وقع ما تتخوف منه طهران، أكراد إيرانيون ينزلون إلى الشوارع دعما لاستفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال، فهل يجر هذا الدعم مطالب أكبر قد تصل إلى تكرار التجربة على الأراضي الإيرانية؟
آلاف الأكراد الإيرانيين جابوا شوارع مدينة بانه وساغر وسانانداج ليل الاثنين، هتفوا لاستقلال كردستان، وهذا الأمر يزعج السلطات الإيرانية التي تضطهد الأقليات العرقية والدينية فيها وفق تقارير منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان.
وكعادة الأمور في إيران، تجد الأصوات الشعبية في وسائل التواصل الاجتماعي منصة لإيصال صوتهم إلى العالم. فانتشرت صور المحتفلين ومقاطع فيديو تظهر الحشود التي شاركت.
وأظهرت بعض الصور عناصر من الشرطة الإيرانية تتجمع قرب المسيرات لمراقبة الحشود، فيما لم يجد التلفزيون الرسمي مجالا لتجاهل هذا الحدث من أجندته الإخبارية، حسب وكالة أسوشييتدبرس.
ويشكل الأكراد نحو ستة ملايين من مجموع سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة.
ويرفض ملالي إيران استفتاء كردستان العراق، وشرعت الحكومة في اتخاذ إجراءات على الأرض تتعلق بحركة العبور من الأراضي الإيرانية نحو الإقليم، ويتوقع مراقبون أن تقدم طهران على خطوات أخرى.
وترى طهران في انفصال الإقليم عن العراق، تهديدا لأمنها القومي، كما أنها عبرت عن دعمها لوحدة أراضي العراق، حسب تصريحات مسؤولين سياسيين وعسكريين إيرانيين.
وحظرت طهران الأحد جميع الرحلات الجوية من كردستان العراق بناء على طلب الحكومة في بغداد، ثم أغلقت الاثنين حدودها مع الإقليم حسب ما جاء على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، إلا أن الوزارة الإيرانية عادت وأصدرت بيانا أكدت فيه أن المجال الجوي فقط هو المغلق بين إيران والإقليم.
وبلغت نسبة المشاركة في استفتاء كردستان 72 في المئة، إذ شارك أكثر من ثلاثة ملايين كردي من إجمالي أربعة ملايين ونصف المليون ممن يحق لهم التصويت، بحسب المتحدث باسم المفوضية الانتخابية شيروان زرار.
وسبق لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن أشار إلى أن فوز معسكر الـ"نعم" في الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال، بل بداية "محادثات جدية" مع بغداد لحل المشاكل العالقة منها مسألة الحدود والمناطق المتنازع عليها.
المصدر| أسوشييتد برس/وكالات/وسائل التواصل الاجتماعي