الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

التطفل على مشروع المواجهة مع المشروع الإيراني

المجلة - توفيق مصيري* | Fri, Nov 3, 2017 1:02 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

إن مشاريع المواجهة مع الأخطار العقدية والسياسية للمشروع الإيراني تحتاج إلى أن نكون على وعي كامل بكافة الأساليب التي تنتهجها السياسية الإيرانية في اختراق المجتمعات السنية، وتتبع متواصل لمسار الصراع الإيراني والمنعطفات التي يمر بها.

فهو أشبه بالزئبق الذي لا تستطيع أن تمسكه بيدك بل ينساب بكل سلاسة من على راحة اليد وينتقل من طرف لطرف دون أدنى قلل أو تردد.

وللأسف الشديد قامت مجموعات بالتصدي للمشروع الإيراني وهي تظن أنها تساهم في الصراع معه وفي الحقيقة هي تقدم خدمات جليلة دون إدراك في تحقيق أهداف هذا المشروع ومن هذه الصور المنتشرة في قطاعات كبيرة من الطرف السني الخروج بمشاريع كبرى كالمؤتمرات الدولية لمواجهة المشروع الشيعي وحشد كل وسائل الإعلام والشخصيات والرموز السنية لمثل هذه المؤتمرات والانهماك في نشر أخباره وصوره باستخدام أسلوب الأكشن بداية من عنوان المؤتمر المباشر، ومرورًا بالتهديدات المرتجلة، وعطفًا على طرح المشاريع المثالية، ونهاية بتوصيات لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به لعدم إمكانية التطبيق أو استحالة توفير الدعم اللازم لذلك.

في المقابل إيران ترقب عن كثب هذا المؤتمر ولديها من القدرة المادية والسياسية ما ترفع به درجة المواجهة لما طرح في المؤتمر من برامج وأفكار، وهنا يكون المشروع السني قدم الصرخات واسترعى انتباه العدو دون أن يملك شيئاً على الحقيقة مقابل ما ستقدم إيران من رفع درجة المواجهة وهي تملك الكثير.

وربما لو صرفت ميزانية هذا المؤتمر على تنفيذ ورش مغلقة للتخطيط وتنفيذ مشاريع ضد المشروع الإيراني لكان أنفع وأصلح.

هذا نموذج واحد فقط يضر بالمشاريع الواعية والقائمة على إدراك لكيفية التعامل مع الخطر الإيراني والذين يفاجأون في كل فترة بارتفاع وتيرة المواجهة ومضاعفة الإمكانيات لدى العدو بسبب هذه المؤتمرات التهييجية الغير مدروسة في مقابل إمساك للدعم عن المشاريع المؤثرة حقيقة على الأرض وتسري سريان الماء بهدوء وأثر بعيد.

ومن الصور الأخرى الاندفاع مع المشاريع الحكومية الراغبة في مواجهة المشروع الإيراني دون توجيه النصح ووضع الدعم الحكومي في مساره الصحيح، بل تنفيذ ما يطلب دون مراعاة لما قد يترتب على ذلك من مفاسد ترتد على المشاريع التي تعمل على الأرض بهدوء وتخطيط، بل قد يتطور الضرر إلى كوارث عظيمة تسيل منها بحور الدم وتتطاير الأشلاء كالدعوة للثورات والمواجهة المباشرة مع الحكومات دون تملك أبسط مقومات المواجهة عسكرياً أو سياسياً أو فكرياً، والمشكلة الأكبر إذا تغيرت النظرة السياسية للمشروع الإيراني يتحول القائمون على مشروع المواجهة قرابين للتصالح مع العدو.

منها أدعو للتريث والتعقل والرجوع لأهل الخبرة والدراية والسبر للمشروع الإيراني والملمون بحق بهذا المشروع وتفاصيله فلا يشترط أن يكون أكاديمياً متخصصاً في التشيع أو يتحدث اللغة الفارسية أو ألف كتاباً أو كتابين، فقد تكون المهلكة على أيديهم بدافع الغيرة وحسن الظن بأنفسهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عضو الجمعية العلمية لعلوم العقيدة

مشرف قنوات "وصال" الناطقة بغير العربية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت