط الإيرانيّ الذي استهدف عروبة الجُزُر ووجودها.
تأتي دراستنا (بحسب الباحث)، لتوضح الدَّور الصهيونيّ في دفع إيران لاحتلال الجُزُر العربيَّة الثلاث، انطلاقاً من عمق المصالح والعلاقات التي كانت تربط بها إيران (الشاه) مع الكيان الصهيونيّ، ودور الأخير في وضع الترتيبات النهائيّة لتنفيذ مُخطَّط الاحتلال في ظلِّ سكوت دوليّ ومُباركة أمريكيّة وبريطانيّة لهذه الخطوة الإيرانيّة العدوانيّة على الأُمَّة العربيَّة.
تأتي هذه الأُطروحة لتستكمل سلسلة الدراسات التي تناولت السياسة الخارجية الإيرانيّة تجاه الأقطار العربيّة، لا سيَّما تجاه الأقطار الخليجيَّة، مثل العراق، والبحرَيْن، والإمارات، كما أنها تستهدف إبراز طبيعة العدوّ الصهيونيّ في محاولة إشغال الأُمَّة العربيَّة بصراعات جانبيَّة، عن طريق تحريض دول الجِوار الجغرافيّ للصدام مع العرب، بدلاً من إقامة علاقات وثيقة بهم، بحُكْم عاملَي الدِّين والتأريخ المُشتَرَكَيْن.
تألَّف البحث من مقدِّمة، وأربعة فصول، وخاتمة. تناول الفصل الأوّل العلاقات الإيرانيّة – الإسرائيليّة للفترة من 1967 – 1971، فتصدَّى المبحث الأوّل إلى بدايات التغلغل الصهيونيّ في إيران، وأبرز المنظَّمات والمراكز والمؤسَّسات الصهيونيَّة التي أسهمت بدور بارز في عمليَّة التغلغل وتحويل إيران إلى ساحة فعليَّة للنشاط الصهيونيّ، في حين تناول المبحث الثاني مراحل تطوُّر العلاقات الإيرانيّة – الإسرائيليّة للفترة التي أعقبت عُدوان الخامس من حزيران عام 1967 حتَّى عام 1971، فأوضح المبحث طبيعة العلاقات السياسيّة والعلاقات الاقتصاديّة والعلاقات العسكريّة والإعلامية التي ارتبطت بها إيران مع الكيان الصهيونيّ، وانعكاساتها على تهيئة الشاه للقيام بعمليّة احتلال الجُزُر العربيَّة الثلاث بعد أن مهَّدت لذلك بعمليّة الادَّعاءات بهذه الجُزُر كمرحلة أولى باتجاه تنفيذ سياستها عام 1971.
أمّا الفصل الثاني فتناول المبحث الأوّل منه الادِّعاءات الإيرانيّة في الجُزُر العربيَّة الثلاث، موضِّحاً أبعاد هذه الادِّعاءات وخطورتها النظريَّة بوصفها مهَّدت الإطار الفكريّ لعمليّة الاحتلال الفعليَّة، في حين تناول المبحث الثاني احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث عام 1971، والعمليات العسكريّة التي رافقت عمليّة الاحتلال، بينما تصدَّى المبحث الثالث من الفصل نفسه إلى الوقائع التأريخيّة والقانونيّة وممارسة السيادة الفعليّة للعرب على الجُزُر العربيَّة الثلاث، فأشار – بما لا يقبل الشكّ – إلى أحقيّة الأُمَّة العربيَّة في السيادة على هذه الجُزُر.
وعرض الفصل الثالث الموقف العربيّ والدوليّ من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث، فتطرَّق المبحث الأوّل إلى الموقف العربيّ والدوليّ – ما عدا العراق والإمارات العربيَّة المتَّحدة – من احتلال إيران للجُزُر الثلاث، سواء أكان ذلك متمثّلاً بالموقف الرسميّ ام متمثّلاً بموقف المنظًَّمات الجماهيريّة العربيَّة، كما عرض المبحث موقف الجامعة العربيَّة من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث، والموقف الدوليّ من هذا الاحتلال. أمّا المبحث الثاني منه فقد اختصَّ بدراسة موقف العراق من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث؛ لأنَّ العراق كان له موقفه المعارض بشدَّة لإيران، واتَّخذ عدداً من الإجراءات ضدَّها؛ بسبب سياستها المعادية للعرب؛ لذلك أفردنا له مبحثاً خاصَّاً. أمّا المبحث الثالث فقد تطرَّق إلى موقف الإمارات العربيَّة الرسميّ والشعبيّ من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث.
وبحث الفصل الرابع في مبحثه الأوّل الدَّور الإسرائيليّ في دفع إيران لاحتلال الجُزُر العربيَّة الثلاث عام 1971، وأهدافها من وراء ذلك، وتناول المبحث الثاني موقف إيران من حرب تشرين 1973 حتَّى عام 1975، أمّا المبحث الثالث فقد تخصَّص بدراسة موقف (إسرائيل) من سقوط محمد رضا بهلوي عام 1979.
واجهت الباحث صعوبات عدّة، يقف في مقدِّمتها أنّ إيران و(إسرائيل) حاولتا إخفاء دور الأخيرة في دفع إيران لاحتلال الجُزُر العربيَّة الثلاث، انطلاقاً من مصلحتها الأساسيّة في إشغال الأُمَّة العربيَّة عن أداء دورها تجاه القضيّة الفلسطينيّة ومواجهة الصهاينة، فسعت (إسرائيل) إلى إيجاد مناطق محتلّة أُخرى من قبل إيران؛ من أجل تشتيت الجهد العربيّ وتوزيعه على أكثر من جبهة؛ لكي يبقى العرب غير قادرين على مواجهة الصهاينة؛ لذلك لم يكشف الصهاينة عن دورهم – بشكل واضح – في احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث، سواء في صُحُفهم، أو في وثائقهم، كما أنّ الإيرانيين بعد سقوط الشاه لم يكشفوا ذلك أيضاً؛ لأنَّ النظام الجديد الذي قام على أعقاب النظام الشاهنشاهيّ السابق ظلَّ متمسِّكاً بالتوجُّهات السابقة نفسها فيما يخصُّ احتلاله للجُزُر، وعدم إعادتها إلى الأُمَّة العربيَّة، فواجهت الباحث مثل هذه الصعوبة. كما أنّ عدداً غير قليل من الوثائق غير المنشورة – بحكم أسباب متعدِّدة – لم يُسمح له بالإطلاع عليها.
واستفادت الأُطروحة من شبكة المعلومات العالميّة ((الانترنت)) التي صوَّر منها الباحث عشرات الوثائق في أثناء عمله كموظَّف في السِّفارة العراقيّة في أذربيجان/باكو، والتي اعتمدت عليها دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة في دحض الادِّعاءات الإيرانيّة، وتأكيد عروبة إيران الجُزُر العربيَّة الثلاث، وهي مصدرٌ لا غنى عنه لكلِّ من يتناول تأريخ الجُزُر، وأهميتها الجغرافيّة، والاقتصاديّة، والاستراتيجيّة.
وشكَّلت معلومات البحوث والدراسات التي نُشرت في بعض المجلات والدوريات العراقيّة والعربيَّة حيِّزاً معيَّناً من المعلومات التي أوردتها الأُطروحة في متنها، لا سيَّما البحوث المتعلِّقة بموقف الجامعة العربيَّة من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث، وموقف العراق القوميّ من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث، وغيرها من البحوث التي قُدِّمت إلى موسوعة التأريخ وتُراث دول الإمارات العربيَّة المتَّحدة.
تفصيل تخريج الكتاب
- د. جاسم إبراهيم الحياني، خفايا علاقات إيران إسرائيل، وأثرها في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث 1967-1979، الناشر: الأوائل للنشر والتوزيع www.daralawael.com، الطبعة الأولى، دمشق، 2007م.- مطالعة وإيجاز ونشر الكتروني: السفير انترناشونال ضمن مشروعها: ببليوغرافيا أراكي أبجدية الحرف والكلمة والتدوين - بغداد تكتب.. تطبع.. تقرأ.
http://alsafeerint.blogspot.com
alsafeerint@yahoo.com
تفصيل محتويات الكتاب
المقدمة، الفصل الأوّل:
العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية 1967 – 1971 (بدايات التغلغل الصهيونيّ في إيران، مراحل تطوُّر العلاقات الإيرانية – (الإسرائيلية) 1967 – 1971، أوّلا: العلاقات السياسية، ثانياً: العلاقات الاقتصادية، ثالثاً: العلاقات العسكرية والإعلامية).
الفصل الثاني:
ادِّعاءات إيران واحتلالها للجُزُر العربيَّة الثلاث ومحاولة طَمْس عروبتها عام 1971 (الادِّعاءات الإيرانية في الجُزُر العربيَّة الثلاث، احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث، الوقائع التأريخيّة والقانونيّة وممارسة السيادة الفعليّة للعرب على الجُزُر العربيَّة الثلاث).
الفصل الثالث:
الموقف العربيّ والدوليّ من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث 1971 (الموقف العربيّ والدوليّ، موقف العراق من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث، موقف الإمارات العربيَّة المتَّحدة الرسمي والشعبي من احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث).
الفصل الرابع:
العلاقات الإيرانية – ((الإسرائيلية)) ودور (إسرائيل) في احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث 1971 – 1979 ( دور إسرائيل) في دفع إيران لاحتلال الجُزُر العربيَّة الثلاث 1971 وأهدافها من وراء ذلك، موقف إيران من حرب تشرين 1973– 1975، موقف (إسرائيل) من سقوط محمد رضا بهلوي عام 1979).
الخاتمة والاستنتاجات
دلَّلت المعلومات الواردة في الأُطروحة أنّ التعاون الإيراني – ((الإسرائيليّ)) كان قائماً منذُ قيام الكيان الصهيونيّ على أرض فلسطين، لا، بل أنّ التغلغل الصهيونيّ في إيران قد سبق ذلك بسنوات، وأنّ هذا التغلغل وطبيعة العلاقات الوثيقة التي كانت تربط الجانبين هي التي مهَّدت لأن تلعب إيران دور الشريك الأساس في إشغال الأُمَّة العربيَّة عن طريق اختلاق المشاكل والأزمات لا سيّما مع العراق بوصفه البوَّابة الشرقيّة للوطن العربيّ، واشترك جيشه في كل المعارك التي خاضتها الجيوش العربيَّة مع الكيان الصهيونيّ.
ويمكن من خلال استعراضنا لطبيعة المعلومات التي وردت في الأُطروحة أن نستنتج النقاط الآتية:
1- إنّ (إسرائيل) وإيران لعبتا دوراً معادياً للأُمَّة العربيَّة طوال فترة الدراسة، وإذا كان ذلك أمراً طبيعياً بالنسبة للأولى؛ لأنَّها وُجِدَت على أرض فلسطين لكي تكن مرتكزاً إمبريالياً في قلب الوطن العربيّ وكياناً مانعاً لوحدتهم القوميّة، فإنَّ الثانية ترتبط بالعرب برابطة الجوار الجغرافيّ والدِّين والتأريخ المشترك، وكان الأجدى بها أن تقف إلى جانب العرب المسلمين وهم يخوضون صراعاً من اجل تحرير فلسطين وتاجها القدس الشريف من براثن الصهاينة الذين انتهكوا قدسيّة المنطقة التي احتلّوها، وسعوا بكل الوسائل من اجل تهويدها، وسلخ طابعها العربيّ الإسلاميّ عنها.
2- أسهمت (إسرائيل) ومعها الدول الكبرى الأُخرى مثل الولايات المتَّحدة وبريطانيا تحديداً بدفع إيران لاحتلال الجُزُر العربيَّة الثلاث كجزء من مخطَّط واسع استهدف إشغال العرب في صراع جانبيّ؛ لكي لا يتفرَّغوا لصراعهم الأساس في فلسطين من جهة، فضلاً عن إضعاف إمكاناتهم وتشتيتها بدلاً من تكتيلها في جبهة واحدة ليصبح الكيان الصهيونيّ أقوى من كل الجيوش العربيَّة مجتمعة من جهة ثانية، وبهذه الطريقة يضمن الصهاينة والدول الكبرى إضعاف العرب ومنعهم من تحقيق مشروعهم النهضويّ الحضاريّ.
3- جاء احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث تحت ذرائع ومبرِّرات نظريّة واهيّة لا تملك مقوِّمات الصمود أمام الحقائق التأريخيّة والقانونيّة التي تؤكِّد كلّها أحقيّة دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة في هذه الجُزُر، وتزامن الاحتلال الإيراني للجُزُر العربيَّة الثلاث مع عمليّة انسحاب بريطانيا من منطقة الخليج العربيّ وشرقي السويس، ممَّا يؤكِّد حقيقة الترابط بين ضمان المصالح الغربيَّة في المنطقة من جهة، وتوكيل إيران بالدَّور الذي كانت تقوم به بريطانيا قبل انسحابها من جهة ثانية، فأضحت إيران الشاه هي الراعية المكلَّفة بأداء الدَّور الإقليميّ لدولة كبرى تراجعت في ظلِّ متغيِّرات عديدة إلى دولة ثانية، فاستلزم ذلك تغيير الإستراتيجية الغربيّة من نظريّة ((الإجابة المرنة)) التي كانت مُعتمَدة قبل الانسحاب البريطانيّ إلى نظرية ((العمودَيْن المساندَيْن)) التي استلزمت تكليف إيران بمهمَّة الدولة الحامية للمصالح الغربيّة، وضمان تدفُّق النفط إلى الدول الأوربيّة، وكان ذلك منسجماً مع طبيعة الأهداف الأمريكيّة بالدرجة الأساس.
4- إنّ احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث خدم الكيان الصهيونيّ كثيراً؛ لأنَّ قيام دولة معادية للعرب باحتلال واحد من أهم الممرَّات المائيّة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، يعني تطويق العرب، وإنهاء دور المقاطعة الاقتصاديّة التي استخدمتها الأقطار العربيّة كسلاح ضدَّ الصهاينة طوال الفترة التي ابتدأت مُنذُ قيام (إسرائيل) عام 1948، فضلاً عن ذلك فقد كان احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث والسيطرة على مضيق هرمز بوصفه البوَّابة المهمَّة للخليج العربيّ قد ضمن للكيان الصهيونيّ تدفُّق النفط الإيراني بلا معوقات جديَّة، مثلما كان يحدث سابقاً قبل احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث.
5- إنّ الدَّور ((الإسرائيليّ)) في احتلال إيران للجُزُر العربيَّة الثلاث كان واضحاً ابتداء من فكرة الاحتلال وخطَّة الإنزال الجوِّي، وكيفيّة تقديم القطعات المهاجمة، فقدَّمت (إسرائيل) دعماً لوجستياً كبيراً لإيران، في الوقت الذي ضغط فيه اللُّوبيّ الصهيونيّ على عدد من الدول الموجودة في هيئة الأُمم المتَّحدة ومجلس الأمن لضمان سكوتها على المخطَّط الإيرانيّ العدوانيّ، وهكذا احتلَّت إيران الجُزُر العربيَّة الثلاث في ظلِّ صمت وسكوت دوليَّيْن تماماً، كما حدث في أثناء إقامة الكيان الصهيونيّ على أرض فلسطين العربيَّة، ممَّا يوكِّد ترابط المخطَّط العدوانيّ على الأُمَّة العربيَّة سواء في فلسطين أم في الجُزُر العربيَّة الثلاث.
6- إنّ مواجهة الاحتلال الإيرانيّ للجُزُر العربيَّة الثلاث يستلزم من العرب توحيد جهودهم وتضافرها وتهيئة مستلزمات تحرير الجُزُر العربيَّة من براثن الاحتلال الإيرانيّ، سواء عن طريق الجهود الدبلوماسيّة والضغط على النظام الإيرانيّ الذي قام على أنقاض النظام الشاهنشاهيّ السابق، ولم يختلف عنه في نظرته إلى موضوع الجُزُر العربيَّة الثلاث، أو عن طريق القوَّة العسكريّة التي تستلزم تعزيز القدرات الحربيّة العربيَّة بما يجعل إيران تتراجع عن الاستمرار في احتلال هذه الجُزُر الإستراتيجية، ويتطلَّب ذلك – ضمن ما يتطلَّبه – تفعيل دور الجامعة العربيَّة، وقيامها بدورها القوميّ في قضيّة الجُزُر العربيَّة الثلاث، فضلاً عن استثمار علاقات بعض الأقطار العربيَّة بإيران، وقيام هذه الأقطار بالضغط عليها؛ لكي تدرك أنّ الأرض العربيَّة واحدة سواء في فلسطين أو في الخليج العربيّ، وأنّ احتلال أي منطقة عربيَّة هو احتلال وعدوان أجنبي، ويهدِّد الأمن القوميّ العربيّ بالصميم، وأنّ ما قامت به إيران في زمن الشاه محمد رضا بهلوي لا يختلف عمَّا قام به الصهاينة من احتلال لأرض فلسطين، وإقامة كيانهم الغاضب عليها.
7- وهكذا سقط الشاه ولم تنفع كل الإمكانات وأساليب الدعم الأمريكيّة و((الإسرائيليّة)) من منعه من مواجهة مصيره المحتوم؛ بسبب ابتعاده عن شعوبه، واتِّباعه علاقات مشبوهة مع أنظمة وكيانات قائمة على اضطهاد الشعوب مثل الكيان الصهيونيّ والنظام العنصريّ في أفريقيا.
8- ولكن سقوط الشاه لم يمنع النظام الجديد الذي جاء بعده من أن يستفيد من أخطائه، ويعيد ما أخذه الشاه بالقوَّة إلى الأُمَّة العربيَّة، ومنها الجُزُر العربيَّة الثلاث التي ظلَّت تحت السيطرة والاحتلال الإيراني، فأثبت النظام الجديد الذي جاء في أعقاب نظام الشاه أنَّه لا يختلف عنه في النهج التوسُّعيّ العنصريّ، الموضوع الذي يحتاج إلى دراسة أكاديميّة أُخرى مُستقلَّة.