أدرك شياطين الغرب الصليبي، عمق وأثر الخطر الباطني منذ فجر الإسلام، ولذا عمدوا إلى استثمار رأس الباطنية اليهودي الأصل والصليبيي الهوى «عبد الله بن سبأ»، وتتابع مكرهم حتى ابن العلقمي، الذي كان خنجراً مسموماً في ظهر الخلافة العباسية، حتى ظهور «شيطان الثورة المجوسية»، ورعايته في فرنسا، ونقله بالطائرة عام 1979 ليتسلم سدة الحكم الرافضي الشكل والمجوسي الحقيقة والمنبع، بالتعاون مع وكالة الإعلام الغربي، للتسويق له على أنه إمام الدولة الإسلامية كما زعموا، وما ذاك الأمر إلا تحقيقا للمكر الغربي، ورعايته للتمدد الباطني حول العالم الإسلامي، بأسماء إسلامية، وهذا أشر أنواع المكر، فكان النموذج الخميني أحد أهم النماذج التي يجب أن تسوق في أرض الواقع وتابعوا ذات النموذج مع «شيطان المقاومة» وساحرها الكذوب، حسن نصر الله في لبنان، فكان يحمل بخبث منهج تمرير التشيع العقدي أو السياسي بين شباب العرب في لبنان أو فلسطين أو الشام أو مصر تحت ستار المقاومة، ولكن فما لبثت أن جاءت الثورة المباركة في الشام الأسير عند باطنية النصيرية العلويين كما زعموا انتسابا وتزويراً للتاريخ والواقع والمستقبل في آن واحد. ولم يقف دعم الغرب لإيران عند ذلك الحد، فكانت رعايتهم في المشروع النووي وزاد الأمر مكراً، دهاء الآلة الإعلامية الصهيونية التي ظلت ما يقارب من 40 عاماً تتحدث عن الخطر الإيراني النووي وفي الحقيقة أخذت العراق وقدمته هدية للنموذج الصفوي المجوسي عام 2003 ليكون العراق محمية إيرانية، وخنجرا مسموماً في رأس الجزيرة العربية وشرق البلاد العربية ثم استثمار الواقع اليمني ليخرج من جبال صنعاء شيطان الحوثية ليقوم بتصويب صوارخ أبرهة الأشرم المعاصر تجاه البلد الأمين مكة في صورة من صور أصحاب الفيل في ثوبهم الرافضي الجديد لاستثمار الهلاك العربي عقب الثورات العربية فيما عرف بالربيع العربي وانحدار الجيوش العربية السنية خاصة جيش العراق عقب الاحتلال الأمريكي.
وهنا سؤال رغم كل الدعم الغربي والدولي للرافضة في إيران هل حقا إيران تملك مقومات البقاء أم تحمل خلايا التآكل والانهيار؟
أولاً: جاء في الأثر إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وهذه بشارة ربانية تتطلب الجد والعمل لا مجرد الركون على الوعد الرباني بهلاك كسرى .
لأن الباطل كونه باطل إذا يحمل في ثنايا صعوده عوامل هلاكه شاء أهله أم رفضوا تحقيق ذلك أو أنكروه.
ثانيا: هلاك البنية المجتمعية للكيان الإيراني، عقب زيادة لهيب أولاد المتعة في الشارع الإيراني، مما أصبح المجتمع يعيش مرحلة التيه المجتمعي الذي يبحث عن طريق للخلاص من آيات شياطين أصفهان
ثالثا: انكشاف المليشيات الإيرانية في العراق والشام مما دفع بعموم الشيعة العرب في العراق الرشيد للتفكير في البعد عن المجال السياسي الإيراني الذي فاق في إجرامه ما فعله هولاكوا يوم السقوط الأول لبغداد حال سقوط الخلافة العباسية.
رابعاً: إدراك بعض النظم العربية في الخليج ومصر حقيقة الخطر الرافضي ومن ثم محاولة الردع والصيانة لبلاد الخليج من أفعى إيران التي تغتنم كل تمدد للخلافات داخل الأمة العربية عامة والخليج ومصر خاصة وإن كان هناك ضعف في تبني مشاريع الوعي، إلا أن مجرد الإحساس بالخطر الإيراني يمثل بداية التفاعل مع الخطر الإيراني الذي في جملته خطر على الحاكم والمحكوم في البلاد السنية العربية أو غير العربية مثل تركيا وباكستان ومسلمين الهند وما دعم إيران لمجرمي بورما منا ببعيد.
في المقال السابق تكلمنا عن ملامح الانتفاضة السنية ضد المشروع الرافضي، وهنا نقول أهمية فاعلية تحقيق هذه الانتفاضة في حياة الأفراد والجماعات البشرية داخل الأمة الإسلامية.
الرافضة يعيشون بمنهج فلا ينبغي أن نتعامل معهم بعشوائية فردية أو أحادية فالأمر جد خطير.
ينبغي إدراك خطورة استمرار حالة الصراع البيني بين أهل السنة والجماعة حول الصراعات السياسية المعاصرة فلم الشمل وتحقيق التوافق والتلاقي ومد جسور الحوار لعلاج الأخطار القائمة والقادمة أمر من الأهمية بمكان .
تحقيق التعاون والتكامل بين أهل السنة هو بداية التآكل الحقيقي للمشروع الرافضي حول العالم بل وفي داخل إيران ذاتها ورأس الأمر هو وقف نزيف الهلاك بين العلماء والمدارس السنية الموجودة على الساحة .