بات الحديث عن إعادة إعمار سوريا يأخذ زخما أكبر في الأيام الأخيرة، مع تواتر الأنباء عن صفقة كبرى في الأفق لإنهاء الصراع في هذا البلد. وتسعى روسيا وإيران حليفتا النظام لأن يكون لهما نصيب الأسد من صفقات إعادة الإعمار كإحدى المكافآت لهما على دعمهما له.
ووقعت دمشق وطهران عدة اتفاقيات لتحسين إنتاج الكهرباء وتوزيعها في سوريا في المناطق التي دمرتها الحرب، وفق ما علم الأربعاء من مصادر متطابقة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن هذه الاتفاقيات وقعها وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربوطلي، وستار محمودي المسؤول بالنيابة عن وزارة الكهرباء الإيرانية، حسب صحيفة "العرب" اللندنية.
وتشمل الاتفاقيات “التجهيزات وشبكة الهاتف ومحطات توليد الكهرباء” بحسب ما نقل موقع الوزارة الإيرانية عن محمودي. وأضاف “أن الشركات الإيرانية مستعدة للقيام بهذه المهمة ونحن سندعمها (..) وتبلغ قيمة التعاقدات مئات الملايين من اليورو”.
وبحسب الوكالة السورية فإن هذه المشاريع تشمل خصوصا محطة توليد كهرباء جديدة في اللاذقية (شمال شرق سوريا) بقوة 450 ميغاوات، وبناء وإصلاح محطات حرارية في بانياس وحلب وحمص.
وكانت إيران شيدت خصوصا محطة جندر بحمص التي خطف منها عدة مهندسين إيرانيين في 2011 و2012 من قبل مسلحي المعارضة وحجزوا لأشهر قبل الإفراج عنهم.
ووقعت سوريا في يناير 2017 سلسلة اتفاقيات مع إيران منحت لمستثمرين إيرانيين استغلال منجم الفوسفات الجنوبي ورخصة شبكة هاتف جوال وإقامة مرفأ نفطي بحري.
وتعتبر إيران الداعم الإقليمي الأساسي لنظام الأسد، وكان لها دور رئيسي في تدمير سوريا، وإعادتها لقرون خلت. وفي وقت سابق أعلنت موسكو نيتها لإرسال أربعة آلاف طن من مواد ومعدات البناء إلى سوريا للمساعدة في “إعادة إعمار البنية التحتية الأساسية في المناطق المحررة من الإرهابيين”.
وتتضمن تلك المساعدات ألفي طن من أنابيب المياه الحديدية ومئات الكيلومترات من كابلات الضغط العالي التي يتم نقلها حاليا عبر القطار إلى ميناء في جنوب روسيا تمهيدا لإيصالها إلى سوريا. ويسعى النظام وحلفاؤه إلى إقصاء الدول الغربية من أي دور في إعادة إعمار سوريا.