كشف مسؤول استخباري إيراني كبير عن وجود علاقات تعاون «سرية» بين إيران وإسرائيل، مؤكداً مشاركته في توطيد هذه العلاقة؛ من خلال زياراته لتل أبيب، ولقائه بمسؤولين إسرائيليين كبار في الموساد، بشكل سري.
وقال شاهين دادخواه، العضو السابق في الفريق المفاوض النووي، مستشار حسن روحاني خلال رئاسته للمجلس الأعلى للأمن القومي، أحد مسؤولي فرع الاستخبارات في وزارة المخابرات، عضو الوفد المفاوض في المحادثات الثلاثية الإيرانية– الأمريكية– الأفغانية، والمحادثات الثلاثية الإيرانية- العراقية- الأمريكية، بعيد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، إنه زار تل أبيب عام 2010 بتكليف رسمي من النظام الإيراني، وإنه التقى وزير الصناعة الإسرائيلي، ومسؤولين رفيعي المستوى في جهاز الاستخبارات «الموساد».
اقرأ أيضاً| مسؤول أمني إيراني سابق| اتصلنا بـ«إسرائيل» لأجل مصالحنا
وسلطت قناة "صوت أمريكا" الناطقة بالفارسية، من خلال حلقتين في يومي 20 مايو/أيار الماضي، و27 من نفس الشهر، الضوء على اتصالات إيران بكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، عبر إجراء مقابلات مع مسؤولين إيرانيين سابقين، ومن ضيوف الحلقتين الدكتور شاهين دادخواه.
وكانت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية اتهمت شاهين دادخواه بالتجسس، فحكمت عليه محكمة الثورة بالسجن خمسة أعوام، فأودع سجن إيفين سيء الصيت في يناير/كانون الثاني 2010، ليخرج منه في ديسمبر/كانون الأول 2015، وخلال فترة السجن بعث برسائل مفتوحة من داخل السجن من خلال وسطاء موثوقين موجهة للمسؤولين، ومقالات للصحف، انفرد القسم الفارسي لـ"العربية.نت" بنشر عدد منها، أكد من خلالها أنه اتصل بدول تصفها إيران بالعدوة، ومن ضمنها إسرائيل؛ من خلال مهمة أوكلت إليه رسمياً من قبل السلطات الإيرانية.
وخلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، تم اعتقال عدد من العاملين في مجلس الأمن القومي الأعلى، الذي كان يترأسه حسن روحاني، وأعضاء في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يرأسه الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن خلفية هذه الاعتقالات كانت مرتبطة مباشرة بالصراع على السلطة بين التيارات المتصارعة عليها.
سبق أن بعث شاهين دادخواه رسالة مفتوحة للمرشد الأعلى الإيراني في السجن؛ بخصوص اتصاله بإسرائيل بمهمة كلفته بها وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية، التي تحولت لاحقاً إلى تهمة ضده، فقال: "من الاتهامات التي وجهت إلي تتعلق بلقائي بوزير الصناعة للكيان المحتل عندما كنت ضمن وفد تركي في عام 2010، حيث تم اللقاء بأمر من وزارة الأمن، وبالتنسيق معها، وكانت زياراتي للأراضي المحتلة، والاتصال بأجهزة إسرائيل الاستخبارية، بتكليف وطلب معاونية مكافحة التجسس في وزارة الأمن، وتكملة لعمليات بهرام التي خططت لها المعاونية نفسها".
وحول اللقاء بوزير الصناعة الإسرائيلي الذي تم قبل 6 أعوام، ذكر دادخواه بأنه لم يسافر باسمه الحقيقي، مؤكداً أنه قام بكل لقاءاته بالمسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين من مختلف المستويات بصفته ممثلاً مباشراً مسؤولاً في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتمت حسب قرار النظام وعلمه، وفي ختام الزيارة قدم للمسؤولين في النظام الإيراني تقارير حول نتائج الزيارات، موضحاً أن هذه الاتصالات تمت خدمة لمصالح النظام الإيراني، دون أن يكشف عن حيثيات هذه المصالح، أو عن تفاصيل القضايا التي تمت مناقشتها مع الطرف الإسرائيلي.
المصدر|الخليج أونلاين