<< «إيران الملالي» تنفذ سياسة فارسية عنصرية لا تقل خطرًا عن التهديد الصهيوني للعالم العربي
<< مبدأ «ولاية الفقيه» يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.. ويذكرنا بحكم «الكهنة» قديمًا
حوار – شريف عبد الحميد
قال النائب الكويتي محمد هايف المطيري أن النظام الإيراني ينفذ سياسة فارسية عنصرية لا تقل خطرًا عن التهديد الصهيوني للعالم العربي، وأن من الممكن مواجهة هذه المخططات بخطط عكسية، تعمل على تقويض هذا النظام الذي يكتوي بناره العالم العربي والإسلامي اليوم.
وأضاف «المطيري» في حوار لـ«إيران بوست» أنه لابد من عمل منظم ودقيق في وسائل الإعلام العربية والعالمية لكشف «أكاذيب طهران».. وإلى نص الحوار:
•متى بدأت إيران تنفيذ سياسة «تصدير الثورة» التي يتبناها نظام الملالي الحاكم في طهران؟
- بعد ثورة الخميني عام 1979، أعلن النظام الإيراني صراحة عن سياسة «تصدير الثورة» الي الخارج، لكنه لم يحدد الدول الذي كان يريد «تصدير» هذه الثورة إليها، وفعلا بدأت طهران تحت الملالي في بث الخلايا النائمة والأحزاب التي انتشرت بداية في الخليج، ثم تمددت إلى بعض الدول العربية، ومنها إلى بلدان إفريقيا وآسيا، عبر جهود هذا النظام الخطر الذي استولي على زمام الأمور في إيران منذ عدة عقود، ومازال جاثمًا على كاهل الشعب الإيراني حتى الآن.
•ماذا كان تأثير أنشطة هذه الخلايا والأحزاب على الدول المستهدفة؟
- لا شك أن تلك الخلايا والأحزاب أثرت بقوة على الدول من خلال إثارة الفتن والقلاقل على مستوى العالم الإسلامي برمته، ترويجًا لمبدأ «ولاية الفقيه» الذي يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، ويذكرنا بحكم «الكهنة» قديمًا، ورغم أنه كانت لهذه الخلايا انتماءاتها من خلال الهوية الوطنية لبلدانها، إلا أنها أصبحت بلا ولاء أو هوية، وإنما بات ولاؤها الأول والأخير لذلك «الولي الفقيه» في إيران تأتمر بأمره، وتنتهي بنهيه وبما يأمرها به من إثارة القلاقل ضد مصالح الأوطان.
وكل ذلك وأسوأ منه رأيناه بأعيننا وعايشناه في حوادث التفجيرات وخطف الطائرات في الكويت، ثم التفجيرات التي ضربت البلد الحرام «مكة المكرمة» أكثر من مرة، ثم وجدنا القلاقل في مملكة البحرين، ورأينا الأعمال التخريبية المسلحة في إفريقيا، ومثل ذلك في لبنان من خلال «حزب الله» المزعوم، ذلك الحزب المشهور الذي ينتمي صراحة لإيران، ما يؤكد بالأدلة القاطعة أن نظام الملالي نظام خطر، ويجب مواجهته بكل السبل الممكنة، وفضح خططه وكشف عقيدته السياسية والدينية الفاسدة التي يتمترس خلفها، وشعارته الكاذبة.
•لا جدال أن هناك تمددًا إيرانيًا مشهودًا في بعض الدول العربية والإسلامية.. فكيف حدث ذلك في تقديركم؟
- أرى أن التمدد الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن كان بسبب عوامل متعددة، في مقدمتها عدم وجود استراتيجية واضحة لوقف ذلك التدخل، إضافة إلى أن طهران استغلت بعض العملاء من أبناء تلك الدول لتمرير مخططاتها التوسعية، فقد كان العرب دائما يتحدثون عن «الخطر الإسرائيلي» وانشغلوا بذلك كثيرًا، بينما الخطر الحقيقي الراهن من جانب إيران. ومع التسليم بالخطر الذي تمثله (إسرائيل) إلا أننا نقول إن الخطر (الإسرائيلي) أقل شأنًا مما تمثله طهران من تهديد لأمن الدول العربية، فهي تتدخل في شؤون الدول العربية باسم الإسلام وتحت ذريعة التشيع ونصرة الشيعة، فقد تدخلت هنا وهناك وطوقت المنطقة، وهي في الواقع تنفذ سياسة فارسية عنصرية لا تقل خطرًا إن لم نقل أكثر مما يمثله التهديد الصهيوني للعالم العربي.
•وكيف يمكن مواجهة هذه المخططات التخريبية؟
- ينبغي أن تواجه تلك المخططات بخطط عكسية تعمل على تقويض هذا النظام الذي يكتوي العالم الإسلامي بناره اليوم، لذلك لابد من عمل قوي ومنظم ودقيق في وسائل الإعلام العربية والعالمية، فضلًا عن العمل على المستويات السياسية والاجتماعية والنقابية والحقوقية، لكشف أكاذيب طهران، ومن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر- ما يتعرض له الشعب الإيراني منذ عقود طويلة من تنكيل واضطهاد، ومعاناة السكان العرب المريرة في إقليم «الاحواز»، أو في غيرها من البلدات والمدن الإيرانية، ناهيك عن الإعدامات التي طالت نخبة من خيرة العلماء و الدعاة في البلاد، وهذا أمر يحتاج إلى رصد ومتابعة من قبل منظمات وجمعيات حقوق الإنسان العربية والدولية، فضلا عن إقامة دعاوى قضائية أمام الأمم المتحدة، وفضح هذا النظام وما يقوم به من أعمال قمعية وغير إنسانية بالمرة، ومن المعلوم أن هذه الأشياء تؤتي ثمارها في نهاية الأمر، كما حدث في قضية «مسلمي الروهينجا» في دولة بورما مؤخرًا، فقد تنبّه العالم أخيرًا لما يقع لهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية. ونسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين في مواجهة هذا الخطر الإيراني الداهم.