الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يحتوي حقل الدعوة الإسلامية في الواقع المعاصر على صنف من الدعاة إلى الله هم بمثابة فرسان يحملون رايات بيضاء وسط الواقع متعدد الالوان من تزاحم رايات حزبية بشقيها الإسلامي أو العلماني .
هذا الفارس هو الغريب بين ثنايا الواقع المعاصر غريب بين العلمانية ومدارسها لأنه يعتبر قضية الشريعة قضية محورية أصولية لا تخضع للمساومات أو الموائمات السياسية.
غريب بين الأحزاب الإسلامية لأنه لا يوالي على معايير حزب معين أو قواعد حزبية حاكمة للتصريحات السياسية المعاصرة
لأنه فارس الدعوة وحامل الراية البيضاء .
لم يمنعه وضوح الراية التي بين يديه من التعامل مع شركاء القضية المحورية التي ينادي بها ولذلك يراه البعض أحيانا في ثياب مظلومية قضية معينة فيظنه رأس في تلك المدرسة وما هو إلا ناصر للحق ومؤيد لرفع الظلم فقط وساعي لمنع الظلم او منع زيادة كثرة الضحايا امام بي الظالمين وعشوائية المظلومين .
ومن يراه على شاشات الإعلام متجردا من ثياب الولاءات السياسية المعاصرة يشعر وكأنه مؤيد للحلول العنيفة أو التي يصاحبها الغلو وما هو بذلك ولكنه الحق والحق هو الغاية التي نجعل من وسائل الواقع خدم للحق على ممر الأيام.
لانه فارس ورايته البيضاء.
حين يفارق أصحاب الرايات الحزبية في نقير أو قطمير يسدد فاتورة المخالفة من جور بلاءات الدهماء الطائفيين الذين لا يرون الحق إلا في الاستسلام المطلق لأوهام القادة التي انزلوا رؤيتهم منزلة العصمة وجعلوا للاعتصام معايير توافق الرؤية الخاصة للشيخ زيد أو حزب الأخ عمرو أو جماعة زيد وعمرو في ثوبها التاريخي والذي نسجوا منه معاصرة زائفة لانها تجدد البالي من مفاهيم القادة لمجرد أن نكتب أمام الناس الإمام المجدد أو الشيخ الإمام وما هو إلا أسير لراية أراد من حولها رؤيتها على غير حقيقتها فكان أمامهم إماما لهم ولو صدقوا أنفسهم لخلعوا ثياب التبعية له لأنه في الأصل لا يحمل راية بيضاء . وان كان لبعض خصائص الفروسية ملمح ظاهر عليه غير أن الأمة عجزت عن استثماره الاستثمار الأمثل الذي يجعل من آحاد الأمة جندي لكل مهمة، وتربي لكل مهمة جندي خاص بها، ولها ،وله تابع على ممر الزمان .
فارس ورايته بيضاء هم غرباء العمل الإسلامي الذين لا يعملون إلا للإسلام فلا جماعة تدافع عنهم ولا أحزاب داعمة لوجودهم ولو قنوات فضائية تحقق توافقا حزبيا أو سياسيا ترعى فكرتهم.
ومع ذلك هم قادة التلاقي وجسر الأمل في الاعتصام فعدم ولائهم الحزبي لم يجعل منهم خصوم للعمل الحزبي الإيجابي للأمة .
هم الغرباء على كل المحاور السياسية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والادبية والفكرية والرياضية. جزاهم الله خيرا ولهم مني نصيحة
وهي:
-كونوا مادة الاعتصام للأمة فلا تجعلوا من تجردكم سببا في زيادة التفرق بل أدركوا الواقع كما هو لا كما تريدون أن تروه. ..
- لا تستغرقوا أنفسكم في بحار المأمول وانتم عاجزون عن حراسة الممكن .
- إعلموا أن بحر الاستنزاف لا شاطئ له إلا على درب القوة في أخذ قرار التراجع عما ثبت عجزه في التاريخ والواقع المعاصر.
- لا تنتظروا من خصوم دينكم إلا ما كان منهم أمام صفحات تاريخكم فاوقفوا عشوائية التوصيف وعليكم بفاعلية التوظيف لما تملكون من واقع حتى لا تكونوا سببا في ضياع واقع ومستقبل .
وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.