الجمعة, 09 مايو 2025
اخر تحديث للموقع : منذ 5 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

إدراج الحرس الثورى الإيرانى «منظمة إرهابية».. خطوة تأخرت عقدين من الزمان لـ «تقليم أظافر طهران القذرة»

المجلة - | Sat, Nov 4, 2017 1:25 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

تقرير- يوسف شرف الدين:

تصاعدت أزمة  فرض عقوبات جديدة لأول مرة على مليشيات «الحرس الثورى الإيرانى»، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصنيفه لتلك القوات مؤخرا باعتبارها «منظمة إرهابية»، وذلك بالتزامن مع إعلان ترامب استراتيجيته الجديدة تجاه إيران والاتفاق النووي الإيراني.

مسؤول فى الإدارة الأمريكية قال: "أن إدارة ترامب فعلت ذلك باستخدام صلاحيات وزارة الخزانة الأمريكية وليس عبر صلاحيات وزارة الخارجية. وتقنيا يعني ذلك أن الحرس الثوري لم يُصنف كـ «منظمة إرهابية أجنبية» وهو مصطلح وزارة الخارجية ولكن جرى تصنيفه كـ «منظمة إرهابية» من قبل وزارة الخزانة.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد، في خطاب إعلانه عن استراتيجيته، أنها تهدف إلى منع إيران من الحصول على السلاح النووي ودعم الإرهاب وزعزعة الشرق الأوسط.

وقال ترامب إن "استراتيجيتنا تبدأ بفرض عقوبات مشددة ضد الحرس الثوري الإيراني" . مضيفا، أنه لن يصدق على الاتفاق النووي الإيراني وعلى الكونغرس دراسته ليقرر ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على طهران علقت بموجب الاتفاق.

شملت عقوبات الخزانة الأمريكية شركة «شهيد علم الهدى» للصناعات، المرتبطة بمجموعة صناعة صواريخ الدفاع البحرية الإيرانية، والمسؤولة عن تصنيع وتطوير صواريخ «كروز» البحرية المسيّرة، إلى جانب شركتي «راستافان ارتباط» الهندسية، وشركتها الأم «فاناومي»؛ بسبب تزويدهما الحرس بأنظمة رادارات ومعدات البطاريات الصاروخية ، كما شملت العقوبات شركة «ووهان سانجيانغ» الصينية، بسبب صلتها بوزارة الدفاع الإيرانية، وتقديمها الدعم لكوريا الشمالية.

هذا التصنيف يعني، بحسب لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة، أنه تقنياً لم يصنف الحرس الثوري «منظمة إرهابية أجنبية» بموجب المصطلح المعتمد بوزارة الخارجية الأمريكية، ما يعني أن الأمر سيقتصر على العقوبات الاقتصادية فقط.

تباينت التحليلات بشأن الأسباب وراء القرار ولماذا لم يكن ضمن اختصاص الخارجية الأمريكية ، ولكن اتفقت جميعا على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب فى السماح لإيران بأن تصبح كوريا شمالية ثانية ،وهو ما يعنى  الدخول فى مواجهة مباشرة مع إيران، وهو ما لا يرغب فيه ترامب فى الوقت الحاضر على الأقل ، لذلك اكتفت واشنطن بأن تكون العقوبات الاقتصادية على المدى البعيد قادرة على تأديب إيران وكسر أذرعها في المنطقة .

يدلل على ذلك، أنه قبل ساعات قليلة من إعلان ترامب استراتيجيته الجديدة لإيران، وموقفه حيال الاستمرار في التزام الاتفاق النووي أو سحب الثقة منه على الارجح، كشف البيت الأبيض على موقعه على الانترنت الخطوط العريضة للاستراتيجية، قائلاً: "إنها تهدف إلى لجم نفوذ إيران وكبح عدوانها، مؤكداً أن واشنطن ستفعّل الشركة في الشرق الأوسط لمواجهة طهران، وتنوي تجريدها من كافة إمكانيات الحصول على أسلحة نووية".

وعن الحرس الثوري الإيراني تحديداً، تقول الاستراتيجية "إن عناصر المتشددين في الحرس الثوري كانوا الأداة والسلاح الرئيسيين للمرشد الأعلى للجمهورية في جعل إيران دولة مارقة". مضيفة "فالهدف المعلن للحرس هو تخريب النظام العالمي. وازدادت قوة الحرس ونفوذه مع الوقت، وبقي التنظيم بعيداً من محاسبة الشعب الايراني، وهو لا يخضع إلا للمرشد. ومن الصعب إيجاد نزاع أو شعب يعاني في الشرق الأوسط من دون العثور على أثر للحرس الثوري".

ومع إشارته الى أن قادة الحرس لا يخضون لمحاسبة الزعماء الإيرانيين المنتخبين ولا لشعبه، أكد أن التنظيم حاول وضع يده على أجزاء واسعة من الاقتصاد الإيراني ومنع المنافسة، مع عمله لتقويض جيران إيران وإضعافها ونشر الفوضى وعدم الاستقرار.

وتلفت الاستراتجية الأمريكية إلى أن «الحرس الثوري» سلح بشار الأسد، وساعده على ذبح شعبه في سوريا، وتغاضى عنم استخدامه أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن أن الحرس الثوري حاول أيضاً تقويض الحملة على «داعش» بنفوذه على الميليشيات المسلحة في العراق، بينما حاول  «الحرس الثوري» فى اليمن استخدام الحوثيين كدمى لإخفاء دور إيران باستخدام الصواريخ المتطورة والسفن المفخخة لمهاجمة المدنيين الأبرياء في السعودية والإمارات، إضافة إلى تقييد حرية الملاحة في البحر الأحمر.

 كذلك، هدد الحرس الثوري بهجمات إرهابية في الولايات المتحدة. فقد دبر قادة كبار في التنظيم محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير على الأراضي الأميركية عام 2011. ولولا العمل الاستثنائي الذي قام به ضباط الاستخبارات ومسؤولو إنفاذ القانون في واشنطن لإحباط المخطط، لكان الحرس الثوري نفذ هذا الهجوم الارهابي والاغتيال في العاصمة الاميركية، ولكان قتل لا ديبلوماسياً سعودياً فحسب، وإنما أيضاً عدد من المارة الأبرياء في مطعم شهير.

وأظهر الحرس الثوري مراراً عداء وإهمالاً للقوانين والعادات التي يقوم عليها النظام العالمي، مهددا كل الدول والاقتصاد العالمي.

 وتؤكد الاستراتيجية إن شركاءنا في المجتمع الدولي يوافقوننا أن السلوك الطائش للتنظيم يهدد السلام والأمن العالميين، ويؤجج المذهبية ويطيل النزاعات الاقليمية. إلى ذلك، يوافق حلفاؤنا على أن الحرس منخرط في ممارسات اقتصادية فاسدة تستغل الشعب الإيراني ويقمع المعارضة الداخلية وحقوق الانسان والازدهار الاقتصادي.

وتخلص: "من أجل كل هذه الاسباب، نريد العمل مع شركائنا لتقييد هذه المنظمة الخطيرة لصالح الأمن والسلام الدوليين والاستقرار الإقليمي والشعب الإيراني".

الخطوة الأمريكية سبقها تحذيرات إيرانية من الإقدام على تصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»، معتبرة أن ذلك سيكون بمثابة «إعلان حرب»، وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي إن أي تحرك من الولايات المتحدة لتصنيف قوات حرس الثورة الإيرانية «منظمة إرهابية» سوف «يعادل إعلان الحرب»، بينما هدد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري بـ"أنه إذا أقدمت أمريكا على تصنيف الحرس الثوري «منظمة إرهابية» فإن إيران ستعامل الجيش الأمريكي حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط كمنظمة إرهابية مثل «داعش»، معتبرا إن فرض عقوبات إضافية سوف ينهي فرص إجراء حوار مستقبلي مع الولايات المتحدة .

جعفرى هدد واشنطن قائلا: "سيتعين على الأمريكيين نقل قواعدهم الإقليمية خارج مدى صواريخ الحرس الثوري الذي يصل إلى ألفي كيلومتر.

وما بين تصريحات ترامب وإدراته وردود نظام ولاية الفقيه، تزيد العقوبات الأمريكية وتفرض قيودا جديدة على دولة «المعممين" وأداة بطشهم القذرة فى الداخل الإيرانى وخارجه، والمتمثلة فى قوات الحرس الثوري الإيراني، وهو مايؤثر بالتبعية على الصراعات في العراق وسوريا، حيث تدعم كل من طهران وواشنطن الأطراف المتحاربة التي تقاتل "تنظيم الدولة"، بينما تقوم تلك القوات بدور رئيس فى تأجيج الموقف فى اليمن بدعمها لوجستيا لقوات الحوثى، وهو ما يعنى أن استراتجية جديدة سوف تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية لتقليم أظافر طهران فى المنطقة، ويشير أيضا إلى أن ترامب بدأ فى تفعيل سياسته والتى كشف عنها خلال كلمته الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، والتى وصف فيها إيران بـ «الديكتاتورية الفاسدة»، والاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما بأنه «ارتباك»، حيث يسعى ترامب إلى وضع مزيد من الضغوط على الحرس الثوري الإيراني، خاصة فيما يتعلق بالتجارب الصاروخية الباليستية الأخيرة وما وصفته واشنطن بـ «نشاطاته الخبيثة» في الشرق الأوسط.

الخطوة لاقت استحسان وردود أفعال إيرانية وعربية ودولية، ووصفها  البعض بـ"الخطوة المتأخرة والتى كان يجب اتخاذها قبل عقدين من الزمن  "، كما عبرت زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج مريم رجوي،  والتى دعت إلى أن “تأخذ السياسة الجديدة للإدارة الأميركية سبيلها من أجل أن تترجم على أرض الواقع بسلسلة من الإجراءات التنفيذية".

ووصفت زعيمة المعارضة الإيرانية سياسة الإدارات الأميركية السابقة بـ «الكارثية»، وقالت إنها "كانت تتضمن غضّ العين عن الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان في إيران والاحتلالات الدامية التي أدارها الملالي في المنطقة وتقديم تنازلات كبيرة لهم في الاتفاق النووي".

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت