الثلاثاء, 03 ديسمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أسابيع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

كيف تحقق إيران مكاسبها؟

المجلة - توفيق محمد مصيري* | Sun, Oct 1, 2017 1:08 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

السياسة الإيرانية لتحقيق المصالح وجني المكاسب تقوم على تنوع فريد في استخدام مختلف الأساليب بل وحتى استخدام الأسلوب ونقيضه في مكان آخر أو مرحلة زمنية أخرى، ويصل الأمر إلى ابتكار أساليب شيطانية تتنازل إيران عن بعض مكاسبها لتعاود تحقيق هذه المكاسب بأضعاف مضاعفة مستقبلا.

ومن أبرز هذه الأمثلة المشاهدة ما حدث في العراق في 22 فبراير عام 2006 بتفجير ضريح العسكريين علي الهادي والحسن العسكري والذي قامت بعده المليشيات الإيرانية بحرب إبادة ضد السُّنة في العراق وفي بغداد تحت ذريعة الانتقام وحماية المقدسات الشيعية لتغيير « الديموغرافية العراقية» وتغيير موازين القوى وإرباك الحسابات السياسية بناء على المعطيات الجديدة على الأرض.

أيضا من الأمثلة على ذلك إشاعة خبر استهداف مرقد السيدة زينب في سوريا مما ترتب عليه تبرير دخول مليشيات شيعية إيرانية وعراقية وباكستانية ولبنانية وإفريقية ويمنية بدعوى حماية مرقد السيدة زينب لتكون هذه المليشيات ذراع عسكري بإبادة أهل السنة وحماية القيادة النصيرية الشيعية في سوريا من السقوط بسبب ثورة الشعب السوري.

ومن آخرها افتعال تفجيرات لحسينيات وشخصيات شيعية في الفلبين بعد خسارة كبيرة للانتشار الشيعي بسبب ما حققه علماء الفلبين من وعي عال وإخراج فتوى عامة موجهة للمسلمين بالفلبين تبين حقيقة هذا المذهب وخطره على عقيدة المسلمين والأمن والسلم الاجتماعي، لذا ابتكروا حوادث تفجيرات متسلسلة ضد أهداف شيعية ليقوم كبيرهم بعد ذلك بإخراج مقترح بإقامة مؤتمر لعلماء ودعاة الفلبين ضد الإرهاب ليحققوا هدفين أحدها تركيز الأضواء على خريجي الجامعات الشرعية من الخليج والأزهر وأنهم سبب الإرهاب والدعاة إليه، لاستصدار قرار بمنع ذهابهم للدراسة مستقبلا. والهدف الثاني وضع مسمى «الوهابية» في واجهة الأحداث لخلق عدو وهمي يحمّلونه جرائمهم ويستهدفون به السعودية استهدافاً غير مباشر خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفلبيني للسعودية وحققت مكاسب إيجابية.

ولكن كان للعلماء موقف مشرف مرة أخرى وبيان واضح بأن خريجي الجامعات الشرعية من الدول العربية هم من روافد التنمية وتحقيق الاستقرار ونشر مفاهيم الوسطية.

كما تم إبراز أن أهل السُّنة كانوا بخير يعيشون حياة الأمن والاستقرار إلى أن دخل عليهم «الشيعة» و«داعش» لينشروا الصراعات المذهبية والخلافات فهم سبب المشكلة الاساسي في تحول الاستقرار والأمان والسلم الاجتماعي إلي صراع وخوف وقلق يستهدف مكتسبات أهل السنة ودورهم التنموي في تحقيق السلم الاجتماعي والتعايش السلمي في الفلبين. 

هذه إحدى الصور التي لم تجد تجاوبا مع المخططات الإيرانية بل على العكس الوعي لدى العقلاء حقق مكاسب كبيرة ولم ينجر نحو ما يخطط له. وهي دعوة لبقية الدول والمجتمعات في التعاطي بذكاء مع «المشروع الشيعي» وأدواته لتفادي الصدام مع بقية المكونات.                       

*متخصص بالشأن الإيراني، عضو جمعية العقيدة السعودية، مساعد الأمين العام للهيئة العالمية للسنة النبوية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت