أكد مصدر وزارة لبناني، أن إيران أخفقت في السابق في تأمين ممر لها بواسطة "الحشد الشعبي" في العراق، يربط بين معبر الوليد في الأراضي العراقية وبين معبر التنف الواقع جنوب غربي سوريا، مضيفاً أن قوات النظام أخفقت أيضاً في التمركز في المعبر الأخير وتعرضت إلى قصف مباشر من الطيران الأميركي.
وبين المصدر لصحيفة "الحياة"، أن قوات النظام اضطرت إلى الانسحاب من المنطقة، بعد أن أعلمتها واشنطن وموسكو بأنها خاضعة للمناطق الآمنة في سوريا، التي يفترض أن تخلو من أي وجود عسكري ميليشياوي أو قوات النظام.
وتابعت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الاثنين نقل كلام المصدر، الذي رأى أن "منع القافلة التي كانت تقل مجموعات مسلحة من تنظيم داعش أجليت من جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة ومن القلمون الغربي في سوريا، بموجب اتفاق توصل إليه النظام في سوريا و "حزب اللات" وتنظيم "داعش"، يأتي في إطار منع هذه المجموعات من التوجه إلى دير الزور والتمركز فيها.
ويعزو سبب التصدي لهذه القافلة من جانب الطيران الأمريكي، إلى أن ما ينسحب على معبر التنف ينسحب على دير الزور التي تتصل بالأراضي العراقية عبر الحسكة، بالتالي من غير المسموح لإيران وبغطاء من النظام أن يكون لها موقع نفوذ في هذه المنطقة، التي هي على تماس مباشر مع الأكراد والعراق، الذي كان هدد بلسان أكثر من مسؤول فيه بأنه سيضطر إلى قصف أي تجمع داخل الأراضي السورية يسيطر عليه "داعش"
ويسأل المصدر عن الدوافع التي أملت على "حزب اللات" توجيه انتقادات إلى واشنطن بسبب إصرارها على منع قافلة التنظيم من الدخول إلى دير الزور، في الوقت الذي يلوذ فيه النظام في سوريا بالصمت على رغم أنه شارك في الاتفاق الذي كان وراء خروج مسلحي التنظيم من الجرود اللبنانية وأيضاً من القلمون السورية؟.
ويؤكد أن النظام في سوريا لن يخوض معركة ضد واشنطن، ومن خلالها ضد التحالف الدولي لضمان وصول قافلة التنظيم إلى دير الزور، ما يدعم وجهة نظره بأن إجلاء التنظيم من أماكن وجوده في ضوء تمكن الجيش اللبناني من محاصرته وتهديد وجوده في الجزء الذي كان يحتله من هذه الجرود، لم يوضع موضع التنفيذ على نار حامية إلا بناء لمباركة إيرانية. وعدم ممانعة تركية بغية إرباك الأكراد ومكان وجودهم في الحسكة.
وعليه، لا بد من تسليط الأضواء على الأسباب التي دفعت النظام في سوريا إلى استقبال المجموعات وإشرافه مباشرة على نقلها إلى أماكن آمنة بعد أن أمن الطريق لعبور القوافل إليها؟ وهل ينسجم ما أقدم عليه هذا النظام- كما يقول المصدر الوزاري- مع حربه المعلنة على الإرهاب، أم أنه اضطر للموافقة على هذه الخطوة لإشراك هذه المجموعات في حروبه ضد القوى الرئيسة في المعارضة من جهة ومن أجل تقليص نفوذ الأكراد؟
وكان "حزب اللات" المدعوم من إيران، قد أعلن عن التوصل إلى اتفاق مع "داعش" وافق عليه نظام الأسد، أفضى إلى السماح لقافلة تقل مسلحي التنظيم من الحدود اللبنانية - السورية إلى مدينة البوكمال السورية في ريف دير الزور الشرقي.