<< وكالة بريطانية: طهران تمتلك السيطرة والنفوذ على 5 دول عربية هي "لبنان واليمن وفلسطين وسوريا والعراق"
<< السفير الإيراني المنشق عادل الأسدي: "الخلايا النائمة" منتشرة في كل الدول الخليجية "دون استثناء"
<< الجنرال الدموي "سليماني" يزعم: القوات الإيرانية التي تحارب في سوريا والعراق "سورة من نور القرآن"!
تقرير يكتبه: أشرف إسماعيل
بعد أشهر قليلة من نجاح ثورة عام 1979 ضد الشاه في إيران، فسّر "الخميني" في تصريحات لوسائل الإعلام الإيرانية مبدأ "تصدير الثورة" الذي سينتهجه نظام الملالي الجديد منذ ذلك التاريخ تفسيرا غريبا، قائلا إنه يعني "إيجاد الإجابات حول معرفة الله"، ولا يعني بأي حال التدخل في شؤون الدول الأخرى!
وما هي إلا أشهر أخرى حتى راحت الوقائع الحاصلة على الأرض تكذّب هذا التصريح الغريب، وباتت طهران تدس أنفها في كل كبيرة وصغيرة من شؤون الدول، وخاصة البلدان العربية المجاورة لها، واختار "آيات الله" المزعومين، وهو سبحانه برئ منهم، أن يجدوا الإجابات المدعاة في زعزعة استقرار وتخريب بلدان جيرانهم العرب، من خلال جيش ضخم قوامه المليشيات المسلحة و"الخلايا النائمة"، يبتغي أهدافا خبيثة لنشر الفوضى والدمار في عدد من الدول العربية والإسلامية، من العراق إلى سوريا مرورا بلبنان واليمن، فضلا عن البحرين والكويت.
وفي تقرير لها صدر في أكتوبر من العام الماضي 2106، قالت وكالة "ميدل إيست آي" البحثية البريطانية أنه خلال العرض العسكري الذي أُقيم بمناسبة الذكرى الـ36 للحرب العراقية- الإيرانية، قال اللواء محمد باقري، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، بوضوح، إن "طهران تمتلك السيطرة والنفوذ على 5 دول عربية وهي: لبنان واليمن وفلسطين وسوريا والعراق".
وأشار التقرير إلى أن التجربة التي خاضتها إيران خلال الـ8 سنوات خلال الحرب مع العراق، هي أحد العوامل الرئيسة وراء مساعي طهران لتمويل الميليشيات الأجنبية في جميع أرجاء الشرق الأوسط بشكل عام، وفي العراق خاصة.
وكانت البداية بميليشيا "حزب الله"، التي يقودها حسن نصر الله في لبنان، فهي تنظيم سياسي شيعي عسكري موجود على الساحة اللبنانية السياسية والعسكرية على مدار أكثر من 30 عامًا، خاصة بعد الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة بيروت عام 1982.
ومقاتلو "حزب الله" من اللبنانيين الشيعة المرتبطين مذهبيا بمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، حيث يعتبر "نصر الله"، الأمين العام للحزب، هو "الوكيل الشرعي" لـ"خامنئي" في لبنان.
ويتلقى "نصر الله" دعما ماليا متواصلا من إيران للإنفاق على أنشطته الإرهابية داخل وخارج لبنان، يقدر بنحو مليار دولار في العام الواحد، بل إن بعض التقديرات وصلت إلى نحو 10 مليارات في السنة، ويطلق على "ميليشيا حزب الله"، الابن البكر لإيران في الشرق الأوسط.
عصابات "الحشد الشعبي"
أما عصابات "الحشد الشعبي" الطائفي الذي أسسته إيران في العراق لمحاربة تنظيم "داعش"، فتتألف من قوة يبلغ قوامها نحو 130 ألف عنصر، يقوم بتدريبهم مئات من الضباط والجنرالات الإيرانيين، ويشرف عليهم الجنرال الإيراني الدموي قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني.
ويعتبر الحشد الشعبي - هو نفسه- "قوة إرهابية بامتياز"، ينفق عليها الجيش العراقي، وتحصل على رواتبها منه، لكنها تأتمر بأمر طهران، لكي تكون "يدها العليا" في الشأن العراقي لتحقيق الأجندة الإيرانية، ويدها الممتدة بالخراب والدمار لدول الجوار، وتقوم بتنفيذ مخطط صفوي إرهابي، وتقتل مئات الآلاف من السنة وتهجيرهم من أراضيهم ومدنهم.
ووصل الأمر بالجنرال "سليماني" أن قال في تصريحات بثتها وكالة "فارس للأنباء" التابعة للحرس الثوري - نصا- إن "الميليشيات الإيرانية التي تحارب في سوريا والعراق هي "سورة من نور القرآن"!
ويشكل الأفغان الهزارة والباكستانيون الشيعة النسبة الغالبة من المقاتلين الشيعة من غير العرب والإيرانيين في سوريا والعراق، حيث تكون فرص تجنيدهم من قبل إيران أسهل وأقل تكلفة من سواهم، ويتم تجنيدهم تحت مظلة فصائل عراقية أو مختلطة مثل "أبو الفضل العباس" و"سرايا طليعة الخراساني" خاصة، أو ضمن تشكيلات أفغانية وباكستانية خالصة لكن بقيادة إيرانية مثل "لواء فاطميون"، أو باكستانية مثل "لواء زينبيون".
وعثر الأهالي ومقاتلون من "الجيش الحر" في سوريا على قتلى ينتمون لجنسيات شرق آسيوية أخرى في ريف حلب وريف دمشق، إضافة لليمنيين الحوثيين، وبعض الأفارقة الأفراد الذين أعلنت صفحات الفصائل الشيعية عن مقتلهم.
من جهة أخرى، أدرك النظام الإيراني مبكرا ما يمثله اليمن من أهمية استراتيجية بالغة لسياسة "تصدير الثورة"، فقررت طهران مد إيجاد موطئ قدم فيه. وعمل الإيرانيون قبل سنوات طويلة مما سمي باحتجاجات "الربيع العربي" عام 2011، من أجل تأسيس قاعدة لهم في اليمن، فقاموا بتهريب الأسلحة إلى أنصارهم من الشيعة الزيدية المعروفين باسم "الحوثيين" على دفعات، ومن خلال سفن صغيرة لأغراض التمويه.
وفي منتصف عام 2009 اكتشفت السلطات اليمنية مخابئ أسلحة كبيرة إيرانية المنشأ تابعة لـ"الحوثيين"، شملت صواريخ قصيرة المدى ومدافع رشاشة وخلافه. كما كشف عن ذلك الرئيس عبدربه هادي في حادث السفينة الإيرانية الشهيرة التي ضبطتها السلطات اليمنية في عرض البحر، وهي في طريقها لتفريغ حمولتها من السلاح لصالح المتمردين الحوثيين.
وتقدمت حكومة "هادي" بطلب إلى مجلس الأمن الدولي للتحقيق في هذه القضية فقام المجلس بالنظر في الطلب فعلا، لكنه لم يصدر قرارا بهذا الشأن، بسبب عراقيل من جانب روسيا المتحالفة مع طهران في سوريا.
وفي أبريل 2015، ذكر تقرير سري لخبراء في الأمم المتحدة رفع إلى مجلس الأمن الدولي أن إيران تقدم أسلحة إلى "الحوثيين" منذ عام 2009 على الأقل.
خلايا إيران النائمة
"الخلايا النائمة" هي المجموعات المنظمة التي تعمل في الخفاء، وهي تـُستخدم من قبل الجهات المنتمية إليها أو التي تدين لها بالولاء للقيام بمهام محددة داخل المجتمع الذي تعيش فيه. ومهام هذه الخلايا تتجسد في أمرين: إما التجسس، بغرض جمع المعلومات سواء العسكرية أو الاجتماعية أو الاقتصادية لصالح الجهة التابعة لها، أو القيام بأعمال تخريبية مثل نشر الفتن، ممارسة العنف، زعزعة الأمن والاستقرار.
وفي عام 2008، اتهمت عدة دول خليجية إيران بإنشاء "خلايا نائمة" على أراضيها. وكررت الكويت تلك الاتهامات مرارا، وأعلنت عن أنها فككت خلية تابعة للحرس الثوري. وفي عام 2015، قالت الكويت إنها كشفت خلية "العبدلي" الإرهابية التي كانت تعمل بتوجيهات من السفارة الإيرانية في البلاد.
وتؤكد اعترافات السفير عادل الأسدي، الذي انشق عن النظام الإيراني عندما كان قنصلا لبلاده في دبي، أن هذه الخلايا النائمة الموجودة في دول الخليج العربية، وأنها ترتبط بخيوط مع السفارات الإيرانية، حيث قال "الأسدي" نصا "إن الخلايا النائمة منتشرة في كل الدول الخليجية من دون استثناء".
وتتبنى طهران في دول الخليج خلايا إرهابية تحت أسماء متعددة، مثل "14 فبراير وسرايا المختار وسرايا الأشتر"، وهي كلها تعمل في البحرين تحت رعاية إيرانية مباشرة.، ويتلقى أعضاؤها تدريبات عسكرية في إيران والعراق ولبنان، كما يحصلون على تمويل مالي وأسلحة ومتفجرات مهربة إلى البحرين لاستخدامها في أعمال إرهابية.
ولا تقتصر شبكة زرع "الخلايا النائمة" التي تنتهجها إيران على البحرين فقط، بل تشكلت مثل هذه الخلايا في الكويت والسعودية والإمارات، وهي تعتمد هذا الأسلوب لأنها تدرك أن هذه الدول الخليجية تمتلك أجهزة أمنية قوية وقدرات استخباراتية متطورة، لذلك فإن إيران لا تستطيع أن تشكل مليشيات مسلحة علنية مثل "الحوثيين" في اليمن ومثل "الحشد الشعبي" في العراق.