الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

العداء المصطنع بين طهران وواشنطن

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

لقد انخدع الكثير من المسلمين بشعارات الدعاية العدائية والهجومية المتبادلة بين إيران وأمريكا، وظنوا أن إيران هي عدو أمريكا الأول في العالم،  بل إن هذا الخداع قد انطلي علي كثير من المحللين والمراقبين، مما أسهم كثيراً في تضليل الرأي العام، والتعمية علي خطورة المشروع الإيراني علي العالم الإسلامي. فالخلاف الإيراني مع الغرب لم يكن يوماً خلافاً عقدياً، وهذا ما دونه التاريخ فالمراسلات بين الشيعة (إسماعيل الصفوي) والبرتغاليين قبل هزيمتهم القاسية أمام الدولة العثمانية في معركة جالديران سنة 920 هجرية، من أقوى الأدلة على ذالك ،و إذا كانت إيران الأولي أو الدولة الصفوية قد اختارت أن تتحالف مع أشد وأخطر أعداء الأمة الإسلامية قديماً وهم البرتغاليين، فإن إيران الثانية أو ما يعرف بالجمهورية الخومينية قد اختارت أن تتحالف مع رأس أعداء الأمة وزعيمة التحالف العالمي ضد المسلمين (أمريكا). ولعل الكثيرين انخدعوا بالثورة الإيرانية عند قيامها لجهلهم بالمعتقد الشيعي ومخططاته وعندما بدأت تسقط الأقنعة أفاقوا وكانت صفقة الأسلحة الإسرائيلية الإيرانية بداية الثمانينات أو ما يعرف باسم " إيران غيت " (أثناء حرب الخليج الأولى) إحدى فضائح القوم...

 

فإيران أهم أولوياتها إضعاف العالم الإسلامي السني، وإفشال أسباب وحدة أبنائه وشعوبه وحتى حكوماته وآمريكا أيضا تريد من إيران تفتيته بتزكية الصراعات الدينية والمذهبية فيه، وتحريك الأقلية الشيعية في كل مكان بالثورة والاضطرابات و المناداة بالانفصال، كما حدث مع الحوثيين في اليمن ، وشيعة القطيف والأحساء، وشيعة البحرين ... ،  وهكذا تفعل إيران فهي تسعى للعبث باستقرار ووحدة البلاد الإسلامية، وتساهم بأقصى جهد في تمرير مشروع أمريكا الخاص بتفتيت العالم الإسلامي خاصة الكيانات الكبرى فيه مثل  العراق والسعودية ومصر والسودان واليمن

ومما تتقطع فيه مصالح إيران وأمريكا  أهمية الخليج الإستراتيجية فقد أعلن البنتاغون في تقرير له  عام 1995م  عن ذلك حيث قال " إن أعلى وأهم مصلحة أمنية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط هي الحفاظ على تدفق النفط دون عائق من ((منطقة الخليج)) إلى أسواق العالم وبأسعار مستقرة فحوالي 70% من احتياطي النفط في العالم يقع في منطقة الشرق الأوسط ولذلك يزيد اعتماد الولايات المتحدة وشركائها الاقتصاديين العالميين أكثر فأكثر على نفط منطقة الخليج.. إن منطقة الخليج والشرق الأوسط عموماً لا تشكل فقط العامل الأهم والعنصر المؤثر في المصالح الأمريكية بل تشكل جوهر مصالح العالم واستقراره "

فنفط العراق يعتبر ثاني أكبر مخزون نفطي في العالم، والوصول لثرواته يعني تغيير معادلات الصداقة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط والسيطرة عليه تعني استغناء أمريكا عن نفط الخليج خاصة بوجود قوة قوية في المنطقة مثل إيران يمكن أن تصبح حليفاً استراتيجياً كما كان (الشاه سابقاً) طالما أن العقيدة الشيعية لا يوجد فيها مايمنع ذلك فأمريكا بحاجة لحليف جديد للخروج من المأزق بالعراق خاصةً أن دول الجوار العراقي لا تقدم أي دور ملموس بعد وقبل الثورة العراقية القائمة الآن في المناطق السنية  فأمريكا وجدت نفسها أمام الإيرانيين وقد انتشروا في العراق بشكل كبير ومصالحها في خطر فماذا عساها أن تفعل.. ؟؟.

فأمريكا تسعى خلف مصالحها فقط ومتى ما اقتضت مصالحها تغيير الحلفاء في المنطقة فحتماً ستفعل..

كما أن إيران لها أهداف معلنة في المنطقة  على رأسها التمهيد لخروج مهديهم المزعوم

فالسياسية الإيرانية مرتبطة بالمرجعية التي تستمد منها شرعيتها وقوتها والتي تشرف عليها وهذه المرجعية قدمت الكثير للمصالح الآمريكية من ذالك:

 فتوى السيستاني بعدم التعرض للقوات الآمريكية أثناء دخولها العراق ودعمه لجميع القرارات الأمريكية في العراق منها " الانتخابات " " قانون الدولة العراقية الانتقالية " " الدستور إلخ... "

وسكوته على جرائم أبو غريب، وما حصل في المناطق السنية من قتل وتشريد لأهل السنة.

أما على المستوى السياسي فقد صرح هاشم رفسنجاني بعد سقوط حركة طالبان بقوله: " القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها، ولو لم نساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني، ويجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أن تسقط طالبان"، وهذا ما حصل تماماً بالعراق، فالمجلس الأعلى للثورة، وحزب الدعوة أحزاب إيرانية الانتماء واجتماعاتهم بالأمريكان معروفة ومعلن عنها قبيل الحرب على العراق، ولعل باقر الحكيم كان يفتخر بقدومه على دبابة أمريكية.

وأثناء حرب أفغانستان تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» عن «رسالة سرية» من الحكومة الإيرانية إلى واشنطن تتعهد فيها إيران مساعدة الجنود الأمريكيين الذين قد يجدون أنفسهم في وضع طارئ على أراضيها بعد عمليات فاشلة في أفغانستان.

كما جرى اجتماع سري بين ملالي من إيران وأعضاء من الكونجرس الأمريكي في بداية الحرب على العراق عقد في سويسرا؛ لتقريب وجهات النظر.

وفي 2 مارس 2004م كتبت النيوزويك تقريراً عن التحالف الأمريكي مع الشيعة، جاء فيه ".. لكن مستقبل العراق السياسي، ومنزلة أمريكا في الشرق الأوسط، تتعلق إلى حد كبير بالعلاقات بين النجف وواشنطن، لماذا النجف؟ لأنها تمارس، باعتبارها مركزا للتعليم الديني، تأثيرا هائلا في شيعة العالم الـ 170 مليونا "..

كما كانت طهران أول من اعترف بالحكومة الانتقالية التي عينتها أمريكا بالعراق، وظلت المخابرات الإيرانية تسرح وتمرح في العراق  على مرأى ومسمع من الأمريكان أنفسهم.

وقد صرح محمد حسين عادلي السفير الإيراني في بريطانيا لرويترز بعد الانتخابات العراقية قائلاً: " إن إيران تعاونت عن كثب مع الولايات المتحدة لكسب التأييد بين السكان العراقيين للانتخابات التي جرت هناك الشهر الماضي وتهيئة مناخ هادئ لها، وقال أيضا: " إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما.

و أمريكا على يقين من أن البرنامج النووي الإيراني ليس موجهاً لها ولا لإسرائيل، وإنما هي تقنية سيستخدمها إمامهم المزعوم لسفك دماء أهل السنة فما يحصل الآن على أرض الرافدين، بالنسبة للإيرانيين بشائر خير يقول شيخهم الكوراني في كتابه الممهدون للمهدي: بالنسبة للعراق " سيكون عاصمة العالم وستكون الكوفة مقر حكم الإمام المهدي "فأمريكا تبحث عن النفط ومصالحها في المنطقة وإيران تمهد لتنفيذ مخططاتها بالمنطقة للاستمرار بتصدير الثورة وإضعاف العالم الإسلامي السني والتمهيد لخروج مهديهم المزعوم.

لكن ترى ما الذي يعنيه تصريح "محمد الإبياري" مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الداخلي، في تغريدة له على "تويتر" وخوفه من قيام الخلافة الإسلامية  حيث قال : "كما قلت من قبل إن عودة الخلافة أمر حتمي.. والخيار الوحيد لنا أن ندعم رؤية تجعلها مثل الإتحاد الأوروبي"؟

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت