تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
إن ترسانة القنوات الفضائية الإيرانية أصبحت أخطر وأكبرتأثيراً من سلاحها النووي حيث أن هذا السلاح الإعلامي تسلل إلى داخل بيوتنا محاولا التأثير في مجتمعاتنا وممهدا الطريق للمد الإيراني مرددا وعاملا بمقتضى مقولة الخميني الشهيرة (سنعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالم ) والتي تعتبر فرض عين على جميع معممي الشيعة وأساسا من أسس النهضة الفارسية المقدسة عندهم والسمة الملازمة لتصدير مبادئ هذه الثورة، وقد سخروا لذلك ترسانة فضائية قاربت 80 قناة، 34 منها تبث على القمر الصناعي المصري «نايل سات»، و13 على قمر «عرب سات» فهذا الكم العددي الهائل من الفضائيات الشيعية يشكل خطرا كبيرا على مجتمعاتنا الإسلامية فهي تبث سمومها باللغة العربية موجهة إلى منطقتنا السنية مستهدفة عقيدة شعوبها ، هذا في الوقت الذي لاتوجد للسنة قناة واحدة تبث باللغة الفارسية .. دولة واحدة (ايران ) ترعى هذا الكم الهائل من القنوات والتي تبث بغير لغتها، وعشرات الدول السنية لا نجد من بينها دولة واحدة تتكفل بنقل عقيدتها السنية للشعوب الأخرى بلغتهم الخاصة ومن المفارقات العجيبة أن معظم هذه القنوات الشيعية تبث من خلال الأقمار الصناعية السنية (عرب سات) و( نايل سات) في ظل تغاضٍ وتغافل واضحين عن أخطارها على أمتنا
لقد تفاجأت كغيري من الموريتانيين ببث المسلسل الإيراني (يوسف عليه السلام ) في إحدى القنوات التلفزيونية الموريتانية (قناة شنقيط) في هذا الشهر الكريم والذي حوى أعظم إساءة لخير خلق الله أنبياء الله ورسله بتمثيلهم وإظهارهم في صور ممتهنة ممثلين من أخس فساق السينما الإيرانية مثل ( مصطفى زماني) و(حسن جعفري ) مع إجماع أهل العلم على تحريم تمثيل الأنبياء والمتابع لدارماتيكية تطور الاعلام الشيعي سيلحظ ان هذا الاعلام تحول من مشاريع افراد الى إعلام مؤسسات قائم على القضية الشيعية وخدمة المشروع الرافضي وكما هو معلوم ان المشاريع الممنهجة لاتقابل الا بمشاريع واستراتيجيات اكثر منهجية فالاعلام الشيعي المنظم لا يمكن أن يقابل الا بإعلام سني هادف اكثر تنظيما فالمشروع الشيعي يحاول امتلاك كل المعطيات التي تمكنه من صياغة منظومة مبرمجة لمشروع الاستئصال السني التي يسعى اليها (سياسيا-ومذهبيا واجتماعيا) وباتت حملة استئصاله لمقومات النهوض السني ومؤسساته تمضي بطريقة ممنهجة و تستندإلى مقومات دولة تدعمها اكبر مرجعية روحية لديهم إن هذه الظاهرة الإعلامية الفارسية الموجهة أصبحت جديرة بالدارسة والرصد لتحديد أخطارها وأثارها على حاضر ومستقبل هذه الأمة ترى ماهي منظومة القنوات الشيعية التي تستهدف شعوبنا السنية وكيف تأسست ؟ كانت بداية الإعلام الفضائي الشيعي مع قناة “الكوثر”، والتي بدأت بثها في العام 1980 بساعة واحدة يوميًا، وركزت هذه القناة في بدايتها على الحرب العراقية الإيرانية ووضعت في استراتيجيها تمجيد الثورة الخمينية وشرح مزاياها مع بعض الغناء الكربلائي والبرنامج الدينية الشيعية، إلا أنها كانت محدودة الأثر بسبب الأوضاع السياسية في تلك الفترة
ثم ظهرت قناة (المنار) اللبنانية التابعة لحزب الله، وقد بدأت بثّها على المحطات الأرضية في العام 1991 م ثم أصبح بثها فضائيا منذ عام 2000 م ، وإن كانت الظروف السياسية لم تسمح لقناة الكوثربالانتشار إلا أنها أفادت قناة المنار بشكل كبير حيث اكتسبت قاعدة عربية أوسع، بسبب الارتباط مابين القناة والمقاومة اللبنانية الإسلامية، كما أن تزامن بثها الفضائي مع انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني أعطها زخمًا إعلاميا ساعد على سرعة انتشارها في الأوساط العربية السنية بعد ذلك تتابع ظهور القنوات الشيعية مثل: قناة (أهل البيت الفضائية) و تعد من أكثر القنوات الشيعية انتشارًاو تبث من مدينة كربلاء بالعراق، وتليها قناة (الأنوار الأولى والثانية)، ومركز بثها من الكويت، على الأقمار الثلاثة الرئيسة، الأولى وهي متخصصة في الحوارات والدراسات المذهبية، والثانية تعمل على نشر الطقوس الشيعية من لطم وأدعية وبكاء ، وقناة (المعارف)، وتُبث من البحرين وأحدث تلك القنوات قناة الأربعة عشر ـ إشارة إلى الأربعة عشر معصوما، وهم الإثنا عشر إماما والنبي وفاطمة ـ ولم تكتف منظومة القنوات الشيعية بنشر الطقوس والعقائد الشيعية بشكل مباشر بل لجأت إلى استخدام الدارما والمسلسلات وقد حظيت بمتابعة جماهيرية من نساء وشباب هذه الأمة هذا بالإضافة لقنوات شيعية مخصصة للأطفال مثل قناة “هادي تي في”، والتي تقدم الأناشيد والقصص الدينية للأطفال في أسلوب سهل وبسيط
وبإطلالة بسيطة على محتوى هذه الترسانة الإعلامية من القنوات الشيعية نجد أنها موجهة توجيها محكما فقناة (أهل البيت) على سبيل المثال تستهدف في معظم برامجها عقد المقارنات المذهبية، والإلحاح على مناطق الخلاف بين المذهبين بشكل عام، مثل قضايا العقيدة، والموقف من الصحابة والأئمة على الجانبين، مع نفي فكرة تقديس الصحابة لدى السنة، واعتبار أغلب الروايات السنية مأخوذة عن صحابة غير ثقات ولا يجوز الأخذ منهم مع وجود آل البيت. والهجوم اللاذع على المذهب الحنبلي بوصفة كان بداية التشدد وتغييب العقل أمام النقل من وجهة نظرهم، ولا يتوقف خطر منظومة القنوات الشيعية هذه على الجانب العقدي فقط بل يمتد إلى الجانب السياسي، فتتعرض العديد من هذه القنوات الشيعية لمناقشة قضية ولاية الفقيه وضرورة قيادته في العديد من برامجهما مثل قناة المعارف التي تبث من البحرين، وقناة الكوثر الإيرانية وتركز على البرامج الممجدة للثورة الخمينية والممهدة لما أسموه بالدولة الإسلامية العالمية، والتي سيقيمها مهديهم المفقود في السرداب منذ 1200 سنة، وأنه لن يقبل في دولته إلا بمن ينتمي إلى الشيعة كما تسخر بشكل واضح من أي مشاريع أخرى غير المشروع الشيعي، وتنهج في ذلك أساليب عدة منها الجرح والهجوم على أهل السنة لتبقى النظرية الشيعية هي وحدها القابلة للبقاء، كما يظهر ذلك بوضوح من خلال قناة المنار التي تظهر حزب الله بوصفه النموذج الحركي للشيعة الذي يدافع عن الأمة ويقود جهادها وأنه امتداد لجهاد أهل البيت
وفي الأخير أرى أنه في مقابل هذه الترسانة الفضائية الشيعية أصبح من اللازم التفكير في الرفع من مستوى الإعلام السني ومحاولة بناء مشروع مواجهة اعلامي حقيقي وذالك بالإستفادة من الوضعية الراهنة بعد سقوط المزايدات السياسية والشعارات الجوفاء التي كانت تتبجح بها الدولة الخمينية بشكل صارخ في ثورة سوريا والسيطرة الصفوية الطائفية الوحشية على العراق ومحاولة اختطاف اليمن والتي كشفت الوجه الطائفي القبيح و المتعصب للروافض.