الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

«الإعلام».. إستراتيجية إيران لإسكات الخصوم في العالم العربي «أرقام وإحصائيات»

ملفات شائكة - | Sat, Jun 11, 2016 11:47 PM
الزيارات: 2687
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

خصص الإعلامي مالك الأحمد، بعض تغريداته على تويتر، للحديث عن اختراق إيران للعالم العربي والإسلامي إعلامياً، راصدًا الآليات والكيفية والاستراتيجية التي يتبعها الإعلام الإيراني، محللًا خطاباته وراصدًا خريطة الحضور والانتشار العالمي، وكاشفًا حجم الإنفاق الذي وجهته إيران للسيطرة على الإعلام.

واستهل في تغريداته، التأكيد على أن إيران في معركتها ضد العرب لم تترك وسيلة إلا ولجأت إليها، بدءًا من الإنفاق المالي الهائل لزعزعة الأوضاع، إلى رفع شعارات براقة لاستقطاب العامة.

وأشار “الأحمد” إلى أن إيران نموذج فريد من الدول المعاصرة، فهي دولة ذات عقيدة طائفية راسخة تحركها سياسيًا وثقافيًا، وأيضًا ثورة تريد أن تصدرها للمجتمعات الأخرى.

وأوضح أن إيران من الدول القلائل في العالم المعاصر التي سيطرت بالكامل على حركة الإعلام بالداخل، واستطاعت إدارته محليًا ليخدم أهداف الدولة والثورة، لافتًا إلى أن الحكومة تفرض على المواطن الإيراني عزلة إعلامية تحجب عنه وسائل الإعلام العالمية، ويعتبر اقتناء الدش من المحرمات، كما تسيطر على حركة الانترنت.

وأضاف “الأحمد”: “في نفس الوقت تمتلك إيران آلة إعلامية محلية ضخمة (٤٢ قناة، ٣١منها مخصصة لكل ولاية إيرانية، إضافة إلى ١٧ قناة أخرى منوعة، فضلًا عن الإذاعات والصحف)، كما تملك إيران مجموعة من القنوات المتخصصة في مخاطبة الجمهور الإيراني خارج إيران (أوربا وأمريكا)، بعضها تبث على الإنترنت (أكثر من 100 قناة!).

ولفت إلى أن إيران منذ بدء الثورة انتبهت إلى أهمية الإعلام، واستطاعت توظيفه بفاعلية عبر سنين طويلة (بالذات بعد 2003) مستخدمة مجموعة من الاستراتيجيات المتنوعة، قائلًا: “رغم أن الفرس كقومية تمثل نصف إيران فقط (70 مليونًا)، إلا أن الحكومة استطاعت أن تمحو الهويات الثقافية للأقليات باستخدام الإعلام واللغة الفارسية”.

وبين أن رأس الحربة في المشروع الإيراني الثقافي، هو “التشيع على مبدأ ولاية الفقيه” من أجل الانتشار والسيطرة على الشيعة (العرب)، فضلًا عن التأثير على السنة.

وأشار “الأحمد” إلى أن من إشكالات السلوك الإيراني السياسي البراغماتي، والذي انعكس إعلاميًا، أنه لا يخضع لمنطق الدولة، إنما لخطاب الثورة والارتهان لرؤية مرشد الثورة، مذكرًا بأن إيران استخدمت في بداية عهد الخميني المجلات للوصل للشباب العربي، ومنها (الوحدة الإسلامية، التوحيد، الهدي، وكانت توزعها السفارات الإيرانية مجاناً).

وأكد أن ملف الإعلام في إيران يعتر ملفًا أمنياً، حيث تشارك فيه أقسام الإعلام في المخابرات الإيرانية والحرس الثوري، ومكاتب المسؤولين ووزارة الخارجية، إضافة إلى دوائر مؤسسة الإذاعة والتليفزيون، والتي يندرج تحتها: “الإعلام الداخلي، الإعلام المناطقي، الإعلام الخارجي، وكالة الأنباء المركزية، شركة الإنتاج السينمائي، سروش للإنتاج الإعلامي والطباعة والنشر، مهرجان الأفلام والموسيقى والفنون، نادي الصحفيين الشباب (تتبعه إذاعة وقناة)، كلية الإعلام في قم، جامعة الإذاعة والتليفزيون للإعلام، مراكز دراسات واستطلاع أراء، مركز دراسات تليفزيونية، خلاف عشرات القنوات والإذاعات”.

وأشار “الأحمد” إلى مشاركة وكالات الأنباء الإيرانية السبعة “بارسينه، وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (ارنا)، وكالة أنباء الطلبة، وكالة أنباء فارس، القدس، الأنباء القرآنية، مهر”.

وبين تنوع الفضائيات الشيعية الإيرانية: “سياسية إخبارية، قنوات للأطفال، قنوات فنية، قنوات لسان أحزاب شيعية (لبنان العراق اليمن)، قنوات دينية وتعليمية، راصدًا نماذج من القنوات الشيعية الناطقة بالعربية على العرب سات”، ومنها “أهل البيت والمنار والعالم والكوثر وفوتين والعراقية”.

ولفت “الأحمد” إلى وجود 18 قناة على النايل سات، والهوت بيرد، موضحًا أن معظم القنوات حديثة، أقدمها أهل البيت عام 2005م، وأحدثها فورتين، والتي تشير إلى الـ14 معصومًا (الاثنا عشر إمامًا والنبي وفاطمة) وهي قناة شبابية.

وأكد أن إيران انفقت خلال السنوات 10 الماضية، أموالًا طائلة على الإعلام الموجه للعرب والمسلمين، ولم تدخر وسعًا في حشد الخبرات الإعلامية واقتناء أحدث الأجهزة، موضحًا أن التقديرات تشير إلى أن إيران تنفق 900 – 1000مليون دولار سنويًا على الإعلام الخارجي، والذي يركز على تثبيت العقيدة الشيعية ونشر التشيع بين السنة.

وواصل “الأحمد” في الجزء الثاني من تغريداته، الحديث عن اختراق إيران للعالم العربي والإسلامي عالميًا، مؤكدًا أن الإعلام الإيراني الموجه للمنطقة العربية يعتمد المواربة، ويدعي التقريب والوحدة (غالبًا)، كما أن هناك نوعًا صريحًا في نشر التشيع بخرافاته وغلوه.

وقال إن إيران لم تقتصر على إنشاء قنوات بالفارسية والعربية، بل لها قنوات بلغات مختلفة: الإنجليزية والفرنسية والأفغانية والإفريقية وحتى الإندونيسية، إضافة إلى القنوات وظفت إيران المجلات والصحف، إما بشكل مباشر أو غير مباشر (دعم)، بالذات البلدان الفقيرة، مثل اليمن والدول الإفريقية وشرق آسيا.

وبين “الأحمد” أن هناك 73 قناة شيعية عربية (فقط) أمكن رصدها على أجهزة الاستقبال في العالم العربي: “46 قناة عراقية، 11 قناة من الكويت، 6 من لبنان، 7 من إيران”، موضحًا أن الخطاب الإعلامي الإيراني للداخل يتميز بالتنوع (أخبار وموسيقى وأفلام وبرامج ترفيهية، فضلًا عن الدينية)، أما الإعلام الخارجي فيركز على العقائدي.

وأشار إلى أن إيران تمتلك عشرات المواقع العربية تنشر الأخبار والتقارير والصور، بعضها مستقلة وبعضها تابع لقنوات فضائية، وكذا العديد من الإذاعات العربية.

وأوضح “الأحمد” أن الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية تعتمد النموذج النازي!: “الضخ الإعلامي المكثف بكل الوسائل من أجل غاية واحدة (تمدد المشروع الإيراني عالميًا)، كما تعتمد على تدشين نسخة قوية متماسكة من الإسلام السياسي (الشيعي) ذي الشعارات السياسية البراقة، التي تجلب النخب وتقنعهم، فضلًا عن العامة، وتسعى لتوظيف النخب الثقافية في العالم العربي والإسلامي من مفكرين وكتاب علمانيين (غالبًا)(ماديًا وثقافيًا)، لتبني وطرح النموذج الإيراني الإيجابي.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية، تعتمد على التوظيف السريع والمعالجة المباشرة للأحداث في المنطقة، من خلال مراكز ووسائل إعلامية ضمن حشد مقصود التأثير والتوجيه (حركة غوغاء البحرين)، والحرص أن تكون المنابر الإعلامية الإيرانية والشيعية متوافقة، وتصدر عن رؤية مشتركة ليس في الخطوط العريضة، بل حتى في معالجة الحدث السياسي.

وبين أن الاستراتيجية الإيرانية تهدف لإسكات منابر الخصوم الإعلامية على الصعيد الإيراني (إغلاق الصحف والمجلات، واعتقال الصحفيين المعارضين)، وحتى خارج إيران (الكويت لبنان اليمن)، مشيرًا إلى أن المعيار الطائفي مقدم في أي تغطية إعلامية، ولا تسمح بعرض شيء يخالفها، رغم التبجح في مناصرة القضايا الإسلامية، مثل فلسطين.

وأعطى مثالًا، مشيرًا إلى رفض مراسل قناة تي برس في غزة، إجراء أي تحقيق إعلامي لجريمة إسرائيل قصف مدرسة سقط فيها عدد من الأطفال، فقط لأنها تحمل اسم “عمر بن الخطاب”!

وانتقل “الأحمد” للحديث عن خصائص الخطاب الإعلامي الإيراني الشيعي، ومنها “تجنب السب الصريح للصحابة وزوجات الرسول، ومحاصرة المشاهد بكمية ضخمة من اللطميات ومجالس العزاء، وسيل من الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أو أئمة آل البيت (بالذات التي تمجد آل البيت)، أو تحط من قدر (النواصب) أعدائه!”.

ولفت إلى أن من بين الخصائص أناشيد وبكائيات لاستدرار العواطف لمذهب “آل البيت” (زعموا) مقابل أعدائه!، اللطميات وبأسلوب فيه عاطفة جياشة وألحان مؤثرة محركة للنفوس، والأدعية المكررة مصاحبة بصور لائمة الشيعة في إطار بصري جاذب، والتركيز على مقامات وأضرحة ومساجد الشيعة في العراق وإيران للتأثير العاطفي.

وواصل “الأحمد” رصد الخصائص، ومنها: البث المباشر للفعاليات والأيام الشيعية، وإبراز الحضور الجماهيري وقوة تفاعل الناس مع الخطب والبكائيات ضمن تصوير عال الجودة وإخراج متميز، توظيف الشخصيات السنية من دعاة التقريب من أجل جلب جمهور مشاهدين من السنة، برامج ومواد تعليمية وأناشيد للأطفال ضمن قنوات متخصصة أو فقرات، كثافة البث الإعلامي (عدد ضخم من القنوات باللغات)، توظيف الاسماء والمصطلحات الشيعية ضمن التأثير النفسي للمشاهد (كربلاء الحسين العترة الولاية)، ودس الأخبار والتقارير التي من شأنها تلميع الدولة الإيرانية والشيعة، وأن إيران القوة الإسلامية الكبرى (موضوع النووي مثلًا)”.

وانتقل “الأحمد” في تغريداته، للحديث عن آليات الإعلام الإيراني / الشيعي، ومنها “الأخبار حيث التغطية الإخبارية المضادة والمتسارعة، والحضور الفاعل إعلاميًا في الأحداث، بالذات ما يتعلق بأطراف شيعية، والدراما الشيعية من مسلسلات تاريخية ودينية تجسد الأنبياء (في مخالفة صريحة للفتاوى)، مع دس متعمد للرؤية والمعتقدات الشيعية (في القبور والأضرحة)”.

وأوضح أن البرامج والأفلام الوثائقية من ضمن الأليات الإيرانية الشيعية، حيث تسخير الإمكانيات المادية والفنية لإنتاج وثائقيات عالية الجودة تعبر عن الفكر الشيعي والشخصيات الايرانية (الخميني)، فضلًا عن القصص والحكايات والبكائيات، لمخاطبة الوجدان وإثارة الحماس والتحبيب بشخصيات الأئمة، وإضفاء القداسة عليهم (فبركة القصص الخيالية كي تعلي من شأنهم)”.

وأشار “الأحمد” إلى أن الإعلام الإيراني يوجه للأطفال، حيث يحرص على استثمار الطفولة في اتجاه غرس الطرح الشيعي في وجدان أطفال السنة، وخلخلة المكون التربوي عندهم، كما يركز على القضية الفلسطينية كقضية إسلامية محورية، وتقدم إيران نفسها كدولة إسلاميّة تدافع عن قضايا المسلمين ومستضعفيهم حول العالم، وتقدم نفسها أيضًا كدولة ثوريّة تواجه الإمبرياليّة العالميّة المتمثلة في الولايات المتّحدة والغرب (جذبت فئات واسعة من اليساريين العرب).

وقال “الأحمد”: “في زمن قصير ظهرت علينا وسائل إعلامية عديدة جديدة (عربية) تتحدث باسم إيران، أو تدافع عن سياساتها، تليفزيونات وصحف ومواقع إلكترونية/عبدالرحمن الراشد”.

وأوضح أنه تم توثيق ما يزيد على أربعين صحيفة يومية وأسبوعية ونشرة إعلامية ومجلة وكتاب دوري، كلها تمولها إيران/ صافي الياسري في العراق وحده.

وأكد “الأحمد” أن للملحقيات الثقافية والإعلامية الإيرانية دورًا خطيرًا، حيث تقوم بإقامة علاقات وثيقة مع الصحف والمجلات، إضافة لدعمها ماليًا واستضافة الصحفيين وتدريبهم، كما تلجأ إيران أحيانًا إلى رجال أعمال لهم أنشطة تجارية تتعاون معهم اقتصاديًا، ثم تكلفهم بإنشاء وسائل إعلامية عربية تخدم إيران أمنيًا وسياسياً.

وأشار إلى أن لإيران حضورًا مكثفًا في الإعلام الاجتماعي، ولها جيش جرار من الصحفيين والمتعاونين، يقدر وجود أكثر من 10 آلاف صفحة فقط على الفيس بوك تخدم إيران.

وبين أن إيران تقوم بتقديم المنح الدراسية للصحفيين، وتوفير مكاتب للمراسلين (يمثلون وسائل إعلام إيرانية)، فضلًا عن الرواتب، ضمن وسائل الاختراق الإعلامي، كما تدعم بعض الصحفيين وتقدم لهم الدورات، من أجل الترويج للمواقف الإيرانية والدفاع عنها في الصحف والمجلات والفضائيات العربية (فهمي هويدي).

ورصد “الأحمد” الاختراق الإيراني للمراسلين، مشيرًا إلى أن المغربي غسان بن جدو مراسل الجزيرة أنشا قناة الميادين (تابعة لإيران ذات الانفتاح الديني، لكن مع التوجه الإيراني سياسيًا)، لافتًا إلى اختراق إيران لقنوات فضائية عربية (قناة العربية)، وتمرير برامج مؤيدة لإيران وحزب الله (حكاية حسن)، من خلال إعلاميين داخلها لهم مصالح مباشرة مع إيران.

وتحدث عن اختراق الإعلام اللبناني، وشراء ذمم الإعلاميين بالمال، حتى أصبحت ترى قنوات وصحف وإذاعات تتبع لأحزاب أو شخصيات نصرانية تدافع عن إيران وأعمالها!، مؤكدًا أن إيران لها حضور ملموس في المغرب العربي، من خلال أنصارها الفاعلين في الإعلام أو المراكز الثقافية، يروجون للمشروع الإيراني ويبررون تدخلاته!

وأضاف “الأحمد”: “بعد ثورة يناير انتشر موسم الحج إلى طهران، حيث يتم تنظيم رحلات لـ 30-40 إعلاميًا مصريًا إلى طهران كل أسبوع، مع برنامج للتعرف على إيران عن قرب!”، مشيرًا إلى أن تحالف الحوثي/صالح يسيطر على 11 فضائية يمنية من أصل 14، خمس منها بتمويل إيراني وتبث من بيروت، وحصلت على دعم وتدريب في استوديوهات قناة المنار.

وأوضح أن أفغانستان بها عشرات المؤسسات الإعلامية الشيعية بدعم ايراني، وخمس من القنوات الفضائية المهمة من بين 14 قناة في البلاد يملكها الشيعة، كما اهتمت إيران بالمسلمين المتحدثين بالأردو، فأنشأت 4 قنوات مذهبية شيعية، كما دعمت 74 قناة موالية لها ثقافيًا وسياسيًا، كما أنشأت قناة بالإندونيسي!

المصدر| الخبر

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت